بأقصى الغرب الإسلامي’ وفي موريتانيا تحديدا سيخسر الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع كرسي السلطة على يد مجموعة من ضباط الجيش. ومن بعد عقدين. خسارة على خلفية امتعاض شعبي واسع. في خمسة وألفين. و في المقام الأول وهوما أزعمه على الأقل’ و كرأي شخصي’ بسبب وجراء التطبيع المرفوض عقديا وشعبيا مع" إسرائيل"’ تطبيع أعلن عنه عام 2000.
ومن غريب الصدف آنذاك وهو ما سأذكره في هذا الطرف وربما لأول مرة’
أني أخذت جانبا من لقاء إسلامي دوري’ ودون أن أكون على علم مسبق بكنهه في العاصمة الموريتانية نواكشوط بنفس السنة ’ يضم وفودا عربية وإفريقية عديدة ’و حضره وفد من لبنان. وكان الحضور كثيفا خاصة من الجمهور. وأظن أن الحفل في ذلك التوقيت كان حفل الإ فتتاح. و بحضور و فد رسمي موريتاني يرأسه ا لوزير المعني’ وبمعية مجمل ا لمشايخ بالبلد.وكان اللقاء يدور حول سيرة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأثناء مداخلة الوفود العربية المشاركة التي ألقاها رئيس الوفد اللبناني’ وكان احد مشايخ السنة الأخيار’ اثني على البلاد المضيفة شعبا وحكومة وعلى كرم الضيافة.. أصالة عن نفسه وبلده الجميل’ وباسم من أنابوه فصل الخطاب..!
وفي كلمته المرتجلة تلك و بصوته الجهوري ولهجته الفصيحة والجزلة ’ ولغتها السلسة والسهلة والتي تشي بثقافة رحبة وبعلم جم ’وفي خروج صريح منه على النص’ ربما طعنا في التهافت باتجاه العدو الصهيوني والارتماء في أحضانه في ذلك الوقت’وعلى طريقة فتي فزاره.... " إياك اعني واسمعي يا جارة".
أراد الشيخ المناضل في ما يبدو واعتقد انه كان يدعي عبد الفتاح القباني’ مغتنما فرصة إطلالته العامة الموريتانية تلك ’أن يحدث عن مآثر المقاومة المسلحة في لبنان ضد هذا العدو الشرير’ وعن بطولاتها المشهودة’وهي التي مازالت دماء شهدائها الزكية غداة ئذ طرية ’وعن دحرها الجيش الإسرائيلي هناك’ وإذلاله ثم طرده من ا لجنوب ا للبناني. مجسدا بذلك وهو ا بن السنة أروع مثال للوحدة اللبنانية.
و جاء ذلك ا لخروج المقصود على النص في عاصمة بلد عربي بأقصى المغرب’ رفع فيه للتو علم" إسرائيل" بنجمته السداسية’و بدا فيه موفد الثغور الشامية وشواطئها’ وفقيه ا لرباط الشامي’ الرباط ا لذي ربما سل و وفاء لشيخ شيوخه ا لحبر الرباني أبي عمرو الأوزاعي )ت أبو عمرو الأوزاعي ببيروت مرابطا 157 ه. ) سيف الجهاد محرجا بعض الإحراج في كلمته" العفوية" للحضور عن المقاومة اللبنانية الجبارة’ والتي أورد حديثها في سياق إخبار’ وقد يكون أراده في الحقيقة حديث سبر واختبار!!
وأغلب الظن انه حديث لم يدرج على أي جدول للأعمال في ذلك الوقت. في بلاد و على الأغلب لا يعلم عنها خطيبنا الكثير بعد.و من منبر رسمي بعاصمة نظام عقيد مهيمن’ رتب أموره أمريكيا عشية التطبيع وتبادل السفراء مع العدو’ وفي حضور وفد السلطة. وان اصطبغت كلمة الشيخ بحماس يعضده ا لصدق والجرأة.
وفي ما بدا انه شبه اعتذار ضمني منه’و ربما كان رفع للعتب أيضا فيه ما فيه من ا لتحرج وربما الإرباك ’ وفي ظل صمت ثقيل ووجوم’ عم الصفوف الأولى وأغم الوجوه الرسمية’ حزبيين ووزراء ونواب ومشايخ سلطة.
وذهول من القاعة’ ربما للجو المفعم با لتو جس السائد في تلك اللحظة’ أولو قع المفاجأة "المزعجة"’ بادر الشيخ للقول انه في حديثه عن انتصارات المقاومة المسلحة ببلده ضد إسرائيل وجبروتها وترسانتها العسكرية ا لأمريكية الحديثة’ ليس بصدد الفخر ولا التغني بأمجاد وطنه وبطولات بنيه’وإنما كان عرضا أمينا منه لحقيقة قائمة ’ ونفي لما بات من جنس المسلمات عند البعض’ وهو أننا أمام عدولا يقهر .. !!
وهو ما حداني بل وسيقودني لاحقا للخروج عن صمتي انتصارا وغيرة‘و من دون تردد.. ولعله كذلك وكما أشرت للميدان "المريب " ثم شدا لأزر الأديب الخطيب ’وليلا نسقط في الاختبار الأريب. ولعلي كذلك ادفع بالأمور لصالح خطاب التصدي’ طعنا في التطبيع بأحدي عواصمه في حينه ولو بشكل غير مباشر.
وهي معركة شرسة متعددة الأوجه والميادين والأسلحة...وحرب لم تزل يشتد أوارها’ خضنا معمعا نها ولم تضع بعد أوزارها. و قضية وبكل تواضع أفخر أني كنت ومازلت وبفضل الله أحد جنودها وحملة راياتها’ و للهتاف من مكاني بالقاعة الحافلة’ والتي صرت مصب أعين
حضورها’ بلى.. ألا فلتتغني أيها الضيف الكريم و لتفخر ما شئت وما بدالك ببلادك و بمأثرتها العظيمة. وحق لك ولكل عربي ومسلم.. وإنسان حر أن يتغني بها وان يفخر. مقرنا الهتاف بالتصفيق. وستفاجئني وإياه القاعة وحشدها’ وستضج وتحذو عند ئذ كلها حذوي وتعج..!!!
وهو ما سيهتز له الشيخ المعمم
و وافد دار فتوى لبنان في ذلك المقام’ وهو سليل الإمام الأوزاعي وهديه ومرابع شيخ شيوخ الشام. متجاوبا مع القاعة المحيية وبكل قوة
و قد صار ومنذئذ و من دون شك أكثر ألفة مع جمهوره الشنقيطي الرائع حقا وبه أعظم ثقة. شعب الأريحية’ ودوما كان نعم ا لأوفي لدينه وأرومته المرابطية.. وسيقاطع حديثه و من ثم ومرارا بالتصفيق الحار!! و"قد قطعت جهيزة قول كل خطيب" وكسبت المشوار.
في تصويت شعبي مباشر لا يدحض. من شواطئ ابن ياسين وصحراء الملثمين' و في رسالة بليغة.. لا لبس فيها تقول ولمن يهمه الأمر’ اليوم وغدا!! لا.. وثلاثا وبملء الفم ضد التطبيع البغيض قديمه والجديد. وضد مخا صرة العدو.. ومعه تقاسم السرير.. تقاسما حصل في غيبة النواطير. وباستفراد الثعالب بكنانة الله في أرضه ’عنا قدا وكروما ومزروعا.. "وقد بشمن وما تفني العناقيد"..!
تطبيع عربي صهيوني مذل ومدان وواسع الشهية.ضاعت فيه الحقوق والقضية . بدأ بمدرسة السادات الأم غير السوية.. الغبية بنت الغبية. ولتقع ومن ثم في حبائله الأردن الرسمية . وما لبثت براثنه الخبيثة وأذرعه الأخطبوطية’ أن أمسكت في شهية.. بجيد " فتح " البهية بنت البهية..!!
في وقت تستصرخ فيه الأقصى والصخرة وقببها الهمم’ وتقدم فيه غزة والخليل والناصرة... أروع التضحيات المرتويات بالدم. وإذ يضام أهل الشهادتين بالمسجد المبارك ضحي وعشية’ ويقتل المصلون قرابين.. قرابين ركعا وسجدا. وتكفكف الحرائر المسلمات الثكلى دموعهن بأكناف بيت المقدس والقبلة الأولى والمسري...
تطبيع وكما يشاع يخطب وده اليوم وفي ذكري مرور وعد بلفور المشئوم’ مائة عام يوما بيوم’
مرشح جديد ومن الوزن الثقيل ’كنوزا.. وذهبا اسودا وضياع...انه من لعنة البترو دولار..!! في سعي محموم ولن يكون إن صدقت "الإشاعة" المذاعة أ قل من مذموم.. للالتحاق ولو بالجلوس بناديه المفلس على مقاعد الاحتياط’ وهو نادي سيئ الحظ فألا وخيما وعقابيل. والذي ومنذ قرابة العقد سيخسر عضوه موريتانيا ولحسن الحظ. مرشح من حجم السعودية ومكانتها وهو ما لانرجوه أن يحدث على أية حال.
فأحوال بلدان التطبيع العربية مريعة ومثيرة للشفقة أكثر من أي شيء آخر وعلى كل الصعد ’ اقتصادا ومجتمعا وسياسة وأمنا.
فمصر على سبيل المثال لا الحصر تخلت مرغمة عن دورها ومكانتها في عالمها العربي والإقليم. مكره أخاك لا بطل’ بفضل قيود الارتباط المجحفة مع الكيان... ورغم غني الثروة البشرية وحجم السكان’والموقع الاستراتيجي والحيوي لأرض الكنانة ورصيدها الحضاري’ وضفاف النهر الخالد و ما يرويه... وممرا لقناة المحوري وشواطئ البحرين... والثروة المستغلة والكامنة من مناجم وبترول وغاز وخلافه...’ ومنزلها بالقارتين.
تقهقرت هدية النيل إلى الخلف ’وستغرق مصر إلى ا لركب في أزماتها ا لاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتعترف....
ولعل في ما أورده الإعلام القاهري مؤخرا عن تدني مستوي التعليم بفسطاط عمرو ابن العاص ما يبعث حقا على القلق في ببلد المائة مليون ونيف بين العام والخاص. ويعطي صورة عن واقع هذا البلد اليوم بعد عقود التطبيع الأربع. إذ أن الجامعات المصرية وهي العريقة جاءت خلف أوغندا ومدغشقر..!!
ناهيك عن تأزم الوضع السياسي ببلاد عرابي و سعد زغلول.. بعودة الفلول.. مع التنكيل المتلاحق والقمع وغياب الحق و العدل. بمصادرة الحريات منذ الانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي. والزج به في السجن دون وجه حق 2012.
ولعل الصمت الدولي والحقوقي المشين عما حدث و يحدث ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر ومنذئذ’ يعود إلى الارتباط الآثم مع إسرائيل والنفاق ألمصلحي الغربي المعروف والموصوف في كل حين. نفاق يشرع لإسرائيل من بين ما يشرع عقابا مسنونا’هدم بيوت العائلات العربية الفلسطينية ببيت المقدس المحتل وأكنافه بحجة حمل أحد أفرادها فرد سكين مسنون .
نفاق ربما كان متكأ الجنرال السيسي حاكم مصر هذه الأيام فيما
اتكأ عليه’ في هدمه بمدينة الإسماعيلية بيت الصحفي المصري المخضرم سليمان الحكيم على مجرد كلمة..وهو الأعزل من أي مدية أو سكين.. إلا من قلمه..!!
عقاب تجاوز فيه السيسي رئيس العسكر وربما في شطط عصابة تل أبيب وعليها تفوق’ لكن في حق مواطنيه العزل.. وفي حق أسرة كاتب’ رافق الفريق سعد الدين الشاذلي بطل أكتوبر وكتم أسراره’ولطالما ناهض التطبيع وأعتابه وأنظمته وأسبابه.عقاب سيساوي مستحدث بفرمان. لم يكن في خلد أي مؤلف ما.. أو حتى بهلوان.
بله سيعد ومنذ الآن ’وكما يري الحكيم نفسه رسما شار ونيا جديدا مما لم يكن في الحسبان.