ما هكذا تورد الإبل يا سعد مثل عربي شهير ، وله قصة معروفة ، وهو يضرب به المثل لمن لا يحسن ما تهمم له ، ولا يجيد ما توجه إليه .
وهو شطر بيت صدره :
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل
صبيحة يوم الاثنين كانت ضربة قاسية من دول صديقة خليجية كانت قطر تؤمل فيها الكثير نظرا لتلك المصالح الجغرافية والاستراتيجة والثقافية التي تربطهم .
من بين تلك الدول دولة علمانية عميلة فاسدة ، تسمى نفسها الإمارات العربية المتحدة ، اسم ليس له مراد موضوعي للأسف ، ولا يجوز إطلاقه على تلك البقعة من الأرض الخربة التي تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة ، ومحاربة الإسلامين والمصلحين في بقاع الأرض ، بدءا من جماعة الإخوان المسلمين مرورا بحركة حماس التي تدافع عن أراضيها ومقدساتنا الإسلامية (( المسجد الأقصى )) وصولا إلى دولة قطر .
في منطق هذا الواقع المرير ملاحظات سريعة على الهامش :
ــ السعودية : الثقل السياسى في المنطقة طغى عليه التعلق الوثني بأمريكا والخوف ممن وصفها ب " البقرة الحلوب " ترامب ،
ــ الإمارات العربية المتحدة "العلمانية المتحيزة ": رأس الأفعى في المنطقة ، تتنظر إشارات ضوئية من إسرائيل وأمريكا لتنفيذه .
إن الشعب الإماراتي كريم بطبعه يأبى الضيم والجور ـ لكنه مخير بين التكميم أو السجن ، فا ختار الأول خوفا على نفسه ، فمن يدعى أنه ابن زايد نزعه عرق السفالة والعمالة ، أموال شعبه يقسمها لتدمير شعوب أو زعزة استقرار شعوب أخرى حفاظا على تلك الكراسى الزائفة .
تلك ضريبة تدفعها الشعوب التي أجبرت نفسها على مبايعة حكام جائرين ظالمين ، فالحرية لا بد لها من ثمن ، إما الموت ـ أو السجن سنين عددا (( نيلسون مانديلا )).
ومثيلتها في ذلك المنحى المملكة العربية السعودية .
أموال الشعب السعودي الشقيق تقسم على رؤساء دول عربية لإغرائها بالتخلي عن مبادئها الدبلوماسية والثقافية والدينية ، بقطع علاقاتها مع دولة خليجية عربية سنية .
من زرع حصد :
إن قطر دولة فتية شامخة سامقة ، فمنذ نشأتها ظلت مصرة على توحيد الصف العربي والدولي ، ودك الاحتلال الإسرائيلي نصرة للشعب الفلسطيني المحتل.
وعبرت سياستها الخارجية الحدود والجغرافيا ، ولم تتخلى يوما من الأيام عن مبادئها السيادية والقومية .
فمن وقف مع الشعوب لكسب حريتها ؟؟
ومن بذل كل طاقاته لوقف الجرح السوري السائل ؟؟؟
ومن احتضن حركة المقاومة الإسلامية " حماس " ؟؟؟
ومن أيد الإخوان المسلمين وآواهم عزة وكرامة ؟؟؟
ومن أسس قناة الرأي والرأي الآخر صونا لكرامة الإنسان أينما كان ؟؟؟
تلك حقائق سجلها التاريخ ولن تمحى من الأذهان .
فمن قاطعها جويا وبريا وبحريا سيندم ولن يؤثر على قرارها السياسي والجيوستراتيجي ومبادئها السيادية .
حصار بدأ من أم غشومة " السعودية " تلتها الإمارات والبحرين ثم اليمن ومصر والأردن وموريتانيا ... الخ
لكن" رب ضارة نافعة" في هذه اللحظات الفارقة عرفت قطر الأوفياء والخائنين .
فلن تنسى دولة الكويت التي وقفت معها في هذه الهبة الإعلامية الشرسة والحصار الإقليمي الذي لا يأباه الضمير الإنساني في شهر الرأفة والرحمة .