كان فيمن كان في زمنكم ملك عادل خضعت له الرقاب ودانت له الدول وتساقطت تحت عرشه الممالك .
وكان له ثلاث بنات بنى لكل منهن بيتا وأجرى عليها رزقا ، وكانت الكبرى بلهاء ،فاستغلت بلاهتها الوسطى التي كانت مومسا وكانت تجرها الى ما هي فيه .
وكان أعداء الملك يتربصون بملكه ويترصدون الفرص للاستحواذ على كنوزه ونفائسه المقدسه،
اتصلوا بالمومس وكانوا من ندمائها وزاد الاتصال حتى ارتمت في احضانهم، فكانوا وراءها في خططهم ، فكان ما تاخذ من أبيها هي وأختها يصل إلى جيوبهم ، وكانت تشعل الفتن في العشيرة ، وتفرق بين الأرحام لإضعاف سلطان الملك أبيها!.
أما الصغرى فكانت عفيفة طاهرة ، وكانت توزع ما تأخذ من أبيها ثلاثة أقسام :
قسم تصلح به بيتها ، وقسم تنفقه على الضعفاء والمحتاجين ، وقسم تصرفه في إطفاء الفتن التي توقد اختاها في العشيرة .
صارت الصغرى محببة في العشيرة ، وذاع صيتها في كل القبائل ، وصار بيتها قصرا عظيما لم ير مثله . بينما بقيت بيوت أختيها إلى جنبه كأنها أكواخ .
أهم ذلك الأختين ورفاقهما ، وملأ قلوبهم غيظا وحقدا عليها ،فأبرموا أمرهم عشاءا ، وجمعوا السفهاء من كل العشائر وأغروهم بالمال ليحطموا قصرها ويبطشوا بها .
سرى النبأ في العشيرة فاجتمع الفقراء والمساكين وتداعى الشرفاء من كل العشائر وقد اخترطوا سيوفهم وتحلقوا حول القصر وهم يصيحون :
والله لن يصلوا اليك.. والله لن يصلوا إلى قطر .