داء السكري وشهر رمضان / د.عبدالجليل ولد الشيخ زيني

قال الله عز وجل:((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) صدق الله العلي العظيم

بقدوم شهر رمضان المبارك هناك سؤال يطرح نفسه باستمرار وهو: هل بإمكان المصاب بالسكري الصوم في رمضان؟

قبل الاجابة على السؤال علينا ان نعرف ماهو داء السكري؟

لقد  تم تعريف هذا المرض من قبل منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 1979م.  ينتج داء السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر الجلوكوز في الدم. وهذا الارتفاع قد يكون وراثياً أو بيئياً أو نتيجة لعوامل كثيرة أخرى.

في كثير من الحالات تؤثر هذه العوامل مجتمعة بحيث يكون الداء السكري هو العاقبة. إن هرمون الأنسولين هو المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم. تقوم خلايا بيتا في البنكرياس بتصنيع وإفراز هذه الهرمون في الدم.

داء السكري هو مرض يعرف بارتفاع مستوى السكر في الدم عن الحدود الطبيعية وظهوره في البول. ويوجد قدر من السكر في دم كل إنسان لحاجة الجسم إليه كمصدر للطاقة. ويحصل الإنسان على هذا السكر من تناوله للأغذية النشوية والسكرية (الكربوهايدرات) وهذه الأغذية تهضم في القناة الهضمية وتتحول إلى سكر الجلوكوز الذي يمتص في القناة الهضمية ليذهب إلى مجرى الدم ويمكن للجسم الاستفادة منه كمصدر للطاقة، وتتميز هذه العملية بالبطء مما يجعل كمية السكر في القناة الهضمية تمتص تدريجياً إلى الدورة الدموية، وعندما نتناول كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية فإن هذا يعني وجود كمية كبيرة من السكر في القناة الهضمية وبالتالي زيادة ارتفاع مستوى السكر الممتص في الدورة الدموية بكمية تزيد كثيراً عن احتياج الإنسان للسـكر كمصدر للطاقة لذلك تخزن هذه الكمية في الكبد (المخزن الرئيـسي) والعضلات ليتزود بها الإنسان عندما تقل كمية الطاقة الداخلة للجسم على صورة طعام، ويستطيع الجسم تنظيم كمية السـكر الموجودة في الدم بعناية فائقة إذ ترتفع كمية السكر في الدم بعد تناول الوجبة الغذائية تدريجياً ويخزن الزائد بسرعة وكفاءة عالية في الكبد والعضلات حتى لا يتجاوز مستوى السكر في الدم عن حد معين وبهذه العملية يعود السكر إلى مستواه الطبيعي.

 

يحتاج جسـم الإنسان للطعام من اجل النمو وتجديد الخلايا، كما أن الطعام يزود الجسم بالطاقة الضرورية للحركة. والجلوكوز، هو أحد أنواع السكر الناتج عن عملية هضم جزء من الطعام، وضروري للحصول على الطاقة.

وهناك نوعين او نمطين من داء السكري وهم 
داء السكري من النمط 1

يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً3. ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

داء السكري من النمط 2

يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين3. وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.
لقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً على نفس كل مسلم ومسلمة يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح لما فيه من صيام وصلاة وعبادات. ولما في هذا الشهر من عبادات تؤثر تأثيراً مباشراً على الصحة.
ومنها المصابون بداء السكري الذين لاانصح بصيامهم وخاصة :
المصابين بالداء السكري ذو اعمار اقل من العشرين ، الحوامل المصابات بالسكري و  المصابون بالسكري ومصحوبا بمضاعفات غير مسيطر عليها.
اما اذا قرر المصاب بالسكري الصيام فانصحه بمايلي

1- تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر.

2-الإكثار من شرب الماء أثناء الفطر لتجنب الجفاف.

3-الإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم.

4-عدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة بتناول شيء من السكر.

21. مايو 2017 - 16:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا