عزيز .. والمقاومة و التحرر ! / محمد ولد سيدي

إن المقاومة في موريتانيا لم يعطيها المؤرخون ماتستحق ،ذلك أن المستعمر أو المستعمرين البرتغاليون و الهولنديون  و  الانجليز والفرنسيون لم يجدوا الأرضية المناسبة لبناء كيانات أو مدن أو أن يصنعوا بنى تحتية رغم الخيرات الهائلة التي تسخر بها البلاد .
وحتى وإن خلف الاستعمار آثارا فإنها تبقى شكلية ذلك أنه لم يستطع أن يطمس الهوية الوطنية والثقافية للبلد مثلما أحدث لشعوب ودول كثيرة فطبيعي أن يخلف المستعمر 

ركنين أساسيين يرتبطان به هما اللغة والدين  فاللغة قد تكون بقيت منها اطلالا إذا جاز التعبير أما الدين أو الديانات التي ترتبط بالمستعمر فلم يكن لها أثر البتة وهذا يعتبر عز ومفخرة لنا وحدنا من بين شعوب العالم الثالث وبالتالي بقيت عقيدتنا وأصالتنا نقية وراسخة وهو ما جعل هذه العقيدة جزء من الإسم الكامل للدولة الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
وتقديرا للمقاومة الوطنية الفريدة من نوعها والتي تحمل طابعا جمعويا بين كافة أطياف الشعب عربا و أفارقة خلافا "لغيرنا " فإنه على الجميع كتابا و مؤرخين   أن يدركوا  أن المقاومة الوطنية  كانت محل إجماع شعبي  متمثلا في " رفض الآخر " أيا كان يحمل ديانة غير ديانته ،وكان ذلك الرفض بالسيف والقلم واللسان ...
عزيز ..والمقاومة ..والتحرر .!
بعد نصف قرن على " الإستقلال " أللا استقلال ! خرج من الشعب قائدا مغوارا  غيورا يحمل رؤية وطنية فريدة تعتمد على الأركان الثلاثة التالية :
1 - التركيز على البنية التحتية .
2  - العمال
3 - الإنتاج الزراعي والثروة المعدنية و النهوض بالتعليم ...
وكان هذا الثالوث جزءا مكملا للمقاومة الوطنية وأداة من أدوات التحرر من الإستعمار ومخلفاته بيد أن هذا التحرر لكي يكون فعالا يحتاج إلى تصحيح إحدى الثغرات التي لم يعرها جيل التأسيس أهمية وهي "إسم الدولة " Mauritanie " الكلمة أو الكلمات اللاتينية والتي لا تمت إلى خصوصية البلاد الثقافية أو الحضارية بأي صفة وعليه فإن كلمة " Mauritanie "  أقرب هي إلى مناطق فرنسا لماوراء البحار   أو  دول مناطق تابعة  لدول آميريكا اللاتينية منها إلى ماله صلة بالهوية العربية الإفريقية "البيظان أو الزنوج " وبالتالي كان على الحكومات السابقة واللاحقة  في مراجعتها للدستور أن تدرج تغيير إسم الدولة الموروث عن المستعمر كما غيرت "العلم و  النشيد "   وهذا    وهذا نجد  صداه في دول "بوركينا فاسو "و الكونغو الديمقراطية وليبيا وغيرها .
متممات المقاومة و الإستقلال :
وقعت " مقاومة "  ، رفض  و معارك ، و سقط شهداء  ، وسالت  دماء كثيرة ،  وغرب  ،وهجر أبطال  ،وعذبوا  و كبلوا بسلاسل و أغلالا  فحصل " إستقلال " ، ولكن هذا " الاستقلال لكي يكون مكتمل الأوجه - وقد يكون - في الطريق الى ذلك لابد من خطوات وتضحيات كبيرة تنضاف إلى سابقاتها ومنها على وجه الخصوص :
1 - تحقيق إكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الضرورية
2  -إنتشار المعاهد والكليات المختلفة المختصة في كل ولاية أو مدينة .
3  -ازدهار قطاع الخدمات وتبسيط قوانين الإستثمار و الإعتناء بالإنتاج  و الإعتماد على التصنيع .

29. أكتوبر 2017 - 13:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا