لقد كنا مرضى لفترة طويلة من الزمن دون أن ندرك ذلك أو نشخص أسبابه الحقيقية ، وفي الواقع يبدو أن مرضنا كان مرتبطا بغياب الطاقات الحية التي تمتلك الإرادة والطموح و القادرة على الفعل والإنجاز بكل جد وإخلاص..!
لقد أدرك قائد مشروع الإصلاح الوطني فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن إشراك الشباب ومنحه الفرص للولوج
إلى مراكز صنع القرار هو الطريق الأنجع والأصلح لبناء دولة عصرية قادرة على تشييد وبناء الحاضر والتخطيط الراشد والحكيم للمستقبل والتصالح مع الماضي .
ليس هناك شك في أن النخبة الشبابية أمام فرصة تاريخية للمساهمة بشكل فاعل وقوي في بناء الدولة وتحمل مسؤوليتها التاريخية وذلك عن طريق الانخراط بحماس وفاعلية في إنجاح الاستفتاء الشعبي على الإصلاحات الدستورية التي أقرها الحوار الوطني الشامل.
إن هذه الإصلاحات تؤسس فعليا لمرحلة جديدة من تاريخ الأمة شعارها الإصلاح وبناء الدولة على قواعد صلبة تجعلها قادرة على مواجهة التحديات التي تعيشها المنظومة الكونية ، وليست المجالس الجهوية والاعتراف للمقاومة الوطنية بدوريها عن طريق تجسيده في الرموز الوطنية ، ودمج بعض المؤسسات ذات الصلاحيات المتداخلة والاستغناء عن بعض المؤسسات المعيقة للوتيرة التشريعية إلا خطوة نحو تنفيذ تلك الرؤية التنموية الشاملة التي تعمل القيادة الوطنية على تجسيدها على أرض الواقع .
إن مأساة بعضنا تكمن في إنكاره للحقائق ومحاولته الدائمة والدؤوبة لطمسها بأي مبرر مهما كان واهيا وضعيفا .. !
إن نخبنا في المعارضة تسعى بكل حيوية إلى حجب الواقع وجلد الوطن وتشويه صورته ..ليس لشيء سوى رفضهم المطلق لتقبل الواقع الجديد الذي يفرض تجديد النخبة السياسية وملئ تلك الفراغات التي أحدثها غياب نخبة واعية ومدركة لحجم المسؤوليات التي تفرضها المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة .. إن العول كل العول على جهود الشباب الوطني في النهوض بمسؤولياتهم والمشاركة في التخطيط لمستقبل البلاد وما يجب أن يكون عليه .
يجب على الجميع أن يدرك حجم وأهمية المشاركة الإيجابية في إنجاح الاستفتاء الوطني وعلينا نحن كشباب معنيين أكثر من غيرنا بهذه الإصلاحات أن ننخرط في حملة وطنية شاملة للتعبئة والتحسيس والمشاركة القوية في إنجاح الاستفتاء .