يوما بعد يوم يشاع ويثار... أن المشركين والفجار... تعاقدوا وتواثقوا... واتحدوا وتناصروا...على غصب أراض المسلمين...وقتلهم في كل وقت وحين...وقد طبقوا ما أرادوا...ونفذوا ما أصاغوا...فقتلوا وشردو الملايين...في مينمار وفلسطين...وتناقلت وسائل الأخبار...صور القتل والتعذيب والدمار...والتشريد والتهجير... والقصف والتفجير... فاقشعرت الأبدان... وعمت الأحزان... وازداد العدو قوة بعد قوة...وعدة بعد عدة...بمد إخوانه وانصاره...
واتباعه وأعوانه...وقال المسلون أين قادتنا الكبار؟... وساستنا الأخيار؟... لم لم ينصروننا؟... ويدعموننا ويئوونا؟... لما لا يحملوا على العدو ويشدو؟... وأين وأعدوا؟... لما لا يرسلوا لنا المؤن... ويرفعوا عن الحَزن؟... لما هذا الجمود والتموضع؟... والخمول والتقوقع؟... وخرجت مظاهرات في كل دولة مسلمة... تطالب حاكمنا بالنصرة وإقاف الفتنة....
فلما شعر القادة بلإحراج الشديد... والعار الأكيد... اجتمعوا على فريقين... تحاوروا وتناقشوا في منظمتين... فريق في جامعة الدول العربية... وآخر في منظمة المؤتمر الإسلامي الواهية... وبعد حوار طويل... ونشاق أصيل...أصدروا بيانات حذروا فيها العدو من خطوات تصعيدية... ستهز كيانه وقوته القوية... وجلس المحللون السياسيون على الشاشات... يحللون تلك البيانات... أما العدو فواصل تعذيبه... وقتله وتشريده... ولم يعبأ لما أصدر المسلمون... من بيانات فيها يهددون... بل واصل سيره الخطير...وبطشه الحقير...
فعادت المظاهرات من جديد... واستمر احراج الإعلام الشديد... فاجتمع العرب والمسلمون في أماكنهم المعهودة... ليقرروا مايفعلوا لأمة مجهودة... وبعد اجماعات طويلة... استمرت مدة ليست بالقصيرة... خرج خطيب المسلمين يوعد العدو بالثبور... والويل وعظائم الأمور... ويقول اليوم سنصعد تصعيدا خطير... ضد عدو شرير... وقد اضطرنا إلى هذا التصعيد... فعله الشنيع العنيد... وكنا نفضل الحوار والتفاوض... لكنه اختار الحرب والتعارض... فظن الناس أن قواتهم ستقاتل العدو اللدود... وتدافع عن مسلمين كأصحاب لخدود... أو أنهم سيقطعون على قاتهم الديبلو ماسية... مع دول العدو الفاشية... ومن يدعمها من دول لها نظائر... ترسل لها العتاد والذخائر... لكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك... بل رفعوا القضية إلى مجلس الأمن هنالك... فتوافدت وسائلنا الإعلامية... وكل قناة أرسلت صحفيا أو صحفية... فاجتمع مجس الأمن... وناقش أعضاءه القضية بتمعن... وبعد نقاش طويل... وبحث أثيل... أصدر مجلس الأمن بيانا شديد اللهجة... شخص فيه حقيقة المحنة... ندد فيه غاية التنديد... بجرائم العدو العنيد... واعتبر فيه مايجري عدوانا صاخر... من عدو لنا حاقر... وخرج خطيب المسلمين يقول... وفي القاعة يجول ويصول... لقد انتصر نا... وكل شيئ انجزنا... اليوم ندد مجلس الأ من... بكل ما يجري لنا من محن... وهاجم عدونا هجوما عنيفا... وطالبه بإقاف جرائمه المخيفا... فاكتسح الخبر وسائل الإعلام... طوال الساعات والأيام... وكأن إنجازا تحقق يذكر... وشيئا فعله المسلمون يشكر... أما العدو فقال بعد أن علم... قولة مؤلمة كل الألم... مساكين هؤ لاء المسلمون... ليس لهم مابه يواجهون... سوى جلسة لمجلس الأمن... هي عندهم كل العدة والمؤن.