إلى وزارة الخارجية : أين هي الدبلوماسية ..؟ / محمد عبد الله ولد أحمد مسكه

الشعب الموريتاني ..! والقطري وجهان لعملة واحدة ..!
في هذا الشهر الكريم .. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
يشهد العالم العربي تحولات جذرية عميقة وخاصة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. كما عانى من ويلات الحروب والتقسيم والضياع .. 

لا تكف الطبول .. والزغاريب والتصفيق والموسيقى الحربية فيها عن الضجيج ..! دافعة بالخوف والفزع وربما الطمع في قلوب الحكام المسلمين بدلا من التسامح والمودة والإخاء  .
لقد اشترت الدول العربية والإسلامية السلاح بأموالها الطائلة .. وتنازلت عن مبادئها .. وأخلاقها مقابل حمايتها من الأشقاء الجيران المسالمين وليس من العدو الحقيقي الذي من المفروض أن تتحد الأمة على إبعاد شره وطغيانه وهي شاهدة متواطئة على كل ما يحدث
فيما ظلت الدول الأشقاء صائمة عن ردود الأفعال تماما لكي تفطر على مزيد من العجز والعدوان وعدم الاعتراف بالجميل
إن التسامح والإحسان والمودة والرحمة والأخوة وكل المعاني الروحية السامية والمستخلصة من هذا الشهر الكريم تتوارى أمام قلوب يائسة وبائسة وشاردة ممتلئة بهموم السياسة والجري وراء الغرب .. والرغبة فيما عند الناس .
فنحن نعرف جميعا بأن شهر رمضان ليس شهر الصيام والقيام والإطعام فقط ! ولكن حكمة الصوم والمقصد منه يجب أن يتناسب مع طقوس وأفعال المسلمين سواء كانوا شعوبا أو حكاما بما في ذلك التضامن والوحدة وعدم التفرقة .
إن ما نشاهده اليوم من العجز والتخاذل والكسل هو مرض عضال قد أصيبت به الأمة لابتعادها عن دينها .. وأصبحت لا تفرق بين مصالحها ومصالح أعدائها المتحكمين في ثرواتها لأنهم عاجزين عن التصرف فيها .. وبالتالي لابد من وجود وصي عليها .
ومن أجل ذلك لابد من أن يوضع حد لهذه الوصاية كما يوضع مشروع قانون جديد يأخذ في الاعتبار ظروف المجتمعات العربية والإسلامية (بما في ذلك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية) حتى لا يكون هناك تهور وصب الزيت لإشعال النار كما هو الحال لموقف بلادنا (المثير للجدل) من الأزمة الدولية الراهنة.
فموريتانيا ليست من دول المواجهة .. ولا حتى من مجلس التعاون الخليجي .. ولا هي من الدول المصنعة للسلاح من أجل بيعه .. أو هدمه وإنما هي حسب اعتقادي دولة إسلامية سائرة في طريق النمو وكان من الأجدر بها أن تعرف حقيقتها .. وتراقب من بعيد كعادتها .. وتلتزم بالحياد فالجامعة العربية ملغومة وما فيها تعرفه كل من (ليبيا ومصر) وهنا أقول لسعادة الوزير بأنها ليست كجامعة نواكشوط الفتية التي بإمكان العميد أن يدعم إحدى اللوائح الطلابية علنا دون الأخرى .. ويتكأ على قفاه ويستريح ..! كما أقول له ولحكومته وأغلبيته بأن موريتانيا هي الشعب وأن وزارة الخارجية تمثل الشعب الموريتاني المسالم المسامح الذي يحب الخير للجميع ومع الجميع وأن هذا الموقف (المتطرف) لا يعبر عن طبيعة الشعب الموريتاني ولا عن خصاله الحميدة فالشعب الموريتاني والشعب القطري وحكومته وجهان لعملة واحدة كما تعلمون ونحن لن ننسى قطر مهما كانت الظروف سواء في السراء والضراء ومن واجبنا أن نعترف لها بالجميل فهي التي ضحت في سبيلنا .. وضحت عن الكثير من مواطنينا في المواسم وبنت لنا المستشفيات (مستشفى حمد بمدينة أبي تلميت) من أجل المساعدة في علاج ضحايا المسافرين من العاصمة نواكشوط إلى مدينة النعمة عبر طريق الأمل المنسي .
- دور قطر الخيرية في حضن الأرامل واليتامى والمعوزين
- التعاون الموريتاني القطري (البنية التحتية – التكوين – التعليم ...إلخ)
- استقبال الجزيرة وتشغيلها لآلاف الصحفيين الموريتانيين بعد أن لجؤوا إليها هروبا من البطالة والتهميش .. وحبها للموريتانيين ولولا وجودها لما استطعنا استضافتنا للقمة العربية إنها صانعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية في المحافل الدولية
- وجود مآت الشباب في دولة قطر وهم يعملون في الأوقاف والأمن كانوا مشردين هنا معرضين إلى التطرف والعنف نظرا للبيئة الحاضنة وأصبحوا رجال مجتمع يوجهونه ويدعمونه في سبيل الرشاد والإصلاح
- مبادرة دولة قطر الفورية ورغبتها الجارفة في حضن الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع وغيره من الزعماء .. لأن الحياة لا تدوم على شيء واحد .. كما هو معروف في السياسة بالنسبة لكم ويمكن الاعتماد عليها في أية لحظة من لحظات المستقبل المجهول ..!
لقد فاجئني بيان وزارة الخارجية الموريتانية ربما لأنني لم أتعود عليه من قبل بهذا الأسلوب الجريء في التعامل والسرعة الفائقة في المواقف الكبرى .. وعدم التأني .. وقلة الاستشارة .. لا يدعوا إلى الحنكة السياسية ولا إلى الدبلوماسية ولا العلاقات الدولية .. وإنما هو قد يدخل في مجال المبادرات الفردية .. أو القبلية كما هو الحال في بلادنا لتمجيد صاحب الفخامة والشهامة أو من أجل الحصول على حنفية .. أو بناء مدرسة .. أو بعض من السمك .. أو التمر وقد يدخل هذا الأخير في إعلان هذا البيان نظرا إلى أن المملكة العربية السعودية قد طمأنت الحكومة الموريتانية بحصتها هذه السنة من التمور .. واللحوم لكن هذه الأخيرة قد تكون (سامة) نظرا لما وقع عليها من إرهاصات لا تخدم المصلحة العامة ولا مستقبل دولة ذات سيادة وحوزة ترابية كبيرة معروفة بالعلم والشهامة وحب الخير والكرم والتسامح والمسالمة والسلم الأمنيين .
فنحن مع جميع الدول العربية والإسلامية والإفريقية لكن من أجل مصالحنا انطلاقا من مبادئنا .. وأخلاقنا الذين تربينا عليهما ونشأنا طيلة عقود من الزمن لا فرق عندنا بين الأسود والأبيض ولا بين القوي والضعيف .. نتحكم في عواطفنا .. ولا نندفع في موقف داعم لشخص أو دولة مهما كان هذا الشخص أو الدولة على حساب طرف آخر مهما كانت الإغراءات والضمانات والتعهدات لأننا لا نعرف متى نضطر إلى الطرف الآخر .. وخاصة أن غدا لناظره لقريب والصلح خير .. فالجميع سواسية بالنسبة لنا كأسنان المشط .. أو كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
إن موريتانيا اليوم هي عضو فاعل في الجامعة العربية وقد أشارت وأشادت وزارة الخارجية بحضورها الفاعل في بعض النقاط الساخنة (الخارجة عن الحدود) من العالم كما أشارت إلى الجهود المبذولة المتعلقة بتسوية الملف القطري لكنها في الأخير قالت بأن دولة قطر قد تمادت في التصرفات وهذا ربما هو المستنقع الذي تعوم فيه الحكومة داخل المياه العكرة مع المعارضة فماذا تقول هي الأخرى ..! .  

7. يونيو 2017 - 17:36

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا