يوميات حملة دار النعيم / محمد فاضل ولد الهادي

دار النعيم، هكذا تيمن مؤسسو هذه المقاطعة باسم أطلق على الجنة في القرآن، راجين أن تكون هذه المقاطعة دار نعيم على كل من يسكنها أو يمر بها. لكن هل كانت حقا بالنسبة لنا نحن معاشر القائمين على الحملة الانتخابية دار نعيم بالفعل ؟
لقد بدأت الحملة في دار النعيم متأخرة بيوم أو يومين عن موعد بداية الحملة لأسباب خارجة عن إرادة الإدارة المشرفة عليها، 

و كان اول ما قمنا به في يومنا الأول هو البدء بتشكيل اللجان و الفرق العاملة على الحملة و تحديد مهامها.
بشرتنا تلك البداية بوجود قدرات شبابية كبيرة لدى الكثير من شباب هذه المقاطعة لم نكن على اطلاع بهم قبل ان تتاح لنا فرصة التعرف عليهم في هذه الحملة.
لقد كان شباب هذه المقاطعة ذو مسؤولية كبيرة و قدرات فائقة برهن خلالها اولئك الشباب على حبهم للعمل و رغبتهم الشديدة في التعلم و الاستفادة من تجارب الاخرين. كما أنهم أثبتوا قدرتهم أيضا على العطاء حتى و بدون مقابل.
كان بين أولئك الشباب من أطر و مهندسين و فنيين و عمال بسطاء، كلهم بنفس الحماس و نفس العطاء، كلهم بروح الفريق و حب العمل، أبهرونا بأدائهم و قدراتهم الفائقة، لم تكن لدينا فكرة عن تلك المقاطعة المترامية الأطراف لم نكن نتوقع حتى ان نجد أمامنا من يستطيع أن ينجز مهمة كلف بها أحرى أن يخلق مهام و يقود فرق و ينسق عمل و يرابط أمام مقرات و مكاتب تصويت و يطرق الأبواب بابا بابا، و يقنع الناس بالتصويت.
لقد كان التصور السائد لدي شخصيا أن تلك المقاطعة كانت فخا منصوبا لنا نحن معاشر الشباب القادمين اليها لانجاح التعديلات الدستورية، فكأنما أراد البعض أن يظهر عجز الشباب، ما جعلني شخصيا أعمل ليل نهار في سبيل مجابهة ذلك التحدي، أو ذلك الفخ الذي كنت أحسبه منصوبا لي و لمن معي.
و رغم عدم شكي لحظة واحدة في قدرات المنسق للحملة على مستوى المقاطعة د. محمد ولد جبريل، و رغم أنه يقود حملة لأول مرة كمدير كامل الصلاحيات ينسق عمله مع فريق لم يسبق ان دربه و فوق ملعب الخصم، كان معالي وزير الشباب و الرياضة بالفعل رجل مهمة صعبة و مستحيلة، فالمقاطعة بين يدي حزب تواصل، ذي التنظيم المحكم و المغلق على قواعده، لقد استطعنا بقدراتنا الذاتية و بإمكاناتنا المحدودة أن ننتزع اعترافا من سكان دار النعيم و تصريحا واضحا على عدم معارضتهم للنظام، فكأنما كانت تلك النتائج التي أعلنت في 2013 مزورة لأن الحزب ـ رغم مقاطعته للاستفتاء ـ لم يستطع أن يثبت أنه استحق عن جدارة فوزه في تلك الانتخابات حين عجز أمام قدرات الشاب الطموح د. محمد ولد جبريل و الطاقم المقتدر الذي أدار معه الحملة من أطر و أساتذة جامعيين و سياسيين و فاعلين على مستوى المنطقة و رؤساء اقسام و فروع و وحدات حزب الاتحاد من اجل الجمهورية و كذلك أطقم المبادرات التي اجتهدت هي الأخرى على القيام بأداء مهمتها بشكل يستحق التنويه و التقدير.
و رغم بعض الملاحظات الشكلية على سير الحملة و أداء الفريق المكلف بها داخل تنسيقية الحزب، إلا أنها كانت في مجملها حملة ناجحة، سواء من حيث البرمجة أو من حيث التسيير و التطبيق العملي لتلك البرامج التي رسمناها بشكل جماعي.
لقد أثبت الشباب جدارته، فرغم وجود حكماء أمثال أحمد حامد ولد حمديت مستشار رئيس الحزب و الوزير ولد مرزوك و أطر أمثال المخطار عبد الله و أحمد ولد آب و آمنة من كبد و حواء منت أوداعة، إلا أن الشباب كانت له بصمة لا غبار عليها، و ذلك من خلال الأداء المتميز في العمليات الانتخابية و التحسيس و التعبئة.
لقد استفدنا كثيرا من تلك التجربة الناجحة و الغير مسبوقة، و استطاع الشباب أن يعيد لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ما "سرق" منه سهوا أو عمدا من قبل بعض الأحزاب التي تصورت أنها تتحكم في ضمائر الساكنة و أن لها سلطة روحية عليها.
فهنيئا لشباب دار النعيم و هنيئا للدكتور محمد ولد جبريل على حسن أداءه في الحملة و على قيامه بالدور المنوط به سواء في العمليات الانتخابية او التحسيس أو التعامل مع الوجهاء و الشخصيات التقليدية و الاعيان و أصحاب المبادرات و كذلك الفريق الذي رافقه في تلك الحملة من بعثة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية.
هنيئا كذلك لمعالي وزير المالية الرجل الخلوق و صاحب النظرة الثاقبة الذي استطاع ان يسير الحملة بكثير من الحكمة و العقلانية و الانصاف دون تبذير و لا اسراف و الذي أيضا و للأمانة كان رجل مهمة صعبة يستحق الإشادة و التقدير و الاحترام.
هنيئا كذلك لكل الشعب الموريتاني بميلاد الجمهورية الثالثة موريتانيا الجديدة التي نكتب نحن الشباب تاريخها و نرسم معالم مستقبلها ليقال أن الشباب الموريتاني هو من صمم هذا العلم الجديد و هو من أضاف لمسة موريتانية خالصة على النشيد و هو كذلك من جدد الطبقة السياسية و أسس للامركزية حقيقة، و هو من استطاع أن يتجاوز تلك العقبات الجمة التي كانت تواجه التعديلات الدستورية و هو أيضا من يقدر مستقبلا على ضمان استمرارية النهج القويم الذي رسمه و يرسمه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز حفظه الله تعالى.

7. أغسطس 2017 - 9:10

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا