رغم أن الحملة الانتخابية الجارية تم إطلاقها بغرض التعبئة والتحسيس من أجل التصويت بنعم لصالح التعديلات الدستورية المنبثقة عن الحوار الشامل بين الأغلبية وطيف واسع من أحزاب المعارضة، إلا أن الشعب الموريتاتي لم يشأ أن يفوت الفرصة للتعبير عن تعلقه ببرنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، الذي تم تجسيده عل أرض الواقع بإشراف مباشر من حكومة الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين،
وبدعم ومؤازرة من الحزب الحاكم برئاسة الأستاذ سيدي محمد ولد محمد.
لقد مثل انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالتعديلات الدستورية منعطفا حاسما في معرفة بوصلة الجماهير التي اممت وجهها شطر ملعب ملح، حيث كان رئيس الجمهورية ووزيره الأول ورئيس أكبر حزب داعم لبرنامجه، كما كانت جماهير الداخل على موعد مع موفدي الحكومة والحزب الحاكم في مختلف الولايات والمقاطعات والبلديات والأرياف، في لوحة فريدة تظهر التحام القمة والقاعدة.
كانت جولات الوزير الأول في مناطق الشرق ومنطقة آفطوط ظاهرة النتائج في الحشد الجماهيري لصالح التعديلات الدستورية، حيث كان للمبادرات والمجموعات القبلية والوجهاء والأطر دور بارز في الوفاء بتعهداتها للمهندس يحي ولد حدمين، والتزاماتها للأستاذ سيدي محمد ولد محم، وقبل هذا وذاك تعلقها بالمكتسبات التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وحققها في أقل من مأموريتين.
لقد أجابت بداية الحملة الانتخابية على سؤالين عريضين، يتعلق أولهما بالجهة التي يستمع الشعب أكثر لخطابها ويستجيب لها ويدافع عنها ويحشد لها في الزيارات العادية وفي المواسم الانتخابية.
أما السؤال الثاني فيتعلق بنتيجة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، والتي يراهن البعض، رهانا خاسرا، على إفشال تمريرها عبر الاستفتاء.
الجواب على السؤالين بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار لتلك الثلة التي تمارس عادة التشكيك في الحقائق منذ أن استعاد الشعب زمام المبادرة، وبات سيد نفسه والقادر على تولية من يراه مناسبا لتسيير شأنه العام.
فالحشد الجماهيري غير المسبوق في الزيارات والحملات لم يكن سوى ترجمة حرفية لتعلق الجماهير بصانع المكتسبات، واستنفارا كاملا للدفاع عنها وتعزيزها متى ما تطلب الأمر ذلك.
وبالمحصلة، فتمرير التعديلات الدستورية لم يعد سوى مسألة وقت قانوني يفرض أسبوعين من الحملات الدعائية قبل موعد الاقتراع.. بل موعد النصر على المرجفين الذين يعتمدون الشائعات سبيلا إلى زرع الشكوك لدى من لم يلق بالا لافتراءاتهم التي لم تجلب لهم غير المزيد من العزلة والتهميش.