ليس الطعن من الخلف، أو خذلان الأخ، أو التحامل عليه، أو وصفه بمنفرٍ،أو مُحقرٍ، بأمر نادر في نجد،فقبل أن يوارى جسد النبي الأعظم الطاهر الثرى طلع من نجد قرن شيطان،وأشرئبت أعناق أهلها للفتن، وصدحت حناجرهم بالافتراء، وسلت خناجرهم وأشرعت قسيهم، لوئد دين الرحمة، لم يتخلفوا يوما عن داع فتن،بالأمس القريب وفي قمة التبتل والرهبنة والطمأنينة التي تغشى قلوب المؤمنين في شهر الرحمة،
أبى إبليسُ وحزبه النجدي إلا مزيدا من الشقاق بين أبناء الأمة، فاجلبوا بجيش من المنحرفين لا يرقبون إلاَ ولا ذمة في أخ نسب أو ملة أو جار سكن، استرقوا السمع وهتكوا الحُرم المحرمة وتقولوا وتطاولوا بقاماتهم القصيرة على الطود الشامخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فاتهموه بما ليس له بخلق، جندوا نهبةً ثروات الشعوب من قادة الجشع المتسلطة على شعوبها الفقيرة ليصدروا بيانات تهم بجرائم هم أبطالها الحقيقيون.
أهل نجد سائرون على مياسيم شيعهم في القرون الخوالي، حيث حاصر الملء الأعلى من سلفهم رسول الله (صلعم) ليطفئوا النور المنبلج ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وعلى هديهم حاصرت نجد وحليفاتها قطرات الندى التي تروى الصحاري ظنا منهم أنهم سيئدون مشاريع التنمية ونصرة المظلوم وسقاية المقدسي، وكسوة الغزي على يد القطري المعطاء.
في عزة وشموخ صدمت قطر المرجفين بعد أن تخيلوا أنهم لها صادمون،فتنادى العالم الحر مزكيا قطراً، ورقصت أبواق نجد على شطحات ترامب المتناقض مع فريق حكمه المزكي للدوحة والمشيد بما قدمت وتقدم للسلم العالمي، يتناسى المرجفون المتهمون قطراً بدعم الإرهاب أن منفذي مجزرة منهاتن ليس بينهم قطري واحد،وأن فتاوى التكفير والتنفير، والتفجير ونكاح الجهاد لم تصدر من منبر بالدوحة، وان شاشاتها لم تبث أفلام خلاعة ولا رذيلة لأنهم لا يملكون روتانا ولا زي أفلام، لا أحد من أمرائها في لائحة اغني أثرياء العالم لكن شعبها هو أغنى شعوب المعمورة،حقائق صادمة لمن يمتطي يختاً بنصف مليار دولار (محمد بن سلمان) وأرامل الرياض يفتشن النفايات بحثا عما يهدأ مسغبة وليد لم يكمل حولا.
ليس مفاجئا أن يرموا قطر من قوس واحد، لأنها لم ولن تقبل أن تكون ذيلاً فمن يشاهد قامات القطريين الفارعة يلاحظ كبرياء العقلاء، وشهامة الكرماء، امتصت قطر الصدمة وأخذت زمام المبادرة وكالت الصاع ضعفين ووقف العالم مشدوهاً أمام الحكومة الشابة المتحمسة للذب عن حياض كرامتها في تحدٍ يفوق بكثير نزق محمد بن سلمان وصلف محمد بن زايد.