بدأ السباق واقترب الختام فطوبي للسابقين و هنيئا للاحقين وخيبة للمتخلفين قالت عائشة رضي الله عنها
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر جد واجتهد و أحيا اليل و أيقظ أهله))
بأبي هو و أمي صلى الله عليه وسلم كل أيامه جد و اجتهاد و قد قال الله في نهاره " إن لك في النهار سبحا طويلا " وفي ليله " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اليل ونصفه وثلثه " و ما رئي صلى الله عليه وسلم فارغا قط وكيف يفرغ والله يقول له: " فإذا فرغت فانصب "
ومع هذا كله يضاعف الجد في العشر فما حال من ضاعت أعمارهم وأهدرت أوقاتهم
إن لهم في العشر فرصة للتدارك ففيها ليلة القدر التي تفضل عمرا كاملا و التي فخم المولى جل جلاله شأنها فقال { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
إنها ليلة مباركة نزل فيها الكتاب المبارك علي النبي المبارك محمدصلي الله عليه وسلم
المحروم من حرم من بركاتها والمطرود من لم يصب من نفحاتها
إنها ليلة السلام والأمان والبركة والسلام بها نيل المرغوب والنجاة من المرهوب
وقد قال الله تعالى لنوح عليه السلام
((يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلي أمم ممن معك ))
تتنزل فيها الملائكة وإمامهم الروح عليه السلام فيرون تنافس
أهل الأرض وإقبالهم ينزلون بالخير لهم ويشفعون لهم ويرفعون كلمهم الطيب وعملهم الصالح
وتمتاز العشر كذلك بأنها خاتمة رمضان المبارك والأعمال بالخواتيم
الله الله إخواني أﻻ فلتقبلوا على من يستحق اﻹقبال و لتنافسوا الصالحين { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
ولتستعينوا بالاعتكاف ولو جزئيا ولتصرفوا الصوارف ، ولتقاطعوا القواطع ولتمنعوا الموانع..
ابتعدوا عن آفات الأوقات الخلطة والنوم والفراغ واهجروا الوسائط الإجتماعية إلا في الأمور الضرورية .
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا..
*اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا ، وما أنت قاسم فيها من خيري الدنيا والآخرة فاجعل لنا منه أوفر حظ ونصيب