الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا ..ذكريات ومحطات / سيد أحمد ولد باب

altفي الثالث عشر من مايو 2000 كانت قاعة "شنقيط" بكلية العلوم القانونية الاقتصادية علي موعد مع التاريخ حينما تداعي أغلب نشطاء الساحة الطلابية من مستقلين وإسلاميين وبعثيين وناصريين وعناصر من حركة الحر إلي تأسيس أول نقابة للطلاب منذ تجميد اتحادهم السابق نهاية الثمانينيات...

كان الحماس كبيرا داخل القاعة ،وكان الجو ساخنا بعد اعتراض مجموعة من الزنوج علي إعلان الإتحاد بشكل "فردي" من قبل الطلبة العرب – كما وصفوا الأمر ساعتها- وكادت أعصاب الجميع تنفلت بعد عراك تسبب فيه أحد عناصر الطلبة الزنوج الرافضين للاجتماع والعنصر الحيوي في الجلسة ساعتها "محمد سالم ولد المهدي" رغم أن الجميع حاول احتواء الموقف بسرعة بعد ذلك... كنا ونحن مقبلون علي تأسيس النقابة ندرك أن المسيرة طويلة وأن العمل يحتاج إلي التهدئة داخليا والتضامن في وجه الخارج الذي لم يكن ساعتها سوي ادارة جامعة نواكشوط بقيادة محمد سيديا ولد الخباز وبعض العناصر الطلابية المتمسكين بالمندوبية الطلابية كخيار وحيد للعمل ولعل أهمهم ساعتها "الشيخ" أبرز المشاغبين في كلية العلوم القانونية (ثاني قانون عربي) و"جمال" رغم أن الأخير كان مهتما أكثر بتضييع الوقت وافتعال المشاكل مع الطلاب بعيدا عن روح الجد التي كانت تطبع الآخرين. كنت من المعجبين ساعتها بالعمل النقابي –رغم ضعف الخبرة وقلة التجربة- وكنت من المعجبين كذلك بالمندوب العام للكلية الهاشمي ولد محمد خيار والذي كان أبرز الفاعلين في الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا بعد تجربة المندوبية التي قال القائمون عليها إنها لم توفق في نقل مطالب الطلاب بعد أن ظلت الجامعة تتحكم في بدايتها بتأجيلها المتعمد للانتخابات الطلابية وفي نهايتها من خلال استغلال غياب إطار شامل وجامع للتلاعب بالمناديب الثلاثة طردا من الاجتماعات ومنعا للمعلومات ورفضا للاستماع في الأوقات العادية التي لا يكون فيها مجلس الإدارة في اجتماع وتهديدا بالسلاح في أوقات أخري كما فعل مدير المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية. طانت بداية العامة مخصصة للتحسيس بالفكرة والدفاع عنها بعد انتهاء انتخابات المندوبية وكانت معارضتها قوية من قبل بعض الطلاب والإدارة عموما،وأتذكر الآن تلك الجلسات حينما كان "الهاشمي" يحدثنا داخل مدرجات الجامعة بمستوي عال من الإصرار قائلا إن النقابة هي البديل الوحيد المقنع والقادر علي أخذ المطالب وأن أزمة "الترخيص" التي كان البعض يلوح بها ستتبدد مع الوقت وإن الإدارة ستكون مرغمة علي التعامل معنا كمناديب عن الطلبة إذا أثبتنا أننا قادرون علي الإتحاد في وجهها واقتنعنا بالإتحاد. كان الجمع قليلا مقارنة بالواقع الحالي ،ولكنه كان فاعلا ومؤثرا بشكل غير مسبوق،وكان الزمن يجري سريعا والنقاشات خارج الجامعة أعمق والصراع داخلها أوضح والكل ينتظر نتاج لجان النصوص والمقترحات الخاصة بشأن القيادة الجديدة.  كنا ندرك أننا منقسمون إلي فرق شتي بحكم الخلاف الإيديولوجي ولكن كنا نتعامل مع الإدارة والساحة الطلابية كفريق موحد في كثير من القضايا بحكم التحدي الذي كنا نواجهه ومن أكثر من طرف،و تدفعنا الرغبة دوما في التواجد داخل الجامعة ويجمعنا الحوار والنقاش أكثر مما يفرقنا حتى ولو تباينت الأفكار واختلفت وجهات النظر.. كنا نميل ساعتها كطلبة إسلاميين بشكل مطلق وربما غير معلن إلي اختيار الطالب بقسم الاقتصاد محمد ولد أكيه كأمين عام انتقالي بحكم قربه منا وبعده عن التجاذب الحركي الذي كان يطبع الساحة السياسية ،لكن في الوقت ذاته لم نكن حريصين علي الصدام مع مجموعة "البعثيين" والتي كان يقودها محمد الراظي ولد النهاه باعتبار أننا قادرون علي تغيير الكفة انتخابيا وأن الحصول علي اعتراف بالنقابة أهم عندنا من السيطرة عليها بشكل مبكر خصوصا وأن البعض بدأ يروج داخل الساحة الطلابية بأن مجموعة الإسلاميين تريد السيطرة علي الجامعة وشغلها بالصراع مع الإدارة بدل حل مشاكل الطلاب ... تم اعداد النصوص القانونية بعد استشارة عدد من المحامين أبرزهم محمدن ولد أشدو ،وعدد من النقابيين أبرزهم الساموري ولد بي – الذي كانت تجربته مع الترخيص أكبر دافع لنا نحو الإعلان عن الإتحاد بدون الحصول علي رخصة. ومع دخول الجلسات التحضيرية نهايتها كان الخيار في النهاية لصالح الراظي ولد النهاه بعد إبداء ولد أكيه عدم حرصه علي تولي منصب الأمانة العامة واكتفينا بحضور فاعل ومؤثر في المكتب التنفيذي للإتحاد بعد الزج بمجموعة من العناصر الطلابية المؤثرة وتحديدا الهاشمي ولد محمد خيار عن كلية القانون وأحمد ولد الوديعة عن كلية الآداب ومحمد ولد أمبارك ومحمد ولد جعفر عن المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية مع علاقة طيبة ببعض أطراف المكتب من غير المسيسين أو علي الأقل الحركيين علي الأقل.. نشط الجميع في حملة الانتساب وباتت جلسات المكتب التنفيذي منتظمة خارج الجامعة وفي الحي الجامعي بعض الـأوقات حيث كان بعض أعضاء المكتب التنفيذي لديهم سكن داخلي مع حركية غير مسبوقة داخل المدرجات والأقسام وتعبئة كبيرة للمؤتمر العام الأول والذي تقرر نهاية 2001.. بعد شهور من إطلاق عملية الانتساب وفي الثاني والعشرين يوليو 2001 كان الجميع علي موعد مع المؤتمر الأول للإتحاد بعد اختيار مناديب الداخل والخارج ،وكان فندق "الهدي" بنواكشوط محطتنا الأولي بحضور طلابي خالص قبل أن تتدخل الشرطة مساء لوضع حد للمؤتمر الذي كان مجرد انعقاده دليلا علي أن النقابة بدأت تأخذ مكانها في الساحة السياسية والإعلامية كطرف فاعل في العملية التربوية بالبلاد .. دخل الطلاب والشرطة في صدام استمر لبعض الوقت وكان "محمد الأمين ولد بيب (كلية الآداب) ،وعبد الرحمن ولد حمودي(الاقتصاد)،ومحمد أحيد (دحيد) (المعهد العالي) أبطال المواجهة بامتياز بينما شكلت لجنة مؤقتة لدراسة مستقبل المؤتمر ومكانه القادم وسط تجاذب قوي بين راغب في عقده في أحد المنازل ومصر علي عقده في الجامعة هروبا من العمل السري كما يقول أصحاب الفريق الأخير.. في اليوم الموالي عقدت جلسات المؤتمر بكلية العلوم والتقنيات واستمر الجدول بشكل سلسل إلي أن وصل الطلاب إلي وقت الإدلاء بالأصوات بدأت الشرطة والإدارة التحرك لوضع حد للعملية بغية ارباك الطلاب وهم مافشلوا فيه لاحقا بعد أن أكمل الطلاب تصويتهم تحت المطاردة ونقلوا عمليات الفرز إلي خارج الجامعة وحبس الجميع أنفاسه في انتظار نتائج التصويت التي كانت في صالح الإسلاميين في البداية وصادمة لهم في النهاية بعد أن تبين أن اثنين من عناصر اللائحة التي تقدموا بها قرروا التحالف مع الطرف الآخر وهم محمد ولد أحمد جد (ناصري) و أباي ولد عبد الله(مستقل) بعد إقناع الأخير بالترشح للأمانة العامة للإتحاد مقابل دعم اللائحة الأخرى.. دخل الإتحاد في أزمة قوية ورفض الإسلاميون الإسراع في عمليات التنصيب مفسحين المجال للضغط الخارجي علي المناديب في لعبة كانت مثيرة ومشوقة وكانت ساحة الوراقات الواقعة قبالة مسجد "دائرة الكرام المسلمين" مسرحا لها .. نجح الإسلاميون في الضغط أيضا علي اثنين من عناصر اللائحة الأخرى وهم أباي ولد عبد الله الذي قرر الحياد قبل أن يتراجع عن موقفه ،وأحد عناصر الجبهة الشعبية الذي تعهد لهم بالتصويت مقابل نائب الأمين العام،لكن الكرة عادت للصفر بعد رفض الأطراف الأخرى التنصيب أيضا مطالبة بإفساح المجال أمام المكتب للتشاور ليتوصل الطرفان إلي اتفاق يقضي بتأجيل المكتب التنفيذي إلي بداية العام الدراسي الجديد مع درس بليغ ألزم البعض لاحقا بالنص علي انتخاب الأمين العام من المؤتمر مباشرة لضمان عدم تشتيت أصوات الطلاب الناخبين. ومع بداية العام الدراسي 2002 كانت الساحة قد تمايزت ومرر الإسلاميون أول مكتب تنفيذي منتخب للإتحاد بقيادة الزميل محمد محمود ولد عبدي مع اختيار أعمر ولد أعمر جودة كنائب أول للأمين العام – وتلك قصة أخري- بعد تغير في المواقف حينما قرر الطالب بكلية الآداب "أحمد ولد محمد الحافظ" التصويت للإسلاميين قائلا إن قناعته الجديدة باتت تملي عليه ذلك وهو ماتم بالفعل في جلسة حاسمة وعاصفة. تم توزيع بقية المناصب بعد انسحاب الراظي ولد النهاه ورفاقه من الجلسة ليكون المكتب مقتصرا علي عناصر التيار الإسلامي وأعمر ولد أعمر جودة وأحمد ولد محمد الحافظ فعليا في انتظار انتخابات جديدة كانت معطياتها من دون شك أكثر تتويجا للطرف الذي عرف بتحالف "الخيار" في القانون و"الأمل" (الآداب) و "البناء" في المعهد و"الفضيلة" في التقنيات.. لم تكن تلك العلاقة الشائكة بين أطراف المشهد تؤثر أبدا علي العلاقات الطلابية داخل الجامعة ،فقد استطاع الطلاب أن يواجهوا العديد من الملفات موحدين ولعل القضية الفلسطينية والعراقية كانتا الأكثر تأثيرا في الساحة طيلة تلك السنوات. ظلت المبادرة العنوان الجامع لكل أطياف المشهد وظل المضربون بعضهم إلي جانب بعض مواجهين للشرطة ومسيرين للمسيرات ومرددين نفس الشعارات وكان الاختلاف دوما لصالح القضية مزيدا من التعبئة والتحسيس وحضورا في القيادة أوقات الأزمات وربما أوقات التصوير.. ولعل أكثر اللحظات تأثيرا كانت حينما أختار الإسلاميون أن تكون قيادة المؤتمر الثاني في يد الطرف الآخر (البعثيين) من خلال اختيار مقرب منهم وهو أباي ولد سيدي ولد الطلب لسحب أي حجة مستقبلية وهو ماتم بالفعل رغم أن الكثير من شد الأعصاب صاحب العملية،بعد أن غادر ولد الطلبة بعد الانتخابات إلي منزل أهله بكرفور معطيا لنفسه فسحة من الوقت تاركا الآخرين ونحن منهم في انتظار النتائج ،لكن عاد ليسلم المحاضر وبأمانة للأمين العام للإتحاد محمد محمود ولد عبدي رغم كل الضغوط التي واجهها والتي –عرفت بعد ذلك- أنها بلغت حد الشجار مع المقربين منه وطردهم من منزله بعد أن حاولوا تمزيق المحضر للتشكيك في نتائج الانتخابات.. واليوم وبعد عشر سنوات بات الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا حقيقة ماثلة أمام الجميع،وبات من أهم بل أهم النقابات العاملة في ساحة التعليم بمنتسبيه السبعة آلاف،ومقراته وحضوره المؤثر سلبا وايجابيا في الحياة الدراسية بموريتانيا. محطات في سطور لم تخلو مسيرة الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا أو علي الأقل الفترة التي عرفته فيها منتسبا (رقم 12) سنة 2000 إلي غاية 2003 من محطات جميلة وأخري صعيبة أذكر منها بإيجاز مايلي: 1- ضعف التجربة وغياب المؤسسية : ولعل أهم فترات الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا كانت دوما مسيرة بأشخاص بعيدا عن النظم الداخلية التي أقريناها سواء تعلق الأمر بفترة محمد الراظي ولد النهاه حينما كان الإتحاد مجرد "شنطة" بيده يطلع عليها رفاقه المقربين منه،أو فترة محمد محمود ولد عبد عبدي والتي – رغم المحاولات التي بذلها- كانت هي الأخرى علي نفس النمط مع فارق التوقيت كما يقال بعد أن بات الإتحاد يسير من طرف جماعة واحدة في ظل غياب الأطراف الأخرى رغم وجودها في المكتب والساحة،وقطعا يعود الخطأ عليها في الكثير مما حصل بعدما رفضت الحضور للجلسات والمشاركة في العمل الميداني معتبرة أن مقاطعتها للإتحاد ستضعفه أمام الإدارة وتمنحها فرصة العودة للقيادة في المؤتمر الآخر وهو ما لم يحدث رغم الهزات القوية التي عاشها المكتب التنفيذي حيث كان فارق التصويت في الكليات بعد ذلك رهيبا والسيطرة كاسحة وخصوصا في كلية العلوم والتقنيات والقانون. 2- زيادة الوعي النقابي : وهي مسألة تذكر فتشكر للإتحاد فقد دخلناه ونحن مجموعة من الهواة،وفيه تعلمنا الخطابة والكتابة والصبر والتعامل مع الآخر وخرج من دون شك نخبة من أبناء البلد أتوقع أن يكون لهم مستقبلا في العمل السياسي بعون الله ولعل أبرزهم حتي الآن علي ما أذكر ( محمد محمود ولد عبدي،الراظي ولد النهاه،أحمد ولد الوديعة، أحمد ولد صمب،محمد ولد محمد أمبارك،محمد الأمين ولد بيب،باب ولد سيد أحمد،ادوم ولد بمباي،أبوبكر ولد أحمد،جدو ولد عبد الله، أباي ولد سيدي ولد الطلبة ، ديدي ولد أحبيب،باب أحمد ولد رمظان،محمد ولد أكيه،سيد المصطف ولد الطالب،خالد ولد اسلم،محمد محمود ولد أحمد ،يحفظ ولد محمد محمود،أعمر ولد أعمر جوده،محمد ولد أحمد جد،أخيارهم ولد حمادي، محمد ولد ماسيري،عبد الله ولد اسلم ،محمد ولد جعفر، والشاب الحيوي سيدي آب ،ومحمد سالم ولد المهدي،لمهابه ولد عباد ،محمد أحيد ولد سيدي محمد،الحسين ولد الطالب،خدجة بنت الشيخ، ،وآخرون الله يعلمهم ...). 3- من أهم ما اكتشفناه طيلة الفترة هو أن مسيرة التلاحم التي خاضها الجميع أعادت للطالب الثقة في العمل النقابي بعد فضيحة 1997 وبيع القضية الطلابية من قبل البعض والصدمة التي أصابت الجميع بعد فشل الإضراب الذي كان ساعتها أمل الكثيرين من المراهنين علي تحول المشهد السياسي والنقابي بموريتانيا.. 4- ومن الملاحظات السلبية التي دخلنا فيها هو تكريس القطيعة التامة بين النقابي والسياسي إلي درجة أصابت البعض بتبلد الإحساس ولعل أكثر المحطات التي ندمت عليها –وكنت متحمسا لها- هي عدم تحرك الساحة الطلابية بعد اعتقال الطالب الراظي ولد النهاه في قضية البعثيين بحجة أنه اعتقل علي خلفية سياسية قبل أن ندرك في الأخير أن الحرية لا تتجزأ وأن الكأس ذاته معرضون نحن له بعد اعتقال عدد من الطلاب الإسلاميين بعد ذلك ضمن ملف الإسلاميين رغم أن بعض الرفاق في المسيرة لايزالون مقتنعين بصواب الفكرة أو علي الأقل هذا ماسمتعه منهم في الذكري العاشرة للإتحاد ..كما أن سكوت الساحة النقابية والطلابية عموما عن حل حزب العمل بقيادة مسعود ولد بلخير كان خطئا فادحا دفعنا ثمنه من خلال ابتعاد طلاب شريحة واسعة عن الإتحاد بل والعمل النقابي عموما داخل الجامعة أو علي الأقل الفترة التي كنا فيها داخل الساحة وهو نفس الخطأ الذي وقع مع الزنوج رغم المحاولات التي بذلها (أحمد ولد صمب والهاشمي ولد محمد خيار) مع الطلاب الزنوج لدخول الإتحاد والتي انتهت باعتذار ولد صمب عن المشاركة بعد انسحاب رفاقه من الاجتماع التأسيسي في الثالث عشر من مايو 2000. 5- وعموما كانت تجربة الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا تجربة ممتازة عرفنا خلالها معني الأخوة رغم الشجار الدائم،والقدرة علي الإنجاز رغم ضيق ذات اليد بل الفقر المدقع أحيانا للعديد من الطلاب الوافدين من الداخل وفائدة التضامن الداخلي بين الطلاب رغم التباين في الأفكار،وخطورة تجاوز الأمور بسرعة وخصوصا الحساسيات العرقية والفئوية التي تنفجر ولو بعد حين ..

14. مايو 2010 - 12:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا