.. ليس بأمانيّكم / محمد محمود ولد سيدي يحي

altمرة أخرى يحشر رئيس الجمهورية أعداء الحوار والاستقرار في زاوية ضيّقة، ويرتفع بلغة الجدل السياسي من الحضيض إلى الأعالي. من ألاك ووسط جموع الشعب قال لهم؛تعالوا إلى نور الديمقراطية وارتقوا عن عالم التحريض،

تعالوا إلى الساحات والشوارع الفسيحة ووسائل الإعلام المفتوحة، ولا ترجعوا إلى الشوارع الضيّقة وكتابات الظلام، فزمان الديمقراطية ليس زمانكم، فيه لا تعدو الحبال الصوتية أن تكون أصواتا لاغية. تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم؛ أن لا نقدم شيئا على مصالح الوطن، وأن نحتكم إلى الشرعية و صندوق الاقتراع. الشعب من ورائكم، والانتخابات أمامكم، وليس لكم –والله- إلا احترام إرادة الشعب. هذه الديمقراطية التي كنتم تطلبون، فادخلوا من أي أبوابها شئتم، وللموريتانيين أن يحكموا فيكم بما شاءوا، ليس بأمانيّكم ولا أماني أهل الكتاب... أين تذهبون، وقد أنشأنا لكم لجنة مستقلة للانتخابات تتمتع باستقلالية تامة، وتشرف على العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها، وتعلن نتائج الانتخابات لأول مرة في تاريخ البلاد؟ أين تذهبون، وقد أرسينا لكم حالة مدنية بيومترية عصية على التزوير لم تكونوا تحلمون بها؟ أين تذهبون، وهذه وسائل الإعلام العمومية والحرة مفتوحة أمامكم لتقولوا ما شئتم حتى ولو كان منكرا من القول وزورا؟  هي الديمقراطية التي تخافون، والأصوات المعبر عنها عبر صندوق الاقتراع وحدها سبيل السلطة، يا من ضللتم الطريق وخسرتم العدو والصديق. هي الشفافية التي تحرّر أموال الشعب من فواتيركم المزوّرة، لتصبح مشاريع إنجاز حقيقية تملأ سماء الوطن غبارا يزكم أنوفكم التي لم تأنف يوما أكل أموال اليتامى والمساكين. أيها المعارضون أنتم ضعفاء محترمون بمنطق الديمقراطية، وخارج الديمقراطية أنتم أضعف وأقل احتراما، فاختاروا أي الضعفين شئتم، هما أمران أحلاهما مر؛  لن تلعبوا دور الضحية، لقد خسرتم القضية. قلدوا ما شئتم من السيناريوهات الأجنبية، فالشعب قد سخر منكم، ووقف يتفرج عليكم كما يتفرج الناس على الألعاب البهلوانية في السيرك، أقيموا الدنيا في عوالمكم الافتراضية، وشكلوا مجالسكم الانتقالية الوهمية، ووزعوا حقائبكم الوزارية في حكومات خيالية، واقتسموا غنائم وطن طالما سلبتم خيراته، فبيتكم شبكة العنكبوت وذلكم لعمري أوهن البيوت. اهتفوا ما وسعكم الهتاف، فأصوات حناجركم لاغية، وحججكم واهية، ومطامعكم الشخصية للعيان بادية. لقد رفضكم الشعب لأنه يعلم علم اليقين أنكم تبدّلون مواقفكم كل عام مرة أو مرتين، وأنكم لا تعبدون إلا ذواتكم ومصالحكم الضيقة. رفضكم لأنكم تخافون الديمقراطية، وتسيئون إلى الحرية، وتعادون الاستقرار. شتان ما بين "مهرجانات الرحالة" التي تعزف أنشودة الأرض الخراب، وتعد الناس وتمنيهم زخرفا من القول وغرورا، وبين مهرجانات الوعود الصادقة التي تحمل إلى الموريتانيين الأمل والأمان، وتقدم لهم شبكات الطرق والمياه والتمويلات والأعلاف.. شتان ما بين الصدق والبساطة والتواضع، وبين الكذب والتزوير والكبرياء الزائف. لقد اختار الشعب الموريتاني الفعل على الافتعال، وقدّم الأعمال على الأقوال، وألقى عصى الترحال. {لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلّبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون}.

18. أبريل 2012 - 10:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا