عذرأقبح من ذنب تلك هي المقولة المألوفة , لكنها اليوم " حكم أقبح من ذنب ", صدمة أصابت الكل ليس الموريتانيون فحسب انما المسلمون في العالم , 60 الف اوقية ( 130 يورو ) هي فقط الغرامة التي يدفعها أي شقي يسلط لسانه علي خير الخلق ,حكم غريب , مفارقة كبرى , الجمهورية الاسلامية الموريتانية , حاملة مشعل الدين لربوع افريقية يغرم الافراد المتطاولون فيها علي رسول الله صلي الله عليه و سلم ب 60 الف اوقية , فلو انها 60 مليار اوقية فلربما وجدت
آذانا صاغية , مهزلة و جريمة وقعا فيها كلاهما المحكمة و ولد امخيطير , فأيهما أقبح صنعا حكم المحكمة أم أكاذيب ولد أمخيطير ؟
انها السخرية الممنهجة , أبطالها السجين المسيئ و أولئك الذين أصدروا في حقه هذا الحكم يسخرون و ممن يسخرون ؟ يستهزؤون و بمن يستهزؤون ؟ " انا كفيناك المستهزئين " يا رسول الله , لقد تكفل الله بالذود عنك و صد المستهزئين فلا خوف عليك حيا و لا خوف عليك ميتا انما الخوف كل الخوف علي مثل هؤلاء , فسب رسول الله صلي الله عليه و سلم , خط أحمر , وكل من سبه او شتمه او انتقصه او لمز او همز فيه فقد كفر و يقينا لن يكون الحكم في حقه بهذه السهولة وهذه الغرامة التافهة و العقوبة الناعمة , أتركوا السياسة و موضوع المعارضة و الموالات و مسرحية الدمقراطية و الصناديق و خطاب فصل السلطات و استقلالية القضاء , اتركوا كل ذلك علي جنب واصدروا الاحكام , لكن لتكن احكام جدية لا هزلية , فمثل هذا الحكم " الصدمة " الذي فاجأ الموريتانيين و العالم بأسره , هذا الحكم " المهزلة " لا يصلح في الغرب غير المسلم فكيف في الجمهورية الاسلامية , ان كانت فعلا اسلامية , فكيف يصدر في حق شخص انتقد بقليل او كثير او خاض في حياة رسول الله صلي الله عليه و سلم أو في أقواله و أفعاله , كيف تصدر في حقه هذه الغرامة الرمزية وهذا الحكم " الخفيف الناعم "
هل هي رسالة من محاكم موريتانيا الاسلامية ليقولوا للعالم أن الخوض في خاتم الانياء لا يعد جرما و لا أمرا جللا انما هو أمرعادي ,فعقوبته بسيطة غرامة مالية خفيفة لا تصل الي 200 دولار , رسالة غريبة , درس تافه , تحدي صارخ لمشاعر سكان الارض , فكل ساكنة الارض مسلمون ويهود و مسيحيون يعترفون ويقدرون مكانة و منزلة محمد صلي الله عليه و سلم , لكن لا ضير, فيا رسول الله للبيت رب يحميه , و يحميك , و الله فاضح هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة , ايام معدودة , زبد , وكلنا علي يقين انه سيروح " فاما الزبد فيذهب جفاءا و اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " , صدق الله العظيم .