التوغو: بوابة إسرائيل للعبور نحو غرب إفريقيا / محفوظ ولد السالك

تحث التوغو ـ المثقلة بجراح المشاكل والأزمات ـ الخطى سريعا استعدادا لاحتضان أول قمة إفريقية إسرائيلية يرتقب أن تنظم يومي 23 و26 اكتوبر 2017 بالعاصمة لومي.
وتحاول إسرائيل التي تعتبر التوغو ثاني شريك تجاري لها بالقارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا، أن تجد لنفسها من خلال القمة موطئ قدم في غرب القارة، 

بعد أن أضحى لها حضور بشرقها من خلال علاقاتها بكل من كينيا وروندا وأثيوبيا، وأوغندا، وهي البلدان التي زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولة له عام 2016، وزار بعضها وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان عام 2014.
وقد اختارت إسرائيل أن يكون "الأمن ومحاربة الإرهاب" بوابة عبورها إلى غرب إفريقيا، وذلك باعتباره الموضوع الراهن الذي يشكل تحديا أمام بلدان المنطقة، واختارت التوغو التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "السيدياو" لاحتضان القمة.
وكان نتنياهو قد حضر أعمال قمة "السيدياو" التي احتضنتها العاصمة الليبيرية مونروفيا شهر يونيو 2017، وانتخب فيها صديقه الرئيس التوغولي افور نياسينغبي خلفا للرئيسة الليبيرية إيلين جونسون على رأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وتصاحب القمة الإسرائيلية الإفريقية، التي يرتقب أن تحضرها 150 شركة إسرائيلية، قمة أخرى للشباب، سيتباحث فيها عشرات الشباب الأفارقة مع نظرائهم من إسرائيل، على اعتبار أن الشباب يواجه تحديات كبيرة في المنطقة، تجعل بعضه يؤثر الالتحاق بالجماعات المسلحة، أو ركوب قوارب الموت، وبالتالي فقمة كهذه ترى إسرائيل أنها قد تلقى قبولا من طرف الشباب، وهو منفذ آخر تستغله بالمنطقة.
وتربط التوغو علاقات وطيدة بإسرائيل، وقد زار الرئيس التوغولي افور نياسينغبي إسرائيل مرات عدة، كان آخرها في شهر أغسطس 2017، حيث استقبله نتنياهو بمدينة القدس المحتلة، للتباحث حول ترتيبات القمة، وقبلها زار افور إسرائيل مرتين في العام 2016، كما زارها عام 2012.
وتسعى إسرائيل من خلال قمة لومي إلى إرساء معالم أهداف استراتيجية لها في المنطقة، بعد أن تمكنت خلال العقدين الأخيرين من اختراق بعض بلدان شرق إفريقيا وإيجاد منافذ لها بها، مستغلة في ذلك وهن الدبلوماسية الإفريقية وضعف الحضور العربي بالقارة.
ولا يحظى قرار افور نياسينغبي القاضي بأن تحتضن لومي قمة إسرائيلية إفريقية بالتأييد من طرف العديد من الساسة والنخب في البلاد.
وتتزامن القمة المرتقبة مع حراك سياسي قد يعصف ـ إن تطور ـ بنظام حكم افور نياسينغي، الذي يتولى رئاسة البلاد منذ عام 2005، حيث خلف والده ياديما انياسينغبي الذي جثم على صدور التوغوليين على مدى 38 عاما، من سنة 1967 وحتى عام 2005، حيث أدركه الأجل.
ويقود الحراك التوغولي الحالي الحزب الوطني الإفريقي الذي تأسس عام 2014، ويرأسه المحامي والأنتربولوجي تيكبي ساليفو آتشادام، ويدعو الحراك لتحديد مأموريات الرئيس المفتوحة، حيث انتخب عام 2015 لمأمورية ثالثة.
وقد سقط في الاحتجاجات التي شهدتها لومي قتيلان وأزيد من 70 جريحا، كما تم اعتقال ما يربو على 250 شخصا، وأعلنت عدد من أحزاب المعارضة تنسيق الجهود مع الحزب الوطني الإفريقي سعيا إلى التمهيد لتناوب ديمقراطي ينهي حكم أسرة نياسينغبي الحاكمة منذ نصف قرن من الزمن.
ويبدو الحراك المناهض لعقد قمة لومي الإفريقية الإسرائيلية ضعيفا حتى الآن، فالمواقف الرسمية العربية والإفريقية من القمة لم ترق بعد للمستوى المطلوب.
وقد أعلن المشاركون في مؤتمر القدس الثاني المنعقد مؤخرا بالعاصمة داكار، والذي شارك فيه ممثلون عن 12 دولة من غرب إفريقيا رفض مسار الاختراق الصهيوني المتسارع بغرب القارة، وأكدوا أن إفريقيا لا يليق بها أن تفتح أرضها للكيان الغاصب، الغارق في انتهاك حقوق الإنسان.

 

 

30. أغسطس 2017 - 18:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا