مع اقتراب موعد الاستفتاء.. ميلاد الجمهورية الثالثة بات مسألة وقت / إسماعيل ولد الرباني

أيام قليلة وتتمخض موريتانيا الحالية فتلد موريتانيا الجديدة.. تصل الجمهورية الثانية محطتها الأخيرة ليبدأ قطارها في المضي بثبات على سكة الحداثة والتنمية والآفاق المستقبلية الواعدة.

لم تعد تفصلنا عن نهاية الحملة الممهدة للتعديلات الدستورية غير ساعات قليلة, ولا عن موعد النصر المؤزر أكثر من أيام معدودات, 

ستشرق بعدها شمس القطيعة مع مسلكيات الماضي السيئ, وسيبدأ الوصل مع ما يصبو إليه شعب ظل مقهورا ومحروما طيلة عقود الاستقلال.

لن نظل أمة نشازا بين الأمم, نتنكر لماضي أجدادنا الذين سطروا ملحمة الكرامة والسيادة بدمائهم الزكية, كما فعلت أنظمتنا المتعاقبة التي بخلت عليهم حتى بخط أحمر في علم البلاد, تثمينا لبطولاتهم وتخليدا لذكرهم.

الجمهورية الثالثة, التي نصبو إليها, والتي رسم معالمها قائد نهضتنا الحديثة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز, بدأت بإجماع الطيف السياسي الموالي والمعارض ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والوجهاء والأعيان, لتمر على جسر العزيمة التي لا تلين لرئيس تكفل بتنزيل مخرجات الحوار الوطني الشامل على أرض الواقع, وها هو يفي بوعده, وقد أنجز حر ما وعد.

لن يتم تعطيل التشريع بعد اليوم, لأن مجلس الشيوخ بأت في خبر كان, بل إن ميزانيته الضخمة التي أنفقت طوال ربع قرن بدون مردود يذكر ستعود بالنفع على التزامات الدولة ومتطلبات التطوير وطلبات المواطن.

لن ننسى المقاومة بعد اليوم, فمع كل إشراقة شمس سيذكرها المصطفون لتأدية تحية العلم, وسيبصرها المراجعون للمرافق العمومية عالية خفاقة على أسطح المباني ضمن علم يداعبه نسيم موريتانيا الجديدة. بل آن شعوب الأرض ستشرئب أعناقها إلى علم جديد يرفرف فوق بعثاتنا الدبلوماسية ليحكي للناظرين قصص وبطولات المقاومة الوطنية.

ومع مطلع الأسبوع المقبل, سيجد ساكنة الولايات أن الثروة الوطنية وخدمات التعليم والصحة والماء والكهرباء لم تعد حكرا على ساكنة نواكشوط, بل آن مجالس جهوية ستعمل ليل نهار على جلب الخدمات إلى المواطن في مكانه الأصلي, وليس جلب المواطن إلى الخدمات الممركزة في العاصمة, والتي يمنعها النمو الديمغرافي المتسارع من الوصول إلى الجميع.

لقد شكل الإقبال الكبير من قبل المواطنين في نواكشوط وفي الداخل على مراكز الحملة ومهرجانات رئيس الجمهورية, بارقة أمل تفيد بأن ميلاد الجمهورية الثالثة بات مسألة وقت, لا أكثر.

3. أغسطس 2017 - 10:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا