ليس هناك شك في أن الشباب هو الفئة الأقل حظا في الدولة مع أنها الأكثر من حيث التعداد السكاني (76%) أي الجسم الرخو في المجتمع، فالكل يتبجح بالدفاع عن الشباب و هو أكثرهم تهميش له في دوائره التي يتحكم بها، فالسياسي يرفع شعار تمكين الشباب في الوقت الذي هو يترأس الحزب منذ تأسيسه دون إعطاء نصف فرصة للشباب داخله في القيادة، و الموظف السامي في الدولة يبعد الشباب
عن مركز القرار في الإدارة في حين يقرب اللوبيات المتملق له، و أصبحت كلمة الشباب مطية لكل من هب و دب...؟!
الكل يريد استعطاف هذه الفئة و الكل يشارك في تهميشها...!!
و رغم توجه رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز إلي الشباب و رفع شعار ''انتم الأمل'' يبدو أن هناك من السياسيين الذي لا أمل في تغيير سلوكه اتجاه الشباب بشكل ملموس و علي أرض الواقع، و يجب أن تعلم يا سيادة الرئيس أن كل الأطياف السياسية تمعن في تهميش الشباب و تغييبه مع سبق الإصرار و الترصد.
مما خلق لدينا أصنافا شبابية معارضة في الساحة السياسة :
الصنف الأول : هو فئة مع الأسف تتبنى كل المواقف التي تسمعها دون دراسة لهذه المواقف قبل تبنيها، فتجده يشتم افراد المؤسسة العسكرية ويشتم رئيس الجمهورية و يصفه بأوصاف لا تليق في جهل واضح للرمزية التي يمثلها الرئيس للشعب و للسيادة الوطنية، مهما بلغت بك معارضته فاحترامه واجب على الجميع.
ويشتم أبناء فئته من الشباب بسبب اختلافهم معه في الآراء و عدم استعاب أن " الاختلاف في رأي لا يفسد للود قضية" في محاولة لفرض رئيه علي الأخر متناسين مبدأ أخلاقي يقول أن "حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين" و حتى بلغت ببعضهم الوقاحة حد شتم الشعب نفسه و إطلاقه عبارات واصفا الشعب "أشعيب الموريتاني" كنوع من الفهم القاصر للسياسة و محاولة التستر علي ضعف المستوى المعرفي لهؤلاء و الهجوم علي المخالفين بكلام ساقط و غير أخلاقي في الكثير من الأحيان موزعين صكوك من الشتائم...!! سامحهم الله.
الصنف الثاني: هو لقسم المغاضب علي الدولة لعدة أسباب أولها البطالة المنتشرة بشكل كبير في صفوف الشباب الموريتاني و عدم خلق فرص حقيقية لولوج الشباب إلى الوظيفة إلى عن طريق الوساطة و المحسوبية و ضعف سياسة الإكتتاب داخل المؤسسات الوطنية و الكفر بشفافية و نزاهة المسابقات الوطنية...!! و ثانيها التهميش الذي طال الكثير من الشباب داخل الطبقة السياسية و مازال مستمرا و إحساسه بعدم الإنصاف في تقدير جهوده رغم نشاطه الجيد و استعداده الدائم للعمل وإيمانه بالبرنامج الطموح لرئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز ولكنه لم يجد آذانا صاغية لمطالبه المتكررة بلفت الانتباه إليه و تقدير جهوده خاصة داخل الأحزاب ما اضطره لاتخاذ مواقف معادية منها و اللجوء إلي صفوف المعارضة مكرها إما علنا أو سرا و سيتزايد هذا الصنف إذا لم يتم الإنصات للكتل الشبابية -التي لاتزال مستعدة للتعاون- و تحدث مفاجئة أخرى لم تكن في الحسبان
و أيضا فشل ما يسمى بالأحزاب الشبابية في استمالة غالبية الشباب الموريتاني لعدة أسباب منها عدم امتلاك القائمين علي هذه الأحزاب مستوى من الفكر السياسي و لا الكاريزما السياسية الذي يخول لهم التعاطي مع هذه الفئة الشابة الواعية و التأثير فيها و تجديد الخطاب السياسي الموجه لها، حيث ينظر لهذه الأحزاب من غالبية الشباب بنوع من الازدراء و مبرره في ذلك الانقسامات التي تحدث فيها بعد شهور قليلة من تأسيسها.
وهذ الصنف هو الغالبية و يتميز بتوزيع صكوك من التشاؤم..!! سامحهم الله.
لكن بغض النظر عن هذه الأصناف فمن الماكد أن الشباب بحاجة ملحة لتوحيد جهوده و العمل علي حل قضاياه بنفسه ذلك أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا و أن المسؤولية تقتضي عدم التمادي في حالة الاستقطاب الحاد الجاري حاليا وقبول الأخر بعيدا عن الطرح الإيديولوجي المحض بتحليل الواقع و تبني حاجات الشباب الأساسية وفق رؤية شبابية لا تخرج عن الثوابت الوطني.
والصنف الأخير هو الأكثر من حيث العدد و القدرة و الحنكة السياسية علي اتخاذ خطوات جدية في اتجاه تجاوز الزعامات التقليدية للأحزاب و التي مازالت تفكر بعقلية متعفنة تجاوزتها الأحداث بطرح شبابي بحت.
و أخيرا فالشباب هم ثروة الشعوب الحقيقية في العالم اليوم، هم الحاضر و المستقبل، هم الأمل والطموح لكل تقدم و تنمية كانت اجتماعية، اقتصادية أو سياسية.
عاشت موريتانيا حرة أبية و عاش شبابها........