منتدى تعزيز السلم (يا باغي الخير أقبل) / حمزه ولد محفوظ المبارك

أقام منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة مؤتمره التأسيسي سنة 2013 برئاسة العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه ، أي بعد اشتداد حدة الصراع و احتدام الاقتتال بين المسلمين في كل المناطق التي طالتها الفتن و الحروب و حمي فيها الوطيس بين الطغاة و الغلاة و البغاة ، تأسس بعد سفك الدماء و قطع الأعناق و إحراق الأجساد و أكل الأكباد و هدم العمران و تشريد الأبرياء في الوقت الذي تبين فيه إفلاس الاقتتال 

البيني و عبثية الفناء الداخلي و فداحة الخسائر التي نجمت عن حروب لا منتصر فيها ، حروب استنزاف و اضمحلال و إضعاف و تكسير عظام ..

منتدى السلم و على امتداد سنواته القليلة استطاع أن يوصل رسالته للجميع دون استثناء ؛ حاكما و محكوما ، طغاة و غلاة ، يدعو الجميع إلى وقف حروب مجنونة لا تميز الظالم من مظلوم و لا المتهم من البريء !

و لأن أمة الإسلام لا تعدم العقلاء في كل العصور كان من الوارد أن يحمل لواء الحق و يرفع راية السلام و الرحمة رجل رشيد لم يلبث أن التف من حوله صادقون ، مؤمنون و ما يعلم جنود ربك إلا هو .

لم تصدر عن المنتدى فتوى بقتل و لا بتكفير و لا باجتثاث و لا بإقصاء و لا بجلب عدو للمنطقة ، لم يخاطب المنتدى طرفا من الأطراف بألفاظ نابية و لا بسوء يوغر الصدور  ، بل خطابه للجميع : " أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه " ، " أن اتركوا ويلات التدمير و انشغلوا بالتعميير " ، " أن انهزموا جميعا لوجه الله ، فالحرب بين المسلمين ليست بطريق الجنة " ، " أيها الشباب الذين حملتم السلاح على أمتكم فأرهقتم البلاد و العباد و استعديتم الأمم و أهدرتم القيم ندعوكم لوقفة تفكر و إصغاء إلى النصيحة :
لا يتوسل إلى المقاصد النبيلة إلا بوسائل نبيلة ، فلا يمكن أن يتوسل بالإبادة و القتل لإقامة الحق و العدل ، و الخلافة ليست عقيدة إنما هي قضية فقهية تخضع لخطاب الوضع باعتبارها وسيلة من الوسائل قد يقوم مقامها غيرها من الوسائل " ....

ندرك جيدا حجم الخلاف و الخصومة السياسية و التحديات الوجودية التي تضع البعض في مواجهة دعاوى و دعايات مع دولة الإمارات لكننا في ذات الوقت مصممون على صرف طاقات الأمة في قنوات البناء و التعمير و تهيئة الأجيال لمواكبة التحولات التي على أساسها يرتقي الإنسان في سلم الفضيلة و الحياة الكريمة و أن ننتج حلولا دون أن نكون جزءا من المشكل معولين في ذلك على جدية دولة الإمارات و سعيها الصادق في تحقيق استتباب الأمن و السلم في كل بلاد المسلمين .

المنتدى ؛ من داخل الإمارات و من خارجها يخاطب الحاكم و المحكوم على حد سواء : " واجب الحكام هو الرحمة بشعوبهم و توفير الحياة الكريمة لهم داخل أوطانهم دون ظلم و لا تمييز و أن واجب الشعوب خدمة أوطانها و التمسك بالمصالح العامة و حفظ الأنفس من العبثية و الابتعاد عن كل ما يهدد الأمن و الأمان ......"

المنتدى يدعوكم لما يحييكم ، يدعوكم للسلام ، لا يلغي حق أحد في المطالبة برفع الظلم و تحقيق العدل ، لكن يؤكد على اجتناب الوسائل الرديئة ، فالوسائل الرديئة لا تحقق غايات نبيلة !

منتدى تعزيز السلم يحمل إلى المسلمين أملا كبيرا في الاستراحة من الحروب و متتالية الخطوب التي طالت الجميع و أرهقت الجميع و أحرقت الجميع و قطعت أرحام الجميع و أدمت قلوب الجميع !

يدعو الجميع حكومات و حركات و فصائل و ألوية و كتائب و جيوش و منظمات إلى الرحمة بالإنسان و تعظيم حرمة دمه و ماله و عرضه في كل مكان " كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه "

يعمل المنتدى بكل صدق و حيطة و حذر و هدوء و سكينة على استرجاع ما تم اختطافه من نصوص مقدسة و تصحيح ما أخطأ فيه البعض جهلا أو نسيانا أو التباسا أو عاطفة أو حمية ، و تنقية الخطاب الديني من شوائب التعصب و الغلو و التطرف ..

لهذا و ذاك :

ليس من الغريب أن يقف في وجه المنتدى بعض المتعصبين لحتمية الحروب و أصحاب نظرية " فاتورة الحرية الوهمية من دماء الشعوب الزكية " ، و ليس من المفاجئ أن يصمه تجار الحروب بما يليق بهم ، لكن بات من الواضح أن تنازع البقاء لا يؤدي إلا إلى الفناء ، و أن الشعوب خسرت كل شيء و ما جنت غير الخراب و الدمار و قد آن للجميع أن يرجعوا لدينهم و رحمته و سلمه ...

قد ينقم البعض على المنتدى أنه لا يؤمن بالحلول الحادة و لا بمفاصلات الحديد و النار و لا بنظرية السيل الجارف و طوفان الدم الهادر ، لكن حكمته في ذلك لا تفوت اليوم على أحد من العقلاء ، فكل الفاعلين في تلك المفاصلات تأذوا و آذوا غيرهم و لم يحققوا من غاياتهم أكثر من مزيد ضياع للحقوق و الأوطان !

منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة كان لابد من أن ينطلق و أن يقيم الحجة على الجميع بحتمية التوقف الفوري عن الفناء و الدمار ، و سواء انطلق من أبو ظبي أو بغداد أو القاهرة ، أو مقديشو أو انواكشوط أو الجزائر أو توانس أو بيروت أو الرباط ، فالرسالة هي الأساس و الغاية هي التي على أساسها يحكم و المساعي على الأرض هي التي تحدد الفاعلية ؛

دعوتنا دعوة للحياة ، للتعايش ، للسلام ، للانهزام لوجه الله تعالى ، لتعظيم شعائره سبحانه و تقديس حرماته و إعلاء شأن الإنسان الذي كرمه رب الأرباب و استخلفه في الأرض لإعمارها بالطاعات و أمره بكف الأذى عن مخلوقاته فيا باغي الخير أقبل و باغي الشر أدبر .

حمزه ولد محفوظ المبارك

تدى تعزيز السلم ( يا باغي الخير أقبل )

أقام منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة مؤتمره التأسيسي سنة 2013 برئاسة العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه ، أي بعد اشتداد حدة الصراع و احتدام الاقتتال بين المسلمين في كل المناطق التي طالتها الفتن و الحروب و حمي فيها الوطيس بين الطغاة و الغلاة و البغاة ، تأسس بعد سفك الدماء و قطع الأعناق و إحراق الأجساد و أكل الأكباد و هدم العمران و تشريد الأبرياء في الوقت الذي تبين فيه إفلاس الاقتتال البيني و عبثية الفناء الداخلي و فداحة الخسائر التي نجمت عن حروب لا منتصر فيها ، حروب استنزاف و اضمحلال و إضعاف و تكسير عظام ..

منتدى السلم و على امتداد سنواته القليلة استطاع أن يوصل رسالته للجميع دون استثناء ؛ حاكما و محكوما ، طغاة و غلاة ، يدعو الجميع إلى وقف حروب مجنونة لا تميز الظالم من مظلوم و لا المتهم من البريء !

و لأن أمة الإسلام لا تعدم العقلاء في كل العصور كان من الوارد أن يحمل لواء الحق و يرفع راية السلام و الرحمة رجل رشيد لم يلبث أن التف من حوله صادقون ، مؤمنون و ما يعلم جنود ربك إلا هو .

لم تصدر عن المنتدى فتوى بقتل و لا بتكفير و لا باجتثاث و لا بإقصاء و لا بجلب عدو للمنطقة ، لم يخاطب المنتدى طرفا من الأطراف بألفاظ نابية و لا بسوء يوغر الصدور  ، بل خطابه للجميع : " أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه " ، " أن اتركوا ويلات التدمير و انشغلوا بالتعميير " ، " أن انهزموا جميعا لوجه الله ، فالحرب بين المسلمين ليست بطريق الجنة " ، " أيها الشباب الذين حملتم السلاح على أمتكم فأرهقتم البلاد و العباد و استعديتم الأمم و أهدرتم القيم ندعوكم لوقفة تفكر و إصغاء إلى النصيحة :
لا يتوسل إلى المقاصد النبيلة إلا بوسائل نبيلة ، فلا يمكن أن يتوسل بالإبادة و القتل لإقامة الحق و العدل ، و الخلافة ليست عقيدة إنما هي قضية فقهية تخضع لخطاب الوضع باعتبارها وسيلة من الوسائل قد يقوم مقامها غيرها من الوسائل " ....

ندرك جيدا حجم الخلاف و الخصومة السياسية و التحديات الوجودية التي تضع البعض في مواجهة دعاوى و دعايات مع دولة الإمارات لكننا في ذات الوقت مصممون على صرف طاقات الأمة في قنوات البناء و التعمير و تهيئة الأجيال لمواكبة التحولات التي على أساسها يرتقي الإنسان في سلم الفضيلة و الحياة الكريمة و أن ننتج حلولا دون أن نكون جزءا من المشكل معولين في ذلك على جدية دولة الإمارات و سعيها الصادق في تحقيق استتباب الأمن و السلم في كل بلاد المسلمين .

المنتدى ؛ من داخل الإمارات و من خارجها يخاطب الحاكم و المحكوم على حد سواء : " واجب الحكام هو الرحمة بشعوبهم و توفير الحياة الكريمة لهم داخل أوطانهم دون ظلم و لا تمييز و أن واجب الشعوب خدمة أوطانها و التمسك بالمصالح العامة و حفظ الأنفس من العبثية و الابتعاد عن كل ما يهدد الأمن و الأمان ......"

المنتدى يدعوكم لما يحييكم ، يدعوكم للسلام ، لا يلغي حق أحد في المطالبة برفع الظلم و تحقيق العدل ، لكن يؤكد على اجتناب الوسائل الرديئة ، فالوسائل الرديئة لا تحقق غايات نبيلة !

منتدى تعزيز السلم يحمل إلى المسلمين أملا كبيرا في الاستراحة من الحروب و متتالية الخطوب التي طالت الجميع و أرهقت الجميع و أحرقت الجميع و قطعت أرحام الجميع و أدمت قلوب الجميع !

يدعو الجميع حكومات و حركات و فصائل و ألوية و كتائب و جيوش و منظمات إلى الرحمة بالإنسان و تعظيم حرمة دمه و ماله و عرضه في كل مكان " كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه "

يعمل المنتدى بكل صدق و حيطة و حذر و هدوء و سكينة على استرجاع ما تم اختطافه من نصوص مقدسة و تصحيح ما أخطأ فيه البعض جهلا أو نسيانا أو التباسا أو عاطفة أو حمية ، و تنقية الخطاب الديني من شوائب التعصب و الغلو و التطرف ..

لهذا و ذاك :

ليس من الغريب أن يقف في وجه المنتدى بعض المتعصبين لحتمية الحروب و أصحاب نظرية " فاتورة الحرية الوهمية من دماء الشعوب الزكية " ، و ليس من المفاجئ أن يصمه تجار الحروب بما يليق بهم ، لكن بات من الواضح أن تنازع البقاء لا يؤدي إلا إلى الفناء ، و أن الشعوب خسرت كل شيء و ما جنت غير الخراب و الدمار و قد آن للجميع أن يرجعوا لدينهم و رحمته و سلمه ...

قد ينقم البعض على المنتدى أنه لا يؤمن بالحلول الحادة و لا بمفاصلات الحديد و النار و لا بنظرية السيل الجارف و طوفان الدم الهادر ، لكن حكمته في ذلك لا تفوت اليوم على أحد من العقلاء ، فكل الفاعلين في تلك المفاصلات تأذوا و آذوا غيرهم و لم يحققوا من غاياتهم أكثر من مزيد ضياع للحقوق و الأوطان !

منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة كان لابد من أن ينطلق و أن يقيم الحجة على الجميع بحتمية التوقف الفوري عن الفناء و الدمار ، و سواء انطلق من أبو ظبي أو بغداد أو القاهرة ، أو مقديشو أو انواكشوط أو الجزائر أو توانس أو بيروت أو الرباط ، فالرسالة هي الأساس و الغاية هي التي على أساسها يحكم و المساعي على الأرض هي التي تحدد الفاعلية ؛

دعوتنا دعوة للحياة ، للتعايش ، للسلام ، للانهزام لوجه الله تعالى ، لتعظيم شعائره سبحانه و تقديس حرماته و إعلاء شأن الإنسان الذي كرمه رب الأرباب و استخلفه في الأرض لإعمارها بالطاعات و أمره بكف الأذى عن مخلوقاته فيا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أدبر .

9. يوليو 2017 - 11:58

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا