خطاب الرئيس ...النسخة الأصلية / أحمد أبو المعالي

altأيها المواطنون القادمون من مختلف مناطق البلد رغبة أو رهبة الكل في الولاء سواء ..أيها المواطنون المهاجرون إلى هذه الديار التاركون وظائفهم ومشاكل المواطنيين في مختلف الإدارات والمؤسسات ظهريا بغية إثبات الولاء للمقام العالي بالله ..

أيها الباحثون عن الوظائف أو الترقي فيها فناء فيها وبحثا عن البقاء فيها أو عن رضانا-وناهيكم به مطلبا- والباذلون جهودا حثيثة في مواكبتنا في ترحالنا في أي نقطة من هذه البلاد ..فأنتم بحق أبناء كل مدينة وأبناء كل بلدة تحل بها ركابنا ..
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جمعتنا ياجرير المجامع
سيقول المخلفون من المعارضة إنكم لا تمثلون الولاية والمدينة وأنكم من منازع شتى وأماكن شتى ولكننا نفقول لهم ..كفاكم هراء ..فأنتم وحدكم المخلصون لرئيس الدولة والمتفهمون لخطاباته والمستفيدون من عطاياه . فيا أيها المعارضون موتوا بغيظكم...
أيها المواطنون 
إنه من العر كل العار أن ترفعوا هذه اللافتات التي ترفع مطالب أو تندد ببعض تصرفات النظام في حفل تمت التهيئة له على نطاق واسع واستعان "المخزن" فيه بالمخزن وبالقبائل وغير ذلك سيما وأنه يأتي يوما بعد مهرجان "المرجفين" المزعج 
لايمتلكون الإدارة ولا مرافق الدولة ولم يشاركهم التنظيم أي مسؤول بارز ومع ذلك "كان ما كان مما لست أذكره" 
إن الأصوات النشاز التي تزعجني في هذه اللحظات ضاربة عرض الحائط بما سأحدثكم به ومصرحة بما تلاقيه من العنت والمشقة لم تعكر صفو مهرجانهم الذي تابعته وتابعه من تابعته وتابعه من تابعت من تابع من تابعه ..
أيها المواطنون"
سأحدثكم عن الاقتصاد أولا لأنه مربط الفرس في اهتمامات الدولة وما يترجاه منها المواطنون ..لاتتفاجاوا بالأرقام الكبيرة التي سأزفها إليكم .. ولا بما حققناه في ظرف وجيزمن الإنجازات العملاقة التي لاترى بالعين المجردة رغم القيل والقال .وكثرة السؤال.
دعوني أردد هذه الأرقام الكبيرة على مسامعكم مرات ومرات فما أجمل وقعها في الآذان ..تمتعوا بها "وغنوا ..وارقصوا" ما شئتم فلا عجز في الميزانية بل لدينا فائض يقدر بالملايين ولم نعرف بعد أين مصرفه .. وقريبا سنجد المصرف ..فلا يزعجنكم ذلك الفائض.
قد يقول المخلفون من المعارضة إن المواطن العاطل عن العمل والموظف المحدود الدخل وهم أغلبية الشعب لاتعنيهم هذه الأرقام الكبيرة في شيئ إذا لم تنعكس على واقعهم المعاش ..فلا جدوى من معرفة هذه الأرقام –الخيالية - لدى رب الأسرة الفقيرة وهو يعجز عن سد مصاريف حياته اليومية ..ولا أهمية لها على أرض الواقع لمن لايجد ما يشتري به وصفة دواء ملحة لابن أو بنت يعبث الداء بجسمهما ..ولا لسيدة تعيل أيتاما لاتفلح في توفير أدنى مقومات الحياة لهم في بلد دخله السنوي بهذه الأرقام "العسلية"
هذه سينفونية معارضة لايمكن ان تؤثر على ولائكم ..ومرة اخرى وكرد على هؤلاء المفسدين دعوني وإياكم نستعذب تكرار هذه الأرقام لأكثر من مرة وسيتولى الإعلام الرسمي المتزن هذه المهمة النبيلة ...وستتولاها خلية الإعلام بالقصرالرئاسي. ...ردوا عليهم دعاواهم بالقول 
ألا أعطني "رقما " وقل لي هو الرقم .....ولا تعطني حقا إذا كبر الحجم
أيها المواطنون مهاجرين وأنصارا
لقد تعهدت أمامكم أن لا أفاوض أي مجرم وأنا عند وعدي فانا لاأخلف الوعد لأنه من الكذب الذي تعود عليه أهل اللحى- لحاهم الله ..ولذلك لم نفاوض في قضية الدركي بل قايضناهم "واحد" بواحد "وزدناهم "رفدا عرفتموه من خلال وسائل الإعلام..وإياي أن تعتبروه تفاوضا ..
سيقول المرجون من المعارضين إن هذا الخطاب لايقبل من رئيس يتحتم عليه السهر على حماية كل فرد من أبناء الوطن وكل شبر من البلد فلو أن مجرما اختطف طائرة تقل مواطنين يتحتم مفاوضته لإنقاذ الركاب ولا يتصور أن يتجاهل المسؤولون الواقعة بدعوى شهامة"عدم محاورة المجرم" ولو أن مجرمين استولوا على منصة مهمة لتزويد نواكشوط –مثلا –بالمياه وهددوا بتسميمها أونسفها للزم الأمر مفاوضتهم كجزء من حل الأزمة حالة تعذر الخيارات الأخرى ..وقس ما لم يقل"
هذه لاتعدو أن تكون دعاوى غير شريفة وغير نبيلة من الحاقدين والحاسدين وإياي أن يتصور أحدكم أننا فاوضنا القاعدة .فنحن لانفاوض القاعدة ولا حتى القائمة أما "النائمة " فلعن الله من أيقظها
أيها المواطنون"
لايزعجنكم الحديث عن الجفاف فمراعينا بخير والحمد لله إن المنمين يشكون من كثرة المراعي ولا جفاف إلا في أذهان المرجفين في الأرض ألم أعدكم ذات يوم بأن المطر سوف ينهمر ..وهل عرفتوني أكذب!!
سيقول السفهاء من المعارضة إن هذا الحديث يتناقض مع تصريحات المسؤولين يوميا عن الجفاف وعن الجهود المبذولة في هذا السياق من خلال "امل 2012 ومناقض لأحاديث الجوقة الوطنية في البرلمان التي تدعي أن المعارضة تتخذ من الجفاف منفذا للطعن في أداء النظام ومعارض للصيحات المستغيثة من موريتاينيا الأعماق هلعا وجزعا من آثار الجفاف
في حقيقة الأمر لقد اتخذت قرار بأن الجفاف غير موجود..وغدا سيحدثكم النواب المحترمون الموالون لنا عن جنات تجري من تحتها الأنهار ..وعن الزرع والزيتون والنخيل والرمان ...
وسيتحدث الوزاء عن عن فواكه مما تشتهون ..بل وعن حور عين !! ..وإفلا فلا هم وزراء ولا هم يحزنون
أما السفهاء ف"كبرت كلمة تخرج من أفواهمم إن يقولون إلا كذبا"
لاأريد أن أطيل عليكم ..أعرف أنكم منذ الصباح الباكر وأنتم هنا دون مأكل ومشرب ..لكن عزاءكم أن الوزراء جلسوا ساعات طويلة في انتظار وصولنا فما تذمروا وما نقموا وما ضجروا ..وعزاؤكم أنكم ستعودون إلى منازلكم ومساكنكم وقد رضي عنكم الرئيس ..وقد رضيتم من الغنيمة بالإياب.

19. مارس 2012 - 20:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا