للمرة الثانية في تاريخ موريتانيا يشكل يوم 06 أغشت منعطفا حاسما في حاضر ومستقبل البلد.
كانت المرة الأولى عندما استيقظ الشعب قبل تسع سنوات على استجابة اللواء محمد ولد عبد العزيز حينها لنداء الوطن، فكان تدخله لتصحيح المسار بمثابة طوق النجاة الذي أمن البلد من التشرذم والحروب الأهلية والانهيار.
أما المرة الثانية، التي نعيشها اليوم منذ ساعات الصباح الأولى، فكانت الإعلان عن استجابة الشعب وعرفانه بالجميل لمن أنقذ مستقبل بلده من الضياع، فصوت بأغلبية كاسحة على خيار رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بالانتقال إلى الجمهورية الثالثة التي تقوم على أسس رد الاعتبار للمقاومة الوطنية، وتقريب الخدمات من المواطنين في أماكنهم الأصلية، وترشيد النفقات العمومية.
لقد بدأت اليوم جمهورية الشباب الطامح لمستقبل أفضل.. جمهورية النساء المشاركات بفاعلية وتفان وإخلاص في بناء وتنمية الوطن.. جمهورية الكفاءات الوطنية العالية التي هاجرت وهجرت واحترقت لتضيئ للآخرين.
واعتبارا من اليوم ستعود الذاكرة بكل مواطن موريتاني إلى أمجاد وبطولات أجداده الذين قاوموا المستعمر الغاصب، كلما رفرف علم موريتانيا الجديدة على الأسطح والبنايات الشاهقة، وفوق بنايات البعثات الدبلوماسية في الخارج.
سيصبح الشيوخ الرافضون لسير البلد إلى الأمام في خبر كان، إيذانا بطي صفحة المشرئبين إلى الخلف، الغاضين الطرف عن الأفق، الجالسين على الطريق السريع نحو المستقبل.
وباختصار شديد.. ستمضي القافلة في سيرها بخطى ثابتة رغم نباح الكلاب.