أخيرا جاءت مراجعة النصوص المتعلقة بالردة و سب الأنبياء، لتبعث فينا الأمل بوضع حد للإجرام و المجرمين، و تحديدا من كان دأبهم التطاول على الأعراف و التقاليد، الخروج على المألوف و انتقاد كل ما هو قائم، المزايدة و التشدق بالمثل، صناعة الموضة القائلة بقصور الدين و تخلف المتدينين، الرجوع للمنطق و التمنطق دون امتلاك أدواته، في اعتكاف يرفض أصحابه الاحتكاك بأهل العلم بل أكثر من ذلك نعتهم بكل صفة شائنة "رجعيين .. متطرفين ... أصوليين"
هي إذا حرب وجودية بين الحق و الباطل لها معارك و صولات و جولات ليست بالجديدة، الجديد هذه المرة تجنيد مجموعات من فئات كانت مستضعفة في السالف داخل نظام اجتماعي جعلها أسفل سلمه و أدنى دركه.
لقد توصلت هذه المجموعات بعد كثير توجيه لقناعة راسخة بأن جذور المشكل في "الموروث الإسلامي" و هو استنباط يكسهم جلباب السطحية و السذاجة، فعندما عجز هؤلاء عن كسب معركة إثبات الذات أمام خصم كالمجتمع، وجهوا سهامهم صوب خالقهم و رسوله صلى الله عليه و سلم و تابعيه !!
كل من قرأ تلك الكلمات التي لفقها ذلك التافه وجدها لا شك: متنافرة فيما بينها، جارحة لمشاعر المسلمين كافة، مشكلة مسودة فاقدة للدقة منافية للحقيقة متجاسرة على المعتقد باعثة على العنصرية و الفئوية.
"ها أنا ذا أصنع الرجال على غراري يبكون و يفرحون ويعربدون و يزدرونك كما أزدريك "
جوته مخاطبا رب الأرباب عند الإغريق، فعلا كفر الشاعر الألماني الكبير برب أولئك القوم، لكنه مجد النبي العربي طه عليه الصلاة و السلام و أثنى عليه في كثير من مقولاته و أشعاره، حتى إن بعضا من المشتغلين بالبحث و دراسة موروث الأديب الكبير ذهبوا بعيدا بتساؤلهم! عما إذا كان قد أسلم؟ و إن كان الرسول الكريم في غنى عن شهادة ذلك الألماني و غيره من المخلوقات، فكفاه أن اصطفاه الخالق و بعثه رحمة للعالمين. و لأن ذلك الكويتب و صحبه رفضوا البقاء معنا تحت مظلة واحدة و ظعنوا نحو سراب الحداثة و التقدم، نستشهد لهم بأقوال و مواقف النخب المثقفة من تلك الحضارات التي يصبو هو و أساتذته للتخلق بأخلاق أقزامها، فلو امتلكوا مثقال ذرة من أدوات التفكير لاستنبطوا بأنفسهم الدنيئة كون الإسلام : قمة التحضر و الرقي، الإنصاف و الإنسانية، المساواة و العدل، و ما ورد في كتاب الله عز وجل من كلام و سنة المصطفى يحمل الحرية للعبيد و عدم التفريق بين العرب و الأعاجم إلا بالتقوى.