تزينت مدينة شكار و ألبست زخرفها و تحلت بأساوير الصور و الشعارات و وصلت الليل
بالنهار, دعما للتعديلات الدستورية المزمع تنظيمها يوم : 5 : أغسطس القادم , مما يجعل المتجول هذه الأيام في شوارع المدينة يخالها مدينة : ( كيوتو) أو وكرا للملومانيين (عشاق الموسيقى) , حيث أصبحت متحفا لإضفاء لمحات الولاء ( المجاني) وقلعة من قلاع الأنظمة الحاكمة منذ التأسيس ,
يهجرها أساتذة التعديلات في زمن الشدة و يسترخي الأطر في شواطئ وديانها زمن الربيع , تناوبية أفقدت المدينة عبق الماضي و بهاءه و حرمتها من حداثة المستقبل و تطوره , و وصمت نخبها بوصمة عار , واقع لا يمكن لأي – معافا – أن يتغاضى و يتغافل عن الحديث عنه .
إنه من عدم الإرادة الجادة أن لا يرفع الوجيه أو المهتم بالشأن العام قبعة العز و الإنتماء لمدينة يرى أهلها السراب فيحسبونه ماءا فإذا جاءوه لم يجدوه شيئا و وجدوا الله عنده, و يروا زيارة الرئيس و الوزير ... و إقبال الأطر و الموظفين فيقولون " هذا عارض ممطرنا " لكن سرعان ما يجيبهم الواقع و لسانه – جهور – بل هو ما استبشرتم به وعود و حشود السكان الذين أصبحوا في جحيم لا يطاق , حتى أن بعضهم اضطر إلى أن يغلق منزله و يهاجر إلى المدن الأخرى , و البعض الآخر ألجأته ضرورة الظمإ إلى ارتكاب الخطر و استغلال آبار تقليدية ربما أصبح الجل منها مكبا للجيف و النفايات , دون أن يؤرق ذلك العمدة و سياسي التعديلات , و هنا يمكن أن نتسائل , هل طالب هؤلاء الجهات الرسمية بالتحسين من وضعية السكان؟ وهل انتهزوا فرصة اللقاءات و الزيارات لرفع أصواتهم عالية أمام الحكومة بالمشاكل التي تعاني منها البلدية ؟ و الإجابة حسب الواقع هي ما يطبعه و يخيم عليه الصمت و تشمئز منه أفئدة النظام (لا) , لكنها حال سكان شكار و نفيها تأبيدي بالنسبة لهم , وقد يقول قائل " أن البلدية استفادت من المياه " لكنها استفادة لا تسمن و لا تغني من انقطاع الماء عن أرجاء المدينة بكرة و أصيلا , و الأحياء الهامشية – حسب التصنيف المحلي – برمتها لم يسعفها أنبوب واحد , فهي ما زالت تشتري الماء بثمن باهظ , و مع ذلك ما زال سكانها ينتظرون تحقيق أكبر مطلب يترجى المواطنون تحقيق حلمه , و يتظاهر النساء و الأطفال من أجله , (توسعة الماء) ؛ إلا أن الأسباب الكامنة وراء تهاديه باتت معروفة المغازي و المآلات , و يجب أن يتعمق المواطن في معرفتها حتى يكون على استعداد مع موجات الحرارة الساحقة التي تضربه في وعز الصيف , فالمدينة إذا مازالت تعاني من مشكلة عالقة من أبسط مقومات الحياة , و ماتحت العباءة أعلق .
و في الأخير أود أن أقول لسياسيين المخضرمين و منتخبين البلديين و أطرنا المحترمين , و شبابنا الفاعلين ... أنه ليس من الوطنية و الإنصاف و الصدق مع النفس أن لا نسعى إلى أن تجد البلدية كل حقوقها و متطلباتها الطبيعية , و أن نذيب جليد الولاء حتى ترى بلديتنا النورأو يدفع لنا النظام فاتورة - التعليم و الصحة و الماء و الكهرباء و العصرنة و البنية التحتية ... و إلا فإننا لم نأخذ العبرة من "مبدئ الدفع بالحاضنة الشعبية إلى خلسة المآرب " .
ألم يعد الأجدر بنا الإلتآم في أحضان المصلحة العامة للبلدية؟ و تلك غاية سليمة و هدف نبيل! حتى تستفيد المدينة من صهاريج تهرق الماء زلالا في فيافي الصحراء من العاصمة إلى مقاطعة "مقطع لحجار" , و يتخلى مواطنون في قلب البلاد عن ارتشاف الماء كدرا وطينا ... لم يعد النظام يتذكرهم إلا عند الحاجة ! ولا تصل أرحامهم المجالس البلدية و الأطر السياسية إلا في مواسيم الزغاريد التي تشغلهم عن الهم و تسحق أموالهم و تصيبهم النتيجة بالإحباط , و كلنا يعرف الأهل هناك لأن الجميع من سكان (اتويمرات) ’ و الغالب يحفظ الحديث الذي يقول : عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا , و ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا , و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) .
على ضوء هذا الحديث الشريف يمكن أن نستشف واقع السياسة في شكار , و أن مفهوم مخالفته الثنائية تفيد استفحال المشاكل و جور الممارسة , و تصامم المعنيين الذين سيغيبون عنه غيبة – القارظين – بعد : 5: أغسطس التي يرددون من أجلها – نعم – ولو لا التشهد كانت لاؤهم نعم ... و نردد- نعم- لكهربة وصحة وتعليم ... شكار , ولا لتهميش و نسيان شكار , و نرفض المراء لأنه يؤدي إلى البغضاء و يسيء الفهم إلى العلاقات , و ستبقى كلمة باقية في عقب من نبعث إليهم بتحية إجلال و إكبار " برمكيات قريش , و حوائيات شنقيط – نساء شكار اللواتي أوقدن في النفوس شرارة البناء وأمل التغيير .