قرأت بالصدفة برنامج أحد المترشحين في مقاطعة أوجفت في التسعينات، أحسست بسعادة كبيرة وأنا أقرأ البرنامح، لا بل ذهب خيالي بعيدا إلى شوارع باريس وبعض الدول الإسكندنافية التي تفوتنا بمئات السنين الضوئية وبدأت أنظر للمقاطعة في تلك الفترة وأول ماخطر في بالي هو الحياة التي نشاهدها في الأفلام والمسلسلات التاريخية كفلم الرسالة مثلا وغيره من الإنتاجات السينمائية القديمة،
حينها أدركت حجم وصعوبة التحدي والمأزق الذي وضع المرشح فيه نفسه، كان من ضمن البرنامج ملعب رياضي، ودار للشباب ومكتبة ومستشفى.... وأشياء من هذا القبيل.
ثم تقدمتُ بالزمن إلى ما بعد التسعينات حتى وصلت إلى 2017 أي ما يزيد على 20 عاما مع العلم أن 20 عاما كانت كافية لبناء دولة فما بالُكٙ بمقاطعة وبدأت أتفحص الوعود والإنجازات فلم أجد المكتبه ولا الملعب ولا شيئ غير مستشفى كان موجودا حينها ليس فيه من التجهيزات غير دكتور لا يملك لمرضاه غير الدعاء فقط في ظل النقص الفاضح للمعدات والأخصائيين.
ثم وجدت ثانوية كانت ميزتها الوحيدة أنها تحتوي على أقسام للباكلوريا تختصر الوقت والجهد لسكان المقاطعة وضواحيها وتٙقِيهم مرارة السفر والترحال إلى عاصمة الولاية، وأصبحت الآن خالية ومجردة من تلك الميزة حيث لا أقسام للباكلوريا ولا حتى السنة السادسة، ومن يدري ربما تكون هناك نوايا لتجريدها من باقي الأقسام.
توجد بالمقاطعة صيدلية واحدة تحتوي على بعض المضادات الحيوية فقط لا غير، أما الأدوية المتوفرة في المستشفى التي من أهمها paracétamol و panadol ومشتقاتهما فهي غالية بشكل رهيب خصوصا في مقاطعة ٍ بلغت نسبة الفقر فيها في بعض الإحصائيات ما يزيد على 67.7٪ ونسبة الفقر المدقع وما أدراك ما الفقر المدقع 57.3٪.
أما بالنسبة لسيارة الإسعاف فهي سيارة يتيمة و لن تُقِلك وأنت على حافة الهلاك إلا إذا زودتها بالمازوت الذي انخفض سعره في جميع أنحاء العالم وارتفع في وطننا الحبيب هذا مع الإشارة إلى نسبة الفقر المذكورة أعلاه.
وفي مظهر آخر من مظاهر الإهمال سِلْكُ الكهرباء المركزي الذي يزود المدينة بالطاقة يجوب المدينة كلها وهو في متناول الأطفال وقد يذهب ضحيتٙه أول طفل طائش، كان من الأولى رٙدمُه على الأقل.
أما المياه فهي تُوٙزع على الساكنة توزيع الإسعافات في أزمِنة مضت ففي كل يوم تقطع عن حي ليُزٙوٙدٙ بها حيٌ آخر وهكذا بصفة دورية.
كان هذا غيض من فيض سنزودكم بالبقية في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.
ولكن قبل أن نختم المقال نود أن نشير إلى أن المقاطعة رغم فقرها وتهميشها إلا أنها غنية بالمواد البشرية فهي تمتلك كٙوكبةً لا يُستهان بها من المثقفين والأُطر ورجال الأعمال وأصحاب القرار وهي ممثلة في الحكومة بحقيبتين وزاريتين، ناهيك عن أن لها كباقي مقاطعات الوطن نائباً وعمدةً وشيخاً.(نقطة إلى السطر).