مرحبا بالرياضية / المصطفى مامون

بعد مخاض عسير وانتظار طويل ولدت الرياضية الموريتانية بعملية قيصرية مشتركة بين الاتحاد الموريتاني لكرة القدم والتلفزة الوطنية  ، ليستقظ الشارع الرياضي الوطني على حلم طالما رواده منذ عشرات السنين يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع ، في فترة تعرف فيها كرة القدم المحلية أزهارا رائعا لم تعرفه في تاريخها منذ استقلال البلاد عن فرسا قبل 57 عاما ؛ حيث يحضر المرابطون المحلي للمشاركة في كأس المحليين ويتصدر الكبار مجموعتهم في تصفيات الكان  ..

كانت الانطلاقة هي أقوى أختبارللقناة الوليده لأنها تبعد مئات الكلميرات عن مركز البث الرئيسي في نواكشوط ، فاصدم ذلك بوعكة صحية لأبرز نجومها الشباب ، فقرر طاقمها الإدري ارتجال استديو تحليلي للمباراة مع زميل آخر كان مع المقرر سلفا أن يكون من ضمن الضيوف على الاستديو ، ومع كل ذلك قدم تغطية مرجلة مقبولة إلى حد المعقول ، ثم جاء التعليق الذي على كان المستوى من النواحي الفنية والصوتية ، ولاغروة في ذلك مع وجود صاحب الصوت الذهبي و الأسلوب الممتع حمود أعمر في مقصورة التعليق .

فرحة الانطلاقة تزامنت مع حملة تبدو منظمة أطلقها مدونون وشبان على التشكيل الإعلامي الذي أعلن عنه كنواة لبداية أول تجربة رياضية تلفزيونية ، فسخر هؤلاء من الاستديو التحليلي ومن تصوير المباراة ومن غياب الضيوف وشكل الاستديو التحليلي ، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك ليقول إنها تشكيلة الطاقم عنصرية من طائفة واحدة وأقصيت منها الطوائف الأخرى في المجتمع .

لقد دافعت خلال السنوات الماضية عن اقتصار المنتخب الوطني على فئة معينة من المجمع معتبرا ذلك حقا لها لأنها الأكثر تميزا في كرة القدم والأكثر ولوجها لهذا الميدان بينما ذهب الطوائف الأخرى إلى ميادين مختلفة وهذا حقها هي أيضا ، وهو أمر طبيعي جدا فليس من اللائق أن نتقاسم الوظائف تقاسم الكعكة ، فهذا تكليف قبل يكون تشريفا ، ولاعبو المنتخب الوطني يجب أن يتم اختيارهم على أساس التميز وليس على معيار آخر ونفس الشيء ينطبق على العاملين في الاتحادات الرياضية ووسائل الاعلام المختصة في هكذا أمور .

أن الطاقم الذي أعلن عنه أمس ليس فيه من لايفهم في الرياضة ؛ ولدى معظمه تجارب ميدانية مع قنوات وإذاعات محلية في السابق ، تميز فيها بشكل رائع ، فكم منا سهر مع برنامج نبض الملاعب وفارسيه عماد وعلوي ، وكم منا استمتع باطلالات حمود على شاشة المرابطون وبرنامجه الممتاز مورابتون فوت ، دون أن ننسى أهم برنامج على قناة دافا مع الفتى المبدع عالي الشيخ هذا بالإضافة لبعض الإخوة الذين تميزوا إذاعيا عبر الإذاعة الوطنية في برامج حوارية وتعليق .

علينا أن نتقبل بكل روح رياضية أن الرياضية الموريتانية لن تنافس بي إن سبورت ولا أبوظبي ولا السعودية سبورت وحتى أم بي سي ، لكنها ستفي لنا بالغرض المطلوب المتمثل في نفض الغبار عن ملاعبنا المنسية ومواهبنا المغبية وتاريخها المندثر ، وثقتنا عالية في الطاقم الفني الرائع الذي يمتلك طموحا يستطيع من خلاله تحقيق المستحيل .

28. نوفمبر 2017 - 0:45

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا