لا يختلف اثنان على ما عانته كرة القدم الوطنية قبل وصول المكتب الحالي برئاسة السيد أحمد ولد يحي لكرة القدم، تماما كما لا اختلاف على أن الرجل يعد من أحسن من تولى تسيير الشأن الكروي في بلادنا - إن لم يكن أحسنهم على الإطلاق - من خلال عديد الانجازات البادية للعيان والتي لا ينكرها إلا مكابر أو حاقد على الرجل حاله كالذي يحاول حجب ضوء الشمس بغربال. .
غير أن المتأمل لحال كرة القدم الموريتانية منذ فترة يجد أنها بدأت تعاني بعض المشاكل التي أوشكت أن تكون "مزمنة" والتي إن لم يتداركها عقلاء الشأن الكروي فإنها ستكون مؤذنة بالسير بمشروع الرجل الذي قاده منذ مدة نحو المجهول وهو إذ ذاك يبدو كالذي يهدم بيد ما بناه بأخرى.
قبل الأزمة الحالية
عرف نادي الكونكورد أزمة مفتعلة بدأت فصولها غداة انتقال لاعبي النادي الحسن العيد وعالي عبيد إلى نادي ليفانتي الأسباني حيث كان يلعب رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم دور الوسيط بين ليفانتي والكونكورد بحكم إجادته للغة الأسبانية .
غير أن الرجل وبالتشارك مع بعض المقربين منه عملوا على سلك طريق آخر هدفه الاستحواذ على النادي وفقا لما يراه بعض متتبعي الشأن الكروي المحلي لتشكل لجنة "تسيير أزمات" غير قانونية وغير مبررة حيث أنه ووفقا للنظام الداخلي "للجمعية الرياضية والثقافية للوئام" فانه يحق للمكتب التنفيذي المنتهية ولايته تسيير شؤون الرابطة لحين انتخاب مكتب جديد دون تحديد مدة زمنية لذلك.
لتبدأ بعد ذالك فصول الاستحواذ على النادي تحت مظلة "لجنة تسيير الأزمات" غير القانونية فتحول قيمة الصفقة السالفة الذكر إلى حساب الاتحادية ثم بعد ذلك إلى حساب آخر باسم لجنة الأزمات ثم عقد جمعية عمومية غير مرخصة وبأشخاص غير منتسبين للرابطة ودون علم السلطات المعنية بذلك ممثلة في وزارة الداخلية لينتخب المكتب الحالي برئاسة الحاج سي الذي تولي توفير رأسيات وتواقيع مزورة باسم النادي في وقت كان فيه عضوا للمكتب التنفيذي لنادي الكونكورد قبل أن تجمد عضويته من قبل المكتب التنفيذي نظرا لكونه أحد عضوي المكتب التنفيذي توليا كبر "الأزمة المفتعلة " والتي ستفضي فيما بعد إلى توليه رئاسة النادي نقاط تعجب.
للإشارة فإنه وفي نفس الفترة تقريبا أبرم نادي الكونكورد صفقة انتقل بموجبها لاعبه فيي دياو إلى نادي فنجا العماني وحولت عائدات هذه الصفقة إلى الحساب الرسمي نظرا لعدم وجود وسيط في هذه المرة.
نادي الرياض الصاعد إلى دوري درجة أولى في الموسم الماضي بقيادة الحسن كمرا عرف هو الآخر أزمة مشابهة أفضت إلى ترأسه من طرف أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحادية ولعلي أجد وقتا للكتابة عنه بحول الله وقوته.
ثم جاءت الأزمة الحالية والتي بدأت فصولها بعد رفض شكوى تقدم بها نادي الحرس ضد نادي أفس نواذيبو على اثر إشراكه لأحد اللاعبين بطريقة غير قانونية فيما بات يعرف بأزمة اللاعب "ياسين" ليقاطع بعد ذلك البطل السابق لبطولتي الدوري والكأس "تفرغ زينة " نهائي بطولة كأس رئيس الجمهورية بدعوى عدم استعداده للمشاركة في بطولات لا تحترم القوانين المنظمة لها لترد الأنباء بعد ذلك بتقدم الحرس بشكوى إلى محكمة التحكيم الرياضي "تاس" وشروع أندية أخرى كتفرغ زينة وتوجنين وغيرهم في اتخاذ إجراءات مشابهة فضلا عن الشكوى المقدمة من طرف الرئيس "الشرعي" لنادي الكونكورد د. محمدو با منذ مدة إلى الفيفا .
كل هذا وغيره يدلل على وجود أزمة وشرخ عميق داخل الأسرة الكروية في بلادنا يجعل من الضروري أن يتداعى الجميع إلى كلمة سواء وإلى البحث عن حلول ومخارج حتى لا نوقع كرتنا في أزمات كالتي عرفتها بلدان كمالي والسودان مؤخرا وأدت إلى تعليق النشاط الكروي في هذه البلدان وهو ما سيؤدي حال وقوعه - لا قدر الله - إلى وأد حلم التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية والذي لاح بريقه بعد الفوز التاريخي في أولى جولات التصفيات على المنتخب البتسواني على أرضه وأمام جماهيره.