هذه ليست رسالة خاصة إليك أو بك .. ولو كانت كذلك لسلكت تلك الطرق التي نتواصل بها دائما كلما كان أحدنا بحاجة إلى الآخر ..و التي كان آخرها لقاؤنا قبل أسبوع على هامش الدعوة التي وجه لكلينا صديقنا و والدنا الكوري ولد احميتي ..
و من المؤكد أيضا أن رسائل قاطني " امحيرث " إلى مُلاك " اكرارة لفرص " يجب أن لا تمر في العادة من نواكشوط ...
كما يجب علي أن أتجرد من كل تلك العلاقات التي تربطني بك على الصعيد الشخصي أو الأسري أو المناطقي ..
لذلك و كما أعلنت لك سابقا ـ و ربما وصلك قبل ذلك ـ فقد فضلت موقف الحياد و ساهمت مع زملاء لي أحسبهم زينة و خيرة الحقل في الحراك الذي بدأ يوما قبل الاقتراع و رفع شعار " لا يمثلانني " نعني شخصكم الكريم و الأستاذ الفاضل صاحب الأخلاق أحمد سالم ولد المختار السالم ..
لكن يبدو أنكما أو أنك ـ بحكم أنكم الفائز في الانتخابات ـ لم تفهم الرسالة أو تغاضيت عن جوهرها كما يفعل السياسيون
و ليس صحيحا أن حراك " لايمثلاني " حصل فقط على 23 صوتا التي عبر عنها بالحياد لأن اسمي الشخصي موجود باللائحة و لم أصوت و لم أحضر المؤتمر و قد فضلت المقاطعة كتعبير عن الحياد و كنوع من الاحتجاج على ما وصل إليه حقلنا .
و ليس صحيحا أيضا أن حراك المحايدين " مقاطعين أو مصوتين " لا يتشبث بالنقابة بل بالعكس هم أكثر تشبثا بها من الذين يسومونها كل يوم سوء العذاب بأفعالهم ـ جرا للأدعياء للانتساب إليها و استخداما لها فيما لا تصلح له أو يلبسونها سيئ السمعة ببعض التصرفات المسكوت عنها ..
إني أكتب هذا المقال لتقديم فكرة أو اثنتين ، واحدة لا أوافقكم فيها و الثانية أدعمكم عليها
لقد فاجأني جدا تركيزكم ـ في مقابلتكم البارحة مع قناة الوطنية ـ على البطاقة الصحفية كأداة لتنقية الحقل الصحفي !
من خلال تنويع البطاقات بحسب مستوى الصحفي : صحفي مهني ـ صحفي متدرب ـ صحفي .....
إن هذه الفكرة تبسط الأمر و كأن المشكلة تتعلق بوثيقة تمنح لكي يمارس الفرد حقه في مهنته ..تماما كما تمنح له وثيقة بناء كي يستغل أرضه لتشييد منزله ..
إن المشكلة يا سيدي أعقد من ذيل الضب ـ كما يقولون ـ
إنها لا تبدأ بوصل اعتماد ـ لفتح موقع أو جريدة ـ يمنح لأي شخص لديه بطاقة تعريف .. كما أنها لا تنتهي عندما يصبح الشخص يمارس المهنة أو ما يشابهها في موقعه أو جريدته بانتظام ...
و أعتقد و لست هنا لأعطيكم الدروس لأنكم تمارسون المهنة منذ أزيد من 25 سنة و لديكم تجربة طويلة يجب أن تنعكس في قيادة هذا الجسم الصحفي المترهل
أعتقد أن أول خطوة يجب أن يبدأ بها موضوع تنقية الحقل ـ الذي تم اجتراره كثيرا ـ هو وضع معايير واضحة لمنح رخص المواقع و الصحف
كما يجب أن تشكل النقابة مكتبا تأديبيا من العمداء : و أقترح هنا عبد الله ولد السيد الذي كان يدعمكم ، الشيخ بكاي الذي فضل المقاطعة ،الدكتور الحسين ولد مدو الدكتور عبد الرحمن ولد حرمة ولد ببانه ـ الذي لم يسمح له بالتصويت ـ و الحسن ولد مولاي اعل و إبراهيم ولد عبد الله .. و آخرين .....
يجب أن يجتمع هذا المكتب بانتظام و يقدم تقريرا بطريقة منتظمة يوجه ملاحظاته على ماهو منشور ، ملاحظات يجب أن تصل في بعض الأحيان إلى حد التقريع لمن يستحق ذلك
إن نشر تقرير من هذا النوع بشكل دوري سيشكل سلطة خفية على محرري المواقع و الصحف ..و من المؤكد أنها ستنعكس على الأداء في المستقبل
كما يجب أن تستخدموا علاقاتكم الواسعة في الخليج و المغرب العربي في جلب منافع مالية يتم تسييرها بطريقة شفافة لفتح دور لتكوين الصحفيين و تمكينهم من المهارات و المعارف اللازمة كما يجب العمل على تشجيع من يتحلون بالسلوك المهني النبيل ..
إن تكوين جيل من الصحفيين ـ كنموذج ـ يتحلون بالأخلاق و يمتلكون مهارات المهنة و لديهم المعارف الضرورية لممارستها هو أحسن طريقة لتحسين النوع الصحفي
و بالتأكيد فإن التكوين يجب أن يكون طويلا نسبيا لثلاثة أشهر و بمنحة سخية و بمكونين أكفاء
أما محاربة التسول باسم المهنة فهذه معضلة المعضلات و هي بين أيديكم ... أما الطرد من النقابة أو تحديث لائحة أضرت بالمهنة أو ..أو.. فهي خيارات تحتاج كثيرا من الحكمة و لكن قليلا من الشجاعة .
إنني أشجعكم أستاذي على فكرة اقتناء قطعة أرضية يشيد عليها مقر للنقابة و أعتقد أن الأمر ليس صعبا و إن كان يحتاج مواظبة و متابعة ..
و أعتقد أن مهتمكم أصعب مما أتوقع بل أعقد مما تتصورون ..و إذا كنتم صادقين في توجهكم جادين في مساركم فستوضع أمامكم الحواجز و ستخلق لكم المشاكل و ستفكرون ألف مرة في الاستقالة
أما إذا كنتم لا تأخذون الهم الصحفي بجدية النقيب الحازم الصادق في مسعاه الشفاف في تسييره فسيدعمكم اللوبي و سيقولون لمنتقديكم إنهم يريدون تحطيم النقابة و إنهم - أي الناصحين - شغب افتراضي أو واقعي ..
تلك ملاحظات سريعة كتبتها في رسالة إلى المهتمين بالحقل الصحفي من خلال عنوانك .. أرجو منك أن تقرأها و تعيها .. لكن لا أطلب منك أن ترد عليها إلا إذا وجدت ذلك ضروريا