كان لابد أن تسيطر الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات على أراضي شاسعة في منطقة الساحل؛ بل وتحتل أجزاء كبيرة من بعض الدول ليكتشف العالم الوضعية المنذرة بالخطر في منطقة الساحل ..
لقد بدت الصورة أكثر وضوحا لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز منذ وصوله للسلطة وباشر العمل بشكل سريع ودقيق لوضع حد للخطر الداهم
الذي يكاد أن يبتلع بعض البلدان ومنها بلادنا حيث ظلت لسنوات عديدة بطنا رخوا ومعبرا آمنا للجماعات الإرهابية وتجار المخدرات .
لقد بُنيت المقاربة الموريتانية لمكافحة التطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود التي قادها بكل حكمة وجدارة فخامة رئيس الجهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على هدفين أساسين هما:
• بسط الأمن والسيطرة على الحدود
• التوزيع العادل للتنمية الاقتصادية
و باشرت الدولة الموريتانية بسط الأمن والسيطرة على الحدود عن طريق تجهيز الجيوش وقوات الأمن بالمعدات والسلاح والتكوين والتدريب لتقوم قواتنا المسلحة على أكمل وجه بمهمة تأمين الحدود وطرد الجماعات المسلحة خارج حدودنا الوطنية . وبخصوص التوزيع العادل للثروة وبناء تنمية شاملة باشرت الحكومة الموريتانية العمل بكل جد وحيوية على خلق تنمية محلية في المناطق الأكثر فقرا من خلال بناء أقطاب تنموية قادرة على تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية ،
كما تم بناء وتأسيس مدن بأكملها في المناطق التي ظلت لسنوات عديدة وكرا وملجأً للجماعات الإرهابية .
تقاسم النجاح مع مجموعة دول الساحل ..
في خطوة فريدة من نوعها وبعد انفجار الأوضاع الأمنية في العديد من بلدان منطقة الساحل وبعد نجاح المقاربة الموريتانية في محاربة الجماعات المتطرفة أطلق فخامة رئيس الجمهورية فكرته الرائدة والمتعلقة بإنشاء مجموعة دول الساحل الخمس وتسعى المجموعة إلى توحيد الجهود من أجل وضع حد للإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل، كما تهدف المجموعة من ضمن أهدافها العديدة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية ومحاربة أثار الجفاف في هذه البلدان والتغيرات المناخية ساهمت بشكل كبير في هشاشة الأوضاع البيئية والاقتصادية وانتشار الفقر والتخلف .
بدأ مسار المجموعة بإعلان نواكشوط المؤسس للمجموعة G5”" ومنذ تلك اللحظة عملت المجموعة على بلورة رؤية شاملة لوضع حد لتواجد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل ولم تقتصر جهود بلادنا على حشد الدعم والتعريف بالمجوعة في المحافل الدولية و أثمرت تلك الجهود الاتفاق على إنشاء قوة إقليمية مشتركة من دول المجموعة الخمس ستعمل على تطهير المنطقة وتأمينها ، و كان لموريتانيا الدور الريادي في صياغة الأفكار وبلورة الرؤى وإقناع الشركاء بضرورة ترك المسؤولية المباشرة لدول المجموعة .
لقد كان فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز حريصا في كل المناسبات على إظهار أهمية الدور الذي يكمن أن تضطلع به دول المجموعة في بسط الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في منطقة الساحل التي ستظل تشكل مصدر إزعاج للعالم وبؤرة توتر إن هي لم تجد الدعم والمساندة الكافية من الشركاء في المنطقة والعالم .
اليوم وبعد سنوات من العمل دون ضجيج تتطلع شعوب المنطقة والعالم بأسره إلى حصد ثمار جهود مجموعة دول الساحل الخمس المتعلقة أساسا بإزاحة شبح الإرهاب والجريمة المنظمة من منطقة الساحل وبسط الأمن والاستقرار لتخطو المنطقة نحو التمنية الشاملة .