﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا المَوْجُ فَكَانَ مِنَ المُغْرَقِينَ ﴾
لما حانت لحظة الفصل، واستبان الحق مِن الباطل، ركب نبي الله نوح عليه السلام في السفينة، ومَن آمن معه،
وتخلف ابنٌ له، فناداه نوحٌ عليه السلام والسفينة تجري بهم في موجٍ كالجبال لكن لم يلتفت هذا الابن إلى شيءٍ مِن هذا، وأصرَّ واستكبر، فكانت عاقبته الغرق والهلاك مع الهالكين ، سعى لهلاكه، وهو يرى الطوفان يحيط بهم مِن كل مكان ، إنها النفوس التي لا تبصر ما يجري حولها وإِنْ كان صارخًا، إنها الأفئدة التي لا تعتبر بمصائر الآخَرين.
المشهد نفسه يتكرَّر مع اختلاف الأشخاص والأركان، يتكرر بطوفان الدم بدل الماء، الطوفان الذي تدفق نتيجة الحروب العبثية والإقتتال بين أبناء البلد الواحد وبين الأمة بعضها البعض ، وأبناء جلدتنا الذين لا يزالون يرفضون ركوب سفينة السِلْمِ ، ويأوون إلى محور الشر وعرابي الحروب ، ألم يعلم المخطوفين أنّ جبل اليهود والذين أشركوا مِن جليدٍ، وقد أوشك أنْ تذيبه أشعة الشمس التي عادتْ لتشرق مِن جديد؟!.
العلامة الشيخ عبد الله بن بيه ينادي الآن على كل صاحب عقلٍ، بما نادى به نوح عليه السلام: ﴿ ارْكَبْ مَعَنَا ﴾ قبل فوات الأوان، "أيها_الشباب لا يُتوسل إلى المقاصد النبيلة إلا بوسائل نبيلة، فلا يمكن أن يتوسل بالإبادة والقتل لإقامة الحق والعدل" "أصوات التفجيرات بلا شك هي أقوى من أصوات العلماء، ولكن صوت الحكمة والعقل والعدل سيصل في النهاية الى الناس."
"دعوتنا..هي دعوة للحياة و للسلام،دعوة للمحبة،دعوة لتكريم الإنسان.تلك هي المثل و القيم التي استلهمناها من كتاب الله عزو جل و من سنة النبي ﷺ."
"إن المراجعة ليست مرادفة للتراجع، وإن التسهيل ليس مرادفا للتساهل، وإن التنزيل ليس مرادفا للتنازل"
"في بعض الأحكام الشرعية يكون الواجب عدم تطبيق الواجب ؛ إذا كان التطبيق يؤدي إلى فتنة .. ومثال ذلك : إزالة منكر يؤدي إلى أمر أنكر ، وإلى مفسدة أكبر"
"نصوص السلام والرحمة في ديننا أكثر بكثير من نصوص الحرب والقتال، وفي كل دين في نصوصه وممارسات أتباعه ما يمكن أن يعتمد عليه من يروج للحرب باسم الدين"
هنا ينادي العلامة والشيخ الجليل لشباب الأمة يا أيها الشباب أركبوا معنا ولا تكونوا كمن أصرَّ على رأيه واستكبر وأبى أن يركب في سفينة النجاة مع المؤمنين فكان من المغرقين.