المنطق الاحول لحكامنا / الحسين أعمر

دائما ما يتجلى غباء حكام العرب في الاوقات الحاسمة.
من طيبة الشريف احسين تحالف مع ابريطانيا ضد العثمانيين فباعه الغرب حينها وضيع حلمه بمملكة للعرب. دون ان يعلم لأنه يلعب على المكشوف وهو يخفون ما يفعلون ويظهرون عكس مايبطنون.
اترامب قال كلمة للآل سعود وابدى لهم وقوفه معهم ما عليهم سوى أن يحاصروا قطر لكي تسقط إيران وأن يضربوا اليمن لتسقط إيران. 

ويحتجزوا الحريري ويتجهوا إلى لبنان لتسقط إيران. فعلت السعودية ما قالت أمريكا كما فعل احسين حينها مع الانگليز سمع قولهم لكنه لم يعلم ما يخفون.
أمريكا في عصر الاعلام والاتصال استطاعت أيضا أن تعثر على عربي لايفكر لتعلب معه لعبة لقتله وقتل أحلام دولته.
أمريكا اليوم وحتى روسيا يصادقون الكل أوحوا لعجوز آل سعود أن يقطع علاقته بجارته وأنهم معه. ففعل ولم يفعلوا.
اللعبة الآن  توضح مدى غباء العرب . يضربون كل ارض ليقضوا على دولة هي قائمة لم تسجل اجهزتها الأمنية أي محاولة اعتداء عليها.
طحنوا سوريا ليقضوا على إيران وخربوا اليمن ليقضوا. وقاطعوا إيران للقضاء على إيران. ولا حرج في التنسيق مع الصهاينة لاجل القضاء على إيران. ولان يجب التدخل في لبنان للقضاء على إيران.
وإيران لا تزال تعيش في سلام. تنعش إقتصادها ، وتنشر فكرها. وتخصب اليورانيوم. وتصنع النووي.
إنها التبعية والغباء من يغعلان هذا. أضعنا أنفسنا يوما ونحن نريد القضاء على العثمانيين الذين ذادوا عن بلادنا وحافظوا على إسلامنا وقيمنا وأخلاقنا.
اليوم أيضا وبعد أن شهدنا فترة قصيرة  طمعنا إنها بداية طموح ونهوض. هانحن نسقط بفعل وحل الاستبداد والغباء. والاستماتة في الحفاظ الكرسي.  وأصبحنا نرى  بأعين الاغبياء.
الكيان الصهيوني صديق ويجوز التعامل معه. وإيران عدونا لأنها عدوة الولايات المتحدة الامريكية.
إذ استمر الحال هكذا ستشرب السعودية من كأس العراق. حرب متهورة وتدخل دولي لضمان التوازن تقوده الولايات المتحدة او روسيا واحتلال وانحطاط.
إن الغرب أذكى من ان يعادي إيران لأنه يعرف أنها تقول ولا تفعل. حتى منهجها لا يشكل خطرا على الغرب.
إنما العرب المسملون هم عدو الغرب بالأمس واليوم.
زرعوا جرثومة إسرائيل في جسد الوطن العربي لتعمل على قتل المناعات وتفكيك الأمة. وإرساء الحساسيات.
اليوم والعالم ينتظر أن تدان إسرائيل على جرائمها. يبرز صوت يقول أن الكيان ليس هو المشكلة وإنما المشكلة جماعات في دول ممولة من دول صغيرة. تتصدر للاسف ذلك الصوت المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وبذرة الدولة الاسلامية.
ويعلن في الاعلام وبكل جرأة ان التقارب والتفاهم مع الكيان الصهيوني أمر ضروري. وأن إسرائيل ليست دولة إحتلال.
مهما اختلطة الاوراق وازدادت الصورة قتامة يظل العدو هو العدو والصديق هو الصديق.
الغرب كما إيران الفارسية اعداء للعرب.
وما يجري الآن في الوطن العربي يدار من واشنطن وموسكو وطهران. ويفسح لأنقرة لأنها فهمت القصة والدرس.
أما العرب وحكامهم لا يفهمون ولا يأخذون العبر من الدروس الماضية.
حطموا حلمنا بوطن موحد، وقسموا الأراضي وأدخلوا إليها الغريب. وهاهم مستمرون في ذلك ونحن أيضا مستمرون في غبائنا. 

24. نوفمبر 2017 - 12:21

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا