مدينة_لعيون البلدية المركزية أنموذجا.
(كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع).
لذا سأقتصر على بعض ماشاهدته أوسمعته مما يفيدنا في تحليل ماجرى في الخامس من أغسطس الجاري.
وإن كنت أرى أن ماحدث هو نتيجة طبيعية لحصاد سنين من رفض النصح والاستبداد في الرأي.
ماشاهدته في بلدية لعيون في ذلك اليوم أختصره في جملة واحدة:( إقبال ضعيف وارتباك سياسي واضح ).
رغم رصيد لابأس به لإدارة الحملة على مستوى الولاية عموما والمقاطعة على وجه الخصوص ولكن المفاجأة كانت سيدة الموقف مع ساعات المساء الأولى.
حيث بلغت القلوب الحناجر وبدى القلق على وجوه السياسيين في المدينة...فهناك عزوف واضح عن مكاتب التصويت ..وجرأة غير معهودة لبعض الأفراد من القاعدة الشعبية المعروفة بموالاتها في اعلانهم لرفض التعديلات.
أين الخلل؟
دعونا من المجاملات.. فلا أرى أن نبالغ في فرحنا بالنصر لذلك أجلته إلى حين.
فماحدث إن جاز أن نسميه انتصارا فهو انتصار بطعم الهزيمة.
لا شك أن الأمور أصبحت واضحة للجميع فهناك في رأس هرم السلطة من لم يخلص النصح لرئيس الجمهورية ولم يكن مؤتمنا في المشورة..بل هناك من أراد أن يزج برئيس الجمهورية في قفص التعديلات وأن يحرجه ثانيا باسقاطها ولكن الله سلم.
كان رئيس الجمهورية محظوظا فقاطعت المعارضة وإلا لكنا نتحدث عن مفاجأة أكبر .
ثم إن المشكلة الكبرى في مدينة لعيون وأظنها كذلك في مقاطعات أخرى في سياسييها وحجبهم لواقع المدينة عن النظام .
المشكلة هي في وعودهم العرقوبية للمواطنين وفي عدم اهتمامهم بمعاناة السكان ومشاكل الشباب والفئات الهشة من المجتمع.
أذكر أنني كتبت هنا تدوينة تنتقدهم وتحدثت عن أزمة الثقة بينهم وبين القواعد الشعبية.
فغضبوا منها كثيرا ومنهم من لازال يشيح عني بوجهه حتى الآن.
ولكنني سأصدقكم القول مرة ثانية وأنصح لكم ماوسعني ذلك.
ارتفعت نسبة المشاركة وفازت التعديلات بنسبة كبيرة في المدينة لأمور تعرفونها جيدا ولكن الحقيقة على الأرض شيء آخر.
فلا شك أن تلاعبا ما حدث؛ وكان بإمكان التعديلات أن تفوز بدونه ولكن بنسبة أقل.
غير أنني هنا لست الجهة المعنية بالتحقيق في نزاهة الانتخابات والحكم على حجم التلاعب وتأثيره على نزاهة الاقتراع.
لكنني على يقين تام أنه كان بالإمكان أحسن مما كان.
لو أن السياسيين كانوا صادقين مع رئيس الجمهورية ومع المواطن وجادين في الدفاع عن التعديلات الدستورية.
وخلاصة القول: إنهم حصدوا مازرعوا لسنين ..وإن فازوا فإنهم يشعرون الآن بغصة الهزيمة..ففي الخامس من أغسطس قهرهم المواطن المسكين؛ الفقير ؛ العاطل عن العمل الذي كتب في يوم الاقتراع رسالة واضحة إن وجدت من يحسن القراءة ويأخذ العبر.