في ظل التجاذبات السياسية العربية المترتبة على الأزمة القطرية، كَثُرَ القِيل والقال حول بعض الإجراءات العقابية الجماعية التي اتُّخِذت/ أو قد تُتَّخَذ تجاه مواطني دولة عربية معيَّنة، بسبب موقف هذه الدولة من الأزمة (هل هي مع قطر أم ضدها). من ذلك-على سبيل المثال-ما يُنشَر في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي (بصفة خاصة)، من نوع:
"قررت قطر إلغاء عقود العمل الخاصة بمواطني الدولة العربية الفلانية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها"!...
"الإمارات تُرحِّل بعض مواطني الدولة/ أو الدول العربية التي اصطفَّت إلى جانب قطر"!...
"السعودية تطرد القطرين الذين جاءوا/ جاؤوا لتأدية العمرة في شهر رمضان"!...
"السعودية تضغط على بعض الدول الإفريقية من أجل الوقوف إلى جانبها ضد قطر، مُلوِّحةً-في حالة عدم الاستجابة لهذه الضغوط- بوضع عراقيلَ أمام مواطني هذه الدول الراغبين في الحج"!...
لا شك في أن هذا الكلام لا يستقيم ولا يصدقه عاقل... و قد يكون من وحي الخيال ولا أساس له من الصحة، أو يدخل في مجال "السموم" الإعلامية التي يدسّها أعداء العرب عن طريق الوسائل التواصلية المنفلتة غير الخاضعة لأي رقيب...
ومع ذلك، فلا بد من التنبيه على خطورة التفكير في ركوب هذه الموجة الهادفة أساسا إلى جعل المواطن العربي البريء المسالم وقودا لهذه التجاذبات السياسية والخلافات العابرة التي قد تقع بين أعضاء الأسرة الواحدة...
غدا – بحول الله – تصبح هذه الخلافات في خبر "كان"، و نندم -يوم لا ينفع الندم- على ما جنيناه على المواطن العربي الذي يحلم بالعيش الكريم في وطنه العربي الكبير...في وطن يضمن له التنقل من بلد إلى بلد آخر دون تأشيرة دخول ، و يكفل له حقه في الإقامة و العمل و التملك...
قد يقول قائل إننا نحلم...لكنه حلم مشروع...
إن وطننا العربي – من المحيط إلى الخليج – ملك لنا جميعا، ومن حقنا أن نعيش في أي رقعة منه. وما ضاع حق وراءه مطالب.