كان مالك يفتي بأن طلاق المكره باطل ففسرها بنو العباس علي أن بيعتهم باطلة وقد كانوا يكرهون الناس علي أيمان البيعة
(( وهي حساسية معهودة من المخالفة لدي الملوك ))
وقيل إنه كان يصرح في مجالسه بذالك فاخذوه وجلدوه وورد انهم كانوا يطوفون به يضرب في شوارع المدينة راكبا علي حمار فكان يرفع عمامته عن رأسه ويقول (( من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك ابن أنس ألا لاطلاق في إغلاق ألا إن أيمان البيعة باطلة ))
فكان العباسيون يريدون التشهير به وهو ينتهز الفرصة لتشهير الحق وإعلانه للناس فرق كبير بين من يعتبر الفتنة فرصة لبيان الحق والصدق مع الخلق ورفع الدرجة عند الخالق جل وعلا كما قال ابن مسعود رضي الله عنه؛
(( إنها المواطن فلا تضيعوها ))
وبين من يجعلها فرصة للقرب من الظلمة والحفاظ علي
ودهم واستجداء مدهم (( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة
فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ))
(( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا علي الله إلا الحق
ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون
والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين ))
ما يجهله المبطلون ان مضايقة الحق أسرع طريق لنشره
وأنهم يوصلونه مشوها محاربا لكنه يحمل مناعة خلع التشويه
وبروز معدته وبهائه وقلب السحر علي الساحر
وأن التشهير بالمصلحين اقصر واوفر طريق لترميزهم والتعريف بهم مجردين من الهالات الزائفة ينصع نورالحق
عليهم
وتاريخ الصراع بين الحق والباطل شاهد قال بعض أهل
العلم ((كانت قيود أحمد في السجن كأنها حلي حلي به ))
يشير إلي أنها زينته ووضعت له القبول
وكذلك قيل عن مالك بعدمحنته وغيرهما كثير
أصلح الله الأمة علماء ومتعلمين وحكاما ومحكومين.