كثر الحديث هذه الأيام عن تحالف معارض لمواجهة النظام الموريتاني، والوقوف في وجه طموحات الشعب الموريتاني المعبر عنها في مخرجات الحوار الوطني الشامل، خصوصا في بعدها المرتبط بالتعديلات الدستورية.
أما آن لهؤلاء أن يكتشفوا أن عقول الشعب الموريتاني تجاوزت هذا الطرح الصبياني، وأن مسيرة بناء موريتانيا شملت إلى جانب المشاريع والإنجازات الكبرى بناء العقول وتحصينها من سموم التفرقة والفتنة التي يروجونها؟
ما هي سبيلكم إلى مواجهة نظام اختار منذ اللحظة الأولى الانحياز لخيارات الشعب، وانتصر للوطن ضد أصحاب البطون الوطنية والأدمغة الخارجية التي تطمح وتفكر وتنفذ اعتمادا على أوامر خارجية؟
هل تعلمون أن المواطن في انكاجو، وبئر أمكرين، وانبيكت لحواش، وترمسه، ومثلث الأمل، لا يعرف شيئا اسمه المعارضة، بينما يعرفون الرئيس محمد ولد عبد العزيز وحكومته حق المعرفة؟
أتعرفون أن اسم الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتردد على ألسنة سكان هذه المناطق كل يوم، أمام محلات أمل، وبيع السمك، وعلى الطرق، التي تم تشييدها، وداخل المدارس، والمستشفيات، وحنفيات المياه، والمؤسسات الخدمية، والاجتماعية؟
هل من بينكم من زار المواطنين في هذه المناطق طيلة مسيرة حياته النضالية المزعومة؟ هل تعرفون عنها شيئا؟ أليست جزءا من موريتانيا التي تطمحون ظلما وعدوانا لقيادتها؟ ألم تكن تعاني في السابق من الجهل والمرض والعطش والعزلة قبل مجيء الرئيس محمد ولد عبد العزيز؟.
كيف تواجهون النظام والمواطن لا يعرف حتى أسماءكم؟ ولم يشاهدكم في حياته؟ هل تتصورون أن موريتانيا تقال فقط للعاصمة نواكشوط؟ أو عالم افتراضي صنعه ذات يوم مارك زوكربيرغ ملجئا لمن لا يجيدون غير طقطقة الأصابع.
ألا تشكل الإصلاحات الدستورية المقترحة أهم مطالب الشعب الموريتاني منذ قرابة خمسين سنة؟ أين الخلل في الاعتراف بالجميل لأبناء المقاومة المجيدة؟ أو إنشاء مجالس جهوية تساهم في تسريع وتيرة التنمية في الداخل، أو إلغاء هيئات تثقل كاهل الخزينة العمومية دون أن تكون لها أبسط مردودية على البلد.
حقا لا أفهم سر استماتة هؤلاء في الدفاع عن الباطل كل ما وجدت فرصة لذلك.