حدثني أحد الدبلوماسيين الغربيين مؤخرا عن ظروف إقامته في نواكشوط قائلا إن افضل ما يميز المدينة هو الهدوء حيث لاحظ أن أطفاله أصبحوا أكثر تركيزا، وحتى أن كلبهم مرتاح لنزهته الليلة حيث يجد فضاء أوسع
كنت أستمع إليه وأنا أفكر في ما يجري في دول مجاورة و ما يشهده العالم اليوم من قلاقل لم تعد العراقة في الديمقراطية ولا النمو الاقتصادي
ولا تكديس الرؤوس النووية، كافية للبقاء بمنأى عنها. الحزم و اليقظة الأمنية و الخيارات السياسية الصائبة في ظل حرية رأي غير مسبوقة، مكنت بلادنا بفضل الله من تجنب المخاطر الجمة، لكنه عمل يومي لا يحتمل التأرجح و لا الوهن
بعيدا عن التجاذب السياسي و بمنظور واقعي أرى أن النقاط التالية تحسب لرئيس الجمهورية
ـ تكريس الوجود الإقليمي لهذا البلد كلاعب يعول عليه و يحسب له حسابه ولا أدل على ذلك من نجاح حلف الساحل و قمة باماكو الأخيرة التي أظهرت أن النفوذ الموريتاني غير معني بتغير الرئاسة الفرنسية أو الأمريكية
ـ إعادة الاعتبار لدبلوماسيتنا من خلال الحضور المتميز، ساعد في ذلك استقلال في القرار و نبذ فطري للديماغوجية
ـ تصحيح الدورة الاقتصادية وإنقاذ العملة الوطنية ، بعدما كان مفهوم "اتشعشيع" المزيف المغذى بالفساد عنوانا لاقتصادنا
ـ إعادة الهيبة للدولة و ضبط الحوزة الترابية و رعاية أوسع للطبقات الهشة