فجر السادس من أغسطس 2008 استقيظ الشعب الموريتاني على خبر مفاده أن مجموعة من ضباطه اختارت إزاحة رئيسه المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عن رئاسة الجمهورية ، وأعلنت عن مجموعة من الاصلاحات كان أهمها محاربة الفساد المالي ومعاقبة كل من تسول له نفسه المساس بمال موريتانيا الحبيبة .
بدأ زعيم الضباط رئيس الدولة حينها الجنرال محمد ولد عبد العزيز تطبيق الاصلاحات التي تعهد بها للشعب الموريتاني هو ورفاقه ، لكن أعداءه وقفوا في وجه تلك الاصلاحات وبدأوا بمغالطة الرئيس من جهة ،وطمأنة المفسدين أن مكانتهم محفوظة ولا داعي للقلق من جهة ثانية .
استمرت المعركة سنوات تم خلالها استرجاع مبالغ معتبرة للخزينة ،لكن دور أعداء الرئيس كان له أثركبير في نفوس من اقنعوهم بأن الحملة عبارة عن إعصار يستهدف اللاعبين الصغار ، تلكم هي أول معركة واجهها الرئيس ، لكنها لم تكن الوحيدة ، فالمعركة الكبرى هي المعركة التي تدور رحاها هذه الأيام والتي يركب أصحابها موجة التعديلات الدستورية .
فقد صرح رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في أكثر من مناسبة أنه لاينوي الترشح لمأمورية ثالثة ، وأنه سيكتفي بدعم مرشح من بين المرشحين ، لكن الأعداء لن يقبلوا للرئيس تنحيه عن رئاسة الجمهورية لارغبة في شخص الرئيس بل من أجل اقحامه في متاهة يصعب عليه معرفة طريق السلامة فيها .
فخامة الرئيس إن من يطالبونك اليوم بالترشح لمأمورية ثالثة ،هم أعداؤك بدليل أنك قطعت عهدا على نفسك بأن لاتترشح لمأمورية ثالثة خلال حفل اختتام الحوار الوطني الشامل بقصر المؤتمرات .
فخامة الرئيس وأنت الأدرى بمن كانوا يمجدون من سبقوك للرئاسة ، فهم نفسهم من يتمسكون بكم اليوم .
فخامة الرئيس نحن على ثقة بأنكم لن تترشحوا لمأمورية ثالثة ، وأنكم ستمنحون بلادكم الغالية فرصة ذهبية تستحقها موريتانيا الطيبة .
فخامة الرئيس إن الداء العضال يكمن في بعض ساسة موريتانيا ، وليس في شعبها الطيب الذي منحكم ثقته خلال مأموريتين رئاسيتين .
وفق الله قادة موريتانيا وشعبها العظيم