في إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية من انواكشوط والتلفزة "الموريتانية": أصوات مدوية تصدع ب"الحقائق" المنشورة علي الأثيرة منذ عشرات السنين :
نسمع عن الماضي: عن شعب كريم، أصيل، ومجد تليد، وعلم غزير، وتاريخ من البطولات . وهذا صحيح
ونسمع عن الحاضر: دولة قوية وجيش مقدام وقيادة حكيمة وإنجازات لا تحصي ولا تعد ...فتختلط الأمور! هل هذا أيضا صحيح؟
فجأة تخبرك الإذاعة والتفزة أن هذا الواقع الأخير: محض هراء، وتلفيق وضحك علي عقول الناس: "فقد جاء الحق وزهق الباطل".
تعود لتسمع عن واقع جديد بذات الإنجازات ووتيرة أسرع وعبارات أقوي، وتلميع وتفخيم، وإشادة،وافتخار ..
ثم تتوقف "الوسيلتان الإعلاميتان الرائدتان" لتسمع فيهما من جديد: أن كل ذلك كان دعاية رخيصة وبعيدة عن الحقائق علي الأرض!! وأن الإنقاذ الحقيقي قد أطل علي البلاد لأول مرة في تاريخها!!
و ينجلي الغبار عن مشاريع وانجازات تتقاطع في عباراتها مع سابقاتها وتختلف فقط من حيث اللحظة وربما الحناجر والأصوات.
ثم يعود مسلسل الإبداعات، والإنجازات ليختفي خلف أزيز الدبابات، وهدير المحركات وصفارات الجنود وهي تدخل القصر من بوابة أخري وتسمع من جديد: أن البلاد أطلت عليها شمس الحقيقة والإصلاح،وغابت عنها ظلمة الجهل والفساد وجاء زعيم لم ير التاريخ مثيلا له ليحقق حلم البلاد ويعيد الأمور لنصابها ويوجه البلاد نحو عزة الماضي ونهضة المستقبل ...
ولكن ماذا تري خلال ذلك كله؟
لاشيء يشبه الدولة ومؤسساتها ،بنتها التحية ،تعليمها ،صحتها ،وتنميتها الاقتصادية ،والاجتماعية، والسياسية ؛ تدمير شامل للمقومات القليلة التي تأسست عليها ونهب متواصل لثرواتها الطبيعية وفساد فظيع في كل المجالات حتى الماضي لم يسلم .
وتستمر الإذاعة ويستمر التلفزيون علي هذا الحال.
فإلي متى؟ إلي متى نسمع ولا نرى؟ إلي متى يا "إذاعة موريتانيا" وتلفزة "الموريتانية"؟