قراءة في الحدث ودروس حملة التعديلات الدستورية / محمد ولد الربيع

انتهت الحملة وفازت التعديلات المقترحة ولكن....

التف الشعب والطبقات الكادحة والفقيرة حول السيد الرئيس محمد ولد عبد
العزيز منذ وصوله إلى الحكم بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الموريتاني.
استطاع الرئيس أن يعيش واقع جل شعبه الفقير ووقف إلى جنبه...قضى على
العشوائيات ومنح القطع الأرضية والمساكن وفك العزلة ووفر الماء والكهرباء

وبنى المدارس والمستشفيات...وتجول هو نفسه بين المواطنين وحاورهم بدون
وسيط...
...وشعر المواطن بأنه محل عناية لأول مرة من أعلى شخص في هرم
الدولة...وبالموازاة مع هذا الشعور شعر بعض المتمصلحون بأن مصالحهم
تتلاشى وأن الرئيس تجاوزهم والتحم بعوام الشعب مباشرة دون المرور بهم ...
ظل هؤلاء يخططون من اجل الاستيلاء على الدولة وإعادتها إلى مربع الفساد
الذي هو مصدر رزقهم ...ظلوا يتحينون الفرص للانقضاض على المسار وجعله في
قبضتهم...
إنهم مسئولون كبار في الدولة ورجال أعمال وشيوخ سبق أن كان لهم النفوذ
زمن الأنظمة السابقة...ولا يمكن أن يقبلوا ببساطة تهميش دورهم ...
لقد ساعد الرئيس خلال السنين الماضية طبقات الشعب في التحرر من الولاءات
لأصحاب النفوذ وأصبح الشعب لا ينقاد لنزوات هؤلاء ...
لم يعد من السهل استغلال الطبقات المتحررة وهذا هو السبب في تدني نسب
المشاركة في جل عواصم الولايات التي تقطنها النخب الواعية...ولكن كيف حصل
ذلك...
خلال الحملة الأخيرة ظهرت عديد المبادرات في كبريات المدن وكانت إما
مبادرة لقبيلة أو مسئول كبير في الدولة أو رجال أعمال...هذه المبادرات
حجبت المبادرات الشعبية ...بل قضت عليها ...
ومن اجل الوقوف على بعض الآراء تحاورت مع عينات من عوام الشعب...
قال لي آبو صو وهو صياد متحسرا نحن نحب الرئيس عزيز لكن أهل النفوذ
والمال وقفوا بيننا معه ...يريدون سرقة حلمنا...
وقال لي محمود ولد أمبارك .وهو عامل بناء.يا أخي لم يعد ممكنا استغلالنا
من طرف القبيلة ونفوذ المال بعد ما حررنا الرئيس عزيز منهم ...هؤلاء
مصاصي الدماء عهدهم ولى ولن نقبل أن يقدمونا للبيع كقطيع خرفان...
وقال لي محمد ولد سيدي وهو بائع متجول نحن نحب الرئيس الذي وقف معنا نحن
الفقراء لكننا نخشى أن نفقده لصالح أهل النفوذ الذين سلبونا حقوقنا منذ
عقود وان كنت تستطيع إبلاغه أطلب منك ذلك...
ومن هذه المقابلات نفهم الخطأ ...
....إعادة إنتاج الدور السياسي للقبائل ولأهل المال والمناصب السياسية
وغياب الأحزاب والمنظمات الشعبية...
كان من الأجدى أن يقف أهل المال والنفوذ خلف الشعب ...لا في الواجهة ...
وعندها ستكون النتائج أحسن ...
وخير دليل هو ملاحظتي في انواذيبو ...وقف وزير خلف حي شعبي وترك زمام
المبادرة للسكان و كانت أحسن النتائج المسجلة في انواذيبو هي نتائج ذلك
الحي...
لقد تجنبت في هذه القراءة ذكر أسماء القبائل وأهل النفوذ عن قصد لأن هدفي
ليس التشهير
ولا الإساءة ...
وأرجو أن تصل هذه القراءة إلى السيد الرئيس
والله من وراء القصد

7. أغسطس 2017 - 19:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا