قراءة متأنية لمقال الكاتب محمد فال ولد سيدي ميله يدرك من خلالها المتلقي أن الرجل يريد أن يقول بطريقة أو بأخرى أن شريحة كبيرة وعريضة في المجتمع الموريتاني ، مهما بلغ أفرادها من النضج والمعرفة ،فإن مستواهم العقلي يظل قاصرا ويمكن أن يزج بهم في أمور لا يدركون أسرارها وخفاياها وإليكم الفقرة الأخيرة في مقال الكاتب والتي يفترض أنها زبدته وخلاصته
"وحتى إذا كنت مخطئا، فهل ثمة محلل يسعفني بمعنى أن يُزج بالحراطين، دون وعي منهم، في مقدمة الشهود العدول على "موت التاريخ"، وأن يُرمى بهم في الصف الأمامي: على رأس مشيعي "جنازة المسكين"؟.
أما في بداية مقال الكاتب فيستكثر على الحراطين أن القارئ منهم والكلمة الأولى لممثلي الأحزاب المعارضة المشاركة في الحوار لهم ثم إن الرابط منهم ونتائج الإستفتاء قدمها أحدهم ،دون أن يذكر الكاتب أن الرئيس بيجل ولد هميد رئيس أهم الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني لما يمتلكه حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي من ممثلين في البرلمان ومن مستشارين بلديين ،دون أن يذكر أن القارئ الناجي ولد بلال من أمهر القراء في موريتانيا وأنه منذ الحوار الأول الذي حضره رئيس الجمهورية سنة 2012 كان القارئ في كل تلك المناسبات ،ودون أن يذكر أن رئيس اللجنة عبد الله ولد أسويد أحمد منذ أن اختير رئيسا للجنة الحكماء وهو يقرأ النتائج باللغة الفرنسية ، التي تكون بها وبإمكان الجميع الرجوع إلى نتائج النيابيات والبلديات الأخيرة التي قدمت بنفس الطريقة التي قدمت بها نتائج استفتاء الخامس من أغسطس ، بحيث تمت قراءة النتائج من قبل رئيس اللجنة ثم تمت قرائتها باللغة العربية من طرف مدير العمليات الانتخابية باللجنة، أما كون الرابط في هذا الحدث حرطاني فدرجت العادة على أن يتولى هذه المهمة أحد الصحفيين الموريتانيين ويستحب منا كمواطنيين أن لا ننظر إلى لونه أوجهته بقدرما ننظر هل أدى المهمة التي كلف بها بالطريقة التي يجب أن يؤديها بها، أما عن تساؤلك سيادة الكاتب عن ما سميته الزج بالحراطين، وأسميه أنا حضورهم في الاستفتاء بقوة ووقوفهم ومساندتهم لخيارات رئيس الجمهورية فله عدة أسباب أبرزها الإنجازات الملموسة التي حققها فخامة رئيس الجمهورية لمختلف فئات وشرائح الشعب الموريتاني وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وما تحقق من إنجازات للحراطين في ظل هذا النظام بشكل خاص ، فتجميع العديد من القرى في مثلث الأمل وتوفير الخدمات الأساسية فيها للسكان يستفيد منه الجميع لكنه موجه بشكل أكبر لمجتمع لحراطين ، ثم إن فتح عديد المحاظر النموذجية في المناطق التي يشكل لحراطين غالبية سكانها يعد إنجازا في سبيل النهوض بهذه الشريحة هذا إضافة إلى إنشاء وكالة التضامن التي تتدخل في مناطق وجيوب الفقر الحقيقية التي يشهد تواجدا كبيرا للحراطين فيها ، هذا علاوة على تأسيس محاكم خاصة بقضايا الاسترقاق، هي جهود كبيرة في سبيل تنمية هذه الشريحة وتنمية البلاد بشكل عام ، فلا مكان لموريتانيا ورقيها وتقدمها وازدهارها دون مشاركة جميع أبنائها في دورتها التنموية ولن يتأتى ذلك إلى بفتح الفرص بعدالة بين الجميع وهو ما يجسده الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو ما جعل الشرفاء من كل الشرائح الموريتانية يقفون معه من أجل موريتانيا المستقبل موريتانيا البناء والتنمية والازدهار.