بعد سبع سمان قدم فيهن النظام جهودا مضنية للخروج بالدولة من عنق الزجاجة الذي كاد أن يعصف بكينونتها ويودي بها في مهب النسيان...
كانت ثلاث سنوات كافية لتحويل السبع السمان إلى ألف عجاف وتحويل نعم المنجزات إلى نقم تنسي ملذات النعم وتحول البلد من دولة ذات سيادة يحكمها القانون إلى حظيرة خارجة عن السيطرة...
فقد انهارت المنظومة القيمية ليتفرق المجتمع الواحد إلى أعراق وفئات يبحث كل منها عن مصالحه الضيقة ويسير كل منها في فلك جهة معادية للوطن تجسيدا لمبدأ فرق تسد... وانهارت المنظومة الدينية لتعيش الدولة موجة إلحاد لم يسبق لها مثيل في تاريخها المعاصر خدمة لأجندات تبشيرية أو أخرى صهيونية...
وانهارت المنظومة الأخلاقية لتصبح الرذيلة والانحلال مرجعيتان أساسيتان للكسب المادي سعيا إلى إفراغ المجتمع من ثوابته وقيمه...
وانهارت المنظومة الأمنية لتصبح جرائم القتل والاغتصاب مجرد أحاديث للتسلية الصباحية، خلقا لجو من الرعب يسمح للعدو بالتحرك بأمان لتنفيذ خططه وبرامجه العدائية...
وانهارت المنظومة الاقتصادية ليختنق ذوو الدخل المحدود وتسجل وفيات في القرى والمناطق النائية جراء سوء التغذية بغية تأجيج الوضع المحتقن أصلا...
وانهارت المنظومة السياسية ليتحول النقاش الفكري المتحضر إلى نقاش خنثوي الهدف منه تشويه صورة الخصم لا غير تجسيدا لوأد روح الوطنية في مهدها...
وانهارت المنظومة الإعلامية لتتحول الصحافة الالكترونية إلى معارض جنسية وقحة تعرض مفاتن النساء وتكتب عن فضائح من نسج الخيال قتلا لأي صوت من شأنه توعية المجتمع ولفت أنظار ذوي الضمائر إلى ما يحدث داخله...
منظومات هي المكون الأساسي للجمهورية تنهار تحت أعين بل وبمباركة من حكومة كان من المفترض أن تعمل على تحسين وضعية المواطن وترسيخ نفوذ الدولة...
فحتى كم شهرا يا ترى ستبقى الجمهورية صامدة أمام هذا الوضع الخانق.. وإلى متى سيترجم النصح للرئيس بالمعارضة والحرب الشخصية!!؟