لقد عرفت موريتانيا أنظمة متعاقبة حكمتها لعقود من الزمن فظل الفقر والفساد والتخلف سمتها الأساسية إلى أن قيض الله من ساس أمرها وضرب على أيدي مفسديها ووضع قطارها على سكة التنمية, إنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز
ولست مطلقًا لفضول المدح عنانه - ولو فعلت لكان مستساغًا - فالمدح في موضعه من الحق الذي يحسن بنا مقاله، ولكني أنبه القارئ ومن بلغت كلماتي أذنيه مبشرًا ومذكرًا؛
مبشرًا بعهد جديد قائم على استراتيجيات مدروسة، وبخطط بعيدة الأمد، توفر على الأجيال القادمة تجشم وضع خطط ودراسات، تأخذ وقتهم وجهدهم، فبناء الأوطان ونهضتها وتطورها، لا يكون إلا تكامليًا، وكل جيل يكمل من حيث وصل أسلافه، ومذكرًا بالحق الملقى على عواتقنا من وجوب العون والمؤازرة والنصيحة حين يتولى البلادَ مَن لم يكتف بحسن النية بل أضاف إليها حسن المعرفة وبعد النظر ومرونة في القيادة مع حرصه على أن يكون كل ذلك موافقًا لتعاليم ديننا الحنيف.
وإن كان هناك من لم يعجبه ما قيل، ولا يعجبه ما يقال، ولن يعجبه ما سيقال، فإن الحديث ليس معه ولا له بل هو للمنصف والمتفائل والحريص على التطور والتغيير للأفضل! ولست إلا معبراً عما جال في خاطري، ومسجلاً إعجابي بطريقة التسيير ذاتها، وليس شرطاً أن يعترف كل الناس بما تحقق من إنجازات وما تم التخطيط له لأن الجحود سجية بعض النفوس.
إن تاريخ الأمم مليء بالانتصارات، وازدهار الحضارات، وما علا شأن أمة وذاع صيتها في زمن من الأزمنة، إلا كان وراء ذلك الظهور قائد موفق ومن الله مسدد، أخذ بزمام أمورها، فأعد جيشها وغرس فيه صدق الانتماء، وإخلاص الولاء، ونمّى اقتصادها بما يجعلها في مصاف المعطي الذي احتاج الآخرون لعطائه وإنتاجه، وفتح لأهلها باب العمل ليكون كل فرد من أفراد شعبه قد استغنى بالله عن غيره، واستقوى بمجهوده عن الاستنجاد بالناس أعطوه أو منعوه
وقد قال نبينا صلى الله عليه وآله: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف..." وليس هذا قاصرًا على قوة الإيمان، بل يشمل كل قوة يكتسبها المؤمن، بدنيًا، وعلميًا، واقتصاديًا، وعسكريًا، وسياسيًا، فكل ذلك من "القوة" التي أمر الله بها في كتابه مجردة عن أل التعريف، لتشمل كل قوة، ومسبوقة بـ "ما" الدالة على زيادة في التعميم والشمول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وهذا الأمر الذي خاطبت به الآية خطابًا جماعيًا بـ (أعدوا) و(ما استطعتم) هو بالدولة وولاة أمورها ألصق ما يكون، بعيدًا عن انحراف المفاهيم، التي تجعل من الآية منطلقًا لتكوين الجماعات الإجرامية، التي تجعل من تكفير الشعوب وحكامها هدفًا أساسيًا لوجودها.
لقد جاء ولد عبد العزيز ليكشف عن صفحة جديدة، لا تقبل إلا حبر البناء والتنمية، وليس فيها موضع يكتب فيه المفسدون، لأن الوضع الذي يليق بهم هو "المحاسبة" التي توعدهم بها وأنجز.
وقبل أن أودعكم إلى مقال قادم أضع أحرف التفاؤل والدعاء، فقد أبان لنا هذا الرئيس من خلال مأموريتيه الطريق للمضي نحو البناء والتنمية، فهو يتمتع في قيادته بحكمة الشيخ ورباطة جأش الرجولة وهمة الشباب فليس علينا إلا تشمير السواعد والابتهال إلى الله تعالى بالتوفيق والسداد لهذه البلاد قيادة وشعبًا.
والله من وراء القصد.