إذا كانت الدبلوماسية هي ممارسة العمل الدبلوماسي من أعمال السيادة تمارسه أي دولة مستقلة معترف بها باعتبارها نشاطا مأسساتيا يمارس بعد قيام الدولة ، فإن الدبلوماسية الموريتانية بين مطرقة التصويح وسندان المادة ، حيث لم تعد الأخوة الدينية والمصالح المشتركة .... معيارا تنتهجه موريتانيا في علاقاتها الدولية والإقليمية ، بل راحت تفتش— بسرعة— عن الإستهلاك الربحي
والمناقصة المزادية في سوق يباع فيها الغث والسمين زيادة لعصبة الجآذر التي تصنع الإرهاب وتذكي حروب الفتنة والدمار ، إجداء لطيف علاقات بذرت على خروع من الوهي والتهجاع ، يقودها خشرم لم يخضع لدوراة تأهيلية في مجال الدبلوماسية والحكامة الرشيدة ، يحث حثه دبره إلى تكسير مكيع السمعة والسيادة ، بعد أن دنى الجميع ونهل من غدير الأمير ...
لايعجبنك أن ترى لمجاشع جلد الرجال ففي
القلوب الخولع ...
كان من الأجدر بقيادة حلقة وصل حتى لاأقول — شبه دولة — في النطاق الغربي لإفريقيا ، تحتاج في تنميتها إلى الكثير من الشروط والآليات والتضافر الجهودي والحنكة الدبلوماسية السديدة ، لكي تتغلب على معوقات الإقتصاد والبطالة والتسيير الفوضوي والتأخر الصناعي ...... رغم تواجدها على نطاق جيولوجي يشق الخريطة الجيولوجية للإقليم من الشمال إلى الجنوب ، أن تراعي مصالح شعبها المهاجر ، والمتواجد بكل صنوفه ومقاييسه في دولة قطر الشقيقة ، من— قضاة ومفتين وأئمة ومؤذنين وصحفيين وحراس ومواطنين عاديين أي قرابة : 500_450 مواطنا موريتانيا مقيما في قطر ...... دفعتهم الفاقة إلى العيش في عوانك دولة لاتؤاخذهم بمافعل السفهاء من حكومتهم التي تصاممت عن مراكز الصحة الأفضل في الداخل ، والمساجد التي رفعت على البسيطة وذكر فيها اسم الله ، ومراكز إسلامية متخصصة وجامعة ..... إلى غير ذالك مماعجزت عنه " سيادة " موريتانيا ، من كفالة ءالاف الأيتام والبائسين الذين لم تعطف على فلذاتهم إلا مشاريع قطر الخيرية .
ويحيلني قرار موريتانيا إلى سؤال هو : لماذا لم تعتبر موريتانيا على غرار نظيراتها من الدول العربية الأزمة القطرية مجرد خلاف بين الأشقاء ، ستجبرهم المصالح الإقليمية والروابط الدينية والأواصر الأخوية والجغرافية على إنهائه .؟ أو تلتزم الصمت إن لم تسع في حل الأزمة بطرق سلمية وودية ترجع المياه إلى مجاريها ، إن كانت — حقا— لها وزنها العربي والإفريقي الذي تعتبره النموذج الأعلى في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف ، وإن كانت اتهاماتها الأخيرة لاتنبئ عن تصور سسيولوجي يضبط الإرهاب بمفهومه الصحيح ، لدى ذوي العقول المتافيزيقية الذين يربطون بين العقل النظري والعملي ...
في سنة : 2014 م نجحت دولة الكويت في حل الأزمة القطرية ءانذاك ، وهاهي اليوم تلعب دورا كبيرا وأساسيا في لم الشمل وإنهاء التوترات الخليجية التي تمخضت عن مخرجات القمة الأمريكية الموبوءة ، والتي كانت عصافيرها — الميلاشية — ستعلن القدس عاصمة لإسرائيل ، إلا أن دولة قطر وقفت بشجاعة فارقة في تاريخ العرب ضد التصرف الطائش بشكل رسمي ، اعتراضا على إرهابية حركة " حماس " الجهادية ودفاعا عن قضايا الشعب الفلسطيني الذي تظهر بعض الدول الوقوف معه في لبوس من الأجاج الأممي المسموم ، ولو اقتضى الأمر أن تنفى دولتهم من الخارطة .
بهذه الأسباب — إضافة إلى احتضانها أكبر رموز للعلم والدين ... دخلت قطر في تصعير أقيال الماسونية التي لجبت بها شياطين السعودية والإمارات وإسرائيل ومصر ..... في تعميق الهوة بين الدول ذات البعد الإنساني والنخوة العربية والدفاع القومي العادل ، من أجل الشترذم والقضاء على تاريخ ينبي معاول الفتنة والتمالئ في مسايرة دول تأودت في إشعال زيوت الحروب والإبادة في العالم العربي الذي أمسكت بفأسه منذ ولادة الإرهاب وحتى اندلاع الثورات الدموية في العالم كله ، بل لم يكتف مجلس تعاون الدولي الخليجي بهذا وهو الذي تقمصت في سياساته عبقرية الظلم والمراغمة التي اصطادت جرائمها البشرية بنيان الخليج المتراص منذ العام : 1981 , مما أدى إلى تفاقم الأزمة الخليجية في الشرق الأوسط ، وجعل دولة قطر خارج السرب الخليجي في المنطقة ، لا لشيء سوى أنها الدولة الوحيدة التي مازالت تحس بقضايا الإنسان العربي المحتل ، ذالك الفلسطيني الذي يلتحف السماء رفرفا ويفترش الأعزل بالغدو والآصال ، ترهبه جلاجل العدو وتسحه وابلاته ودقا فتتركه صلدا لايكر عليه إلا من يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، أو من يعرف أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم " لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم ...." أنها المقاومة الفلسطينية ، من يقومون قادتها اليل أئمة ، ويقاتلون النهار قادة .
حفظ الله بلاد المسلمين وأعاد القدس إلى أيديهم ، وفرج عن دولة تحب الإسلام وترعى المسلمين ، اللهم عليك باليهود الظالمين فإنهم لايعجزونك ، اللهم لاترفع لهم راية ، ولاتحقق لهم غاية ، واجعلهم لمن خلفهم ءاية . إنك سميع مجيب .