يبدوا أن الحرام الإجتماعي يستفحل نطاقه أكثر فأكثر في العاصمة الإقتصادية لموريتانيا انواذيبو فمنذ 57 سنة وكافة وسائل الدولة بانواذيبو تمعن في إدامة الإقصاء المستمر للحراطين بانواذيبو وإبقائهم ضحايا الاستغلال الاقتصادي .
منذ 57 سنة وقلة قليلة بانواذيبو تحصد عائد الدولة و الحراطين بانواذيبو يعيشون وضعا بلا حياة وبلا كرامة وبلا إنسانية في مدينة يمثلون أزيد من 50 % من سكانها ،
يعيشون فيها واقعا منافيا لما ينبغي أن يكون فهم عنوان البؤس والبؤساء ومع ذلك الكل عديم الإحساس لا يسمع ولا يرى , ولا يحس بأي شيء من حوله ، والحراطين بانواذيبو صامتين محتسبين لعل قلوب البعض ترق لما هم عليه .
منذ 57 سنة وأنين وجع الحراطين بانواذيبو يصرخ بأعلى صوته ، أناتي تحمل صراخ الوجع أكثر مما كان وما هو كائن ، ولحراطين بانواذيبو سئموا أكثر من غيرهم الصبر اللامتناهي على آلام يزداد نطاق معاناتها أكثر في ظل سياسات إقتصادية لا تؤدي سوى لمزيد من الانحدار الغير المسبوق لظروفهم ، و مسلسل الظلم المطبق في حقهم يستمر نزيفه وتزداد مأساته المفجعة أكثر فأكثر ، فيكفي أن تعلم أن لا نصيب للحراطين بانواذيبو غير أصفار في أصفار .
ـــ صفر حرطاني مسؤول سامي في المنطقة الحرة من أصل 13 مسؤول .
ــ صفر حرطاني نائب نواذيبو من أصل 5 نواب لنواذيبو . ( 3 الجمعية الوطنية ، 2 مجلس الشيوخ ).
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك شركة للنقل ، من أصل 20 شركة للنقل .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو في شركة توزيع الأسماك SNDP
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك فندق في انواذيبو.
ــــ صفر حرطاني بانواذيبو مديرا لمستشفى حكومي بانواذيبو .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك شركة من شرائك موكا ، من أصل 40 شركة موكا .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك محطة للوقود من أصل ما يناهز 12 محطة وقود بالميناء . ( أبور ) .
ــ صفر حرطاني بانواذيبو مزود للثلج بانواذيبو .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك شركة لصناعة أباش لسراي من أصل 10 شرائك .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو من مستوردي معدات الصيد التقليدي .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو مصدر مختلف أشكال منتوج الصيد التقليدي .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو حصل على رخصة للصيد هذا العام من أصل 150 رخصة للصيد .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو يمتلك شركة أو سفينة في مجال الصيد الصناعي .
ــ صفر حرطاني بانواذيبو مدير مصلحة أو رئيس قسم في الإدارة الجهوية للتعليم .
ـــ صفر حرطاني بانواذيبو مدير ثانوية أو إعدادية بانواذيبو .
فهكذا تعكس لنا نظرة سريعة في الأرقام الصفرية للحراطين بانواذيبو والمؤشرات مقياسا دقيقا وموضوعيا للحقيقة المحزنة الفاضحة لأصفار التهميش المتعمد للحراطين بانواذيبو ، مما يوضح بجلاء حالة الظلم والتهميش الممنهجين في حقهم ، نتيجة صد أبواب الفرص أمامهم ، فضلا عن الممارسات الراسخة للدولة الموريتانية الحديثة والرامية إلى استغلالهم وتقزيم دورهم وإبقائهم في وضعية مهينة كمواطنين من الدرجة الثالثة بالعاصمة الاقتصادية ، فجل مشاريع الحكومة إلى الآن بانواذيبو لم تمثل حلا لوضع الحراطين المتأزم ، بل ما هي إلا تغليفا لسياسات قديمة بحلة جديدة تكرس مزيدا من المعاناة والاستعباد لهم مما لم يعد ينطلي علينا ، فآن الأوان لأن نقول اليوم من نواذيبو وإن بمرارة فجاعة الإقصاء والتغيب وبصوت يتحدى التهميش ليتوقف واقع الظلم ضد الحراطين بانواذيبو ، خصوصا وأنه خلال الثلاثين سنة الماضية وبفعل الرشوة والتحايل ونهب الأموال العمومية ومنح أفضل العقارات السكنية مع احتكار شبه كامل لامتلاك الأراضي الثمينة ورخص الصيد البحري بالإضافة إلى تسخير عقود وقروض المحاباة من طرف البنوك ومؤسسات الدولة لجهات بعينها تشكلت ثروة وطنية خاصة وحصرية لصالح السادة القدامى بانواذيبو دون الحراطين ، عن طريق استغلال الوظيفة الإدارية والسياسية الضامنة للإفلات من العقاب ، وفي الوقت نفسه ، تم إهمال وتجاهل تام لظروف وأوضاع الآلاف من الحراطين بانواذيبو في الصيد وقطاع المعادن وحملة الشهادات والموظفين و البسطاء بانواذيبو ، فلا معنى إذن لاستمرار الأصفار التي يعيشها الحراطين بانواذيبو ويلزم وضع حد لها من خلال تشجيع بروز طبقة جديدة من الفاعلين الاقتصاديين والصناعيين المنحدرين من هذه المكونة ،وذلك عن طريق تسهيل تصريحات للصيد وقروض وتمويلات لإنشاء شركات ومصانع في المجالات الواعدة بانواذيبو في سبيل الحد من التهميش المستمر في مجالات الاقتصاد والأعمال حيث يغيب لحراطين ، فالأموال الضخمة التي تكدست خلال السنوات الماضية وما زالت تتكدس في جيوب الأغنياء الجدد من أبناء السادة القدامى عائدة كلها إلى مصدر وحيد : ألا و هو المال العمومي المسخر لخدمة البعض بطرق أقل ما يقال عنها أنها ناقصة الشفافية والموضوعية ، فمن يتملك جرأة الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لصالح المحرومين والمهمشين في انواذيبو وخصوصا الحراطين ؟