بين شعارات مؤتمر وزراء دفاع التحالف في الرياض ودعاية وتحذير حركتي ضمير ومقومة وايرا من تأسيس لدولة الدين والتدين؟! / د.محمد المختار ديه الشنقيطي

فزع وهلع حركتي إيرا وضمير ومقومة وتحذيرهم وشكواهم للاشتراكين واليساريين  الحاكمين من وراء أو من تحت عباءة نظام العسكري القبلي في عيد مقاومة الاستقلال...

الحركتان (ضمير ومقاومة وإيرا)، ومن أما مهما القاعدة أو الذاكرة الفلسفية والأيديولوجية للنظام العسكر الحاكم بالزي المدني كلهم ينتمي لليسار وينطلق من الأيديولوجية الاشتراكية، والاشتراكية التي يقول فيها إمامهم وزعيمهم أفلاديمر إتش اليانوف"لينين"في مقولات مختلفة تمثل في مجملها معالم طريق هادية للاشتراكية والشيوعية

 والثورة لأجلهما يقول: هدف الاشتراكية هو الشيوعية. والثورة مستحيلة بدون وضع ثوري، علاوة على ذلك، ليس كل وضع ثوري يؤدي إلى الثورة. الاعتماد على الاقتناع، والتفاني، وغيرها من الصفات الروحية الممتازة، لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد في السياسة.

أعطني أربع سنوات لتعليم الأطفال و البذور التي سأزرعها سوف لن تقتلع .الشعب لا يحتاج الحرية، لأن الحرية هي شكل من أشكال الديكتاتورية البرجوازية …أن تعيش الثورة أمر أكثر متعة وإفادة من الكتابة عنها.

سادتي أركان اليسار المنظرين والمسوقين للجمهورية الثالثة المحامي شد والسياسي محمد يحظيه أبريد الليل والمهندس الوزير الأزل ومدير الديوان ولد باهي ووزير التعليم العالي ولد سالم ووزير الخارجية ولد أحمد إزيدبيه والسياسي الكنتي وزعيم ضمير ومقاومة ولد اليسع وزعيم حركة إيرا ولد أعبيدي، كتلة وقاعدة الحكم الخلفية، هذه من أبرز معالم العمل التي وضعها لكم الزعيم لينين؟!...

والحقيقة أن الاشتراكية هي نظام اقتصادي يمتاز بالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والإدارة التعاونية للاقتصاد؛ أو هي فلسفة سياسية تدافع عن هذا النظام الاقتصادي. الملكية الاجتماعية تعود لأي شخص ما أو مجموعة مما يلي: شركات تعاونية أو ملكية شائعة أو ملكية عامة مباشرة أو دولة المؤسسات المستقلة.

والشيوعيّة هي عبارةٌ عن حركةٍ سياسيّةٍ تهدفُ إلى المُساواةِ بين الأفراد في المُجتمعِ الواحد؛ بحيثِ لا يكونَ أيّ فردٍ أفضلُ مِنَ الآخر، فالمُجتمعُ يجمعُ بين أفرادِهِ تحت مِظلّةٍ واحدة. وتُعرفُ الشيوعيّة أيضاً بأنّها مذهبٌ فكريٌّ يسعى إلى تقديمِ المادّة على كل شيءٍ في الحياة، فهو يرفضُ التقيّدَ بالقواعد الدينيّة والاجتماعيّة التي تنظمُ المجتمع، بل يعتمدُ على الاهتمامِ بدور المادّة في إنتاج المجتمع، والفكر الإنسانيّ الخاصّ بالنّاس.

ترفضُ الشيوعيّة والاشتراكية الاعتراف بالقواعد والمبادئ والأُسس الدينيّة، وتُحاول استبدالها بالأفكار الخاصّة بها. وتتجنّبُ الشيوعيّة والاشتراكية تطبيق الأخلاق، وتعتبرُ أنّها لا تساهمُ في نجاحِ المُجتمع، بل العمل الإنتاجيّ أهمّ منها.  وإن كان أصحاب الاشتراكية العلمية كما يحلوا لهم أن يوصفوا لا ينطلقون ولا يتبنون ذلك الموقف التزويري العدائي من الدين، أو على الأقل الدين الإسلامي، يقول محمد دوير في الحوار المتمدن عن الدين:
الدين في المطلق يعبر عن رسالة تقدمية لخلاص الإنسان من الظلم والشر والطغيان والاستبداد، ويرسخ لقيم الإنسانية رفيعة وعلي رأسها تقدير قيمة العمل و إعمار الحياة وتدبر آيات الكون وإعمال العقل، وإذا ما صلح التدين أصبح الدين قوة خلاقة تساعد الإنسان علي التخلص من أوزار وأعباء المجتمع المستغل الذي يعيش فيه، ويساعده علي التحرر من الاستغلال والتخلف والرجعية والجمود. ولكنه يضع الإطار العام للتحرر عبر تعاليم محددة وترك الممارسات الحياتية لظروف الواقع الذي نحدد من خلاله طريقة الخلاص الدنيوي من القوي المستغلة بالأخذ بأسباب و أدوات العلم في هذا التغيير، وهذا ما قصده الرسول الكريم في دعوته للمسلمين عن أنس وعائشة" أنتم أعلم بأمر دنياكم " . وأمور الدنيا توجبها المصالح العامة وتنظمها العقود والتوافقات دون قوامة من طرف علي آخر .

وبهذا المعني يقف الدين ضد القهر والإجبار سواء علي الكفر أو الإيمان أو اختيار شكل وطريقة إدارة شئون البلاد بما يوافق مصالح العباد، وكما يقول ابن خزيم: أينما توجد مصالح الناس فثم شرع الله.. وهو ما يعني أيضا رفض كل صور الاحتكار سواء الاقتصادي أو الديني فليس من حق جماعة أن تحتكر استثمار عوائد الاقتصاد ولا أن تحتكر تفسير قضايا الدين.

أخي وصديقي الدكتور الكنتي والقذافي وهو من منظري الاشتراكية العلمية يقول: والاشتراكية مذهبا ومنهجا تحارب هاتين الخاصيتين وتدعو إلي رفض الوصاية والقوامة الدينية من فئة علي أخري وكذا إلي تشاركية المجتمع في ملكية وسائل إنتاجه تأكيدا لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -" الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار"رواه أحمد وأبو داود، وهي قوي الإنتاج. وهذا الحديث هو نقطة الانطلاق التي تجزم بتوجهات الفكر الديني الإسلامي الحقيقية إذا ما تخلص من قوة التأثير الرأسمالي كما فعل لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية عندما وقف في مواجهة التوظيف اليميني للدين (عندما تم استغلاله في حماية الاقتصاد الرأسمالي ونمط الثقافة الليبرالية وحركة الأسواق وتبرير الربح والتجارة غير المقننة وحالة التبعية التامة) وانحاز للتوجه الاشتراكي ولمصالح الجماهير.

أفاكي ضمير ومقومه وتجار حركة إيرا الإسلام لا يخيف بل هو السبيل لتحقيق ما تزعمون أنكم من أجله تناضلون وتقاومون، وحتى الجهاد فيه الذي يزعج أسيادكم ويخيفكم، وتحذرون من انتشار المحاظر وتعليمها باعتبار ذلك تمهيدا لتأسيس دولته، إنما فرض في الإسلام لتحقيق تلك الأهداف والغايات التي تزعمون أنكم تبحثون عنها وتعملون لتحقيقها؟

يقول الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي: إن الجهاد مشروع واجب بكل الوسائل الممكنة ضد من يحاول تقويض دور الإسلام أو هدم بنيانه وتعاليمه. فالرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم- لم يقاتلوا من أجل الحصول على دار الإسلام، ولم يقاتلوا في سبيل بناء دولة إسلامية، وإيجاد حشد من المسلمين تتألف منهم تلك الدولة، ويتحقق بهم نظامها، وإنما قاتلوا بعدما منحهم الله كل ذلك حراسة للدين ودفاعا عنه.

وبالرجوع إلى آيات الله الجهادية وأحاديث المصطفى عليه السلام في هذا المجال يتضح لنا أن الجهاد قانون شرعه الله لرفع الظلم عن الناس، وتشريع يحمى الإنسان من ظلم أخيه الإنسان، لجعل الحياة أكثر أمنا وسلاما واستقرارا ومواءمة للعيش فيها، ورفع الحيف والتبكيت عن المستضعفين حيثما كانوا.

ولا ريب أن النصوص تحتشد لتؤكد هذا الاتجاه وهذا المعنى. فالقرآن بدعوته للجهاد إنما دعا للدفاع عن الإنسان وجودا وحرية وكرامة، ضد كل معتد أثيم، فهو تكليف شرعي واجب الإقامة عالم تسوده مشاعر الحب والعدل واحترام الحقوق وسيادة القانون وتكافؤ الفرص.

إن القارئ الواعي لنصوص الوحي في الإسلام سيدرك لا محالة أن الجهاد بكل صوره هو وسيلة الأمة لبقائها ووجودها، وهو الذي يحقق مقاصد الشريعة الخمس، حرمة الدم والعقل والدين والمال والعرض، فلا استسلام ولا تهاون.

ولذلك عاتب الله المسلمين في المدينة وكانوا ما يزالون قلة مستضعفين على تلكئهم في نصرة إخوانهم في العقيدة فقال:{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولنا ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعلنا من لدنك وليا واجعلنا من لدنك نصيرا}، النساء 57.

فالجهاد في الإسلام سادتي هو الحد الفاصل بين النضال والاستسلام، وهو الرفض العملي لمنطق التخاذل والضعف والاستكانة، يتجلى ذلك في جميع الغزوات والحروب التي قادها الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكعنوان بارز على ذلك النضال والشجاعة النادرة والغايات الإنسانية العليا، فالحرب سجال، تعلوا الموازين فيها وتهبط ولا تستقر على حال .

ولوزراء دفاع دول التحالف المجتمعين في الرياض الذين رفعوا صور مقاومين فلسطينيين للاحتلال الصهيوني على أنهم إرهابيون في تناغم وتوافق عجيب مع وصف دول الحصار لهيئة علماء المسلمين بأنها إرهابية،وتحذير حركتي ضمير ومقامة وإيرا من انتشار المحاظر والتمهيد للدولة الدينية، نقول إن حرب الحق والباطل، وحرب الخير والشر، وحرب الصلاح والفساد، طويلة الأمد، ستدعى استنفارا دائما للشخصية الإسلامية وللقيم الإسلامية، ويقظة وحذرا، للتعامل مع الغالب والمتغلب، ومع المستجدات والهزات والهزائم، وإسقاط القيادات الشعبية الإسلامية، وتزوير مناهج التعليم بل ومحاربة مؤسساته العلمية والخيرة، كل ذلك لا يؤدي إلا إلى التعجيل بالوعي الإسلامي ورص صفوف قواه، وتميز الخبيث من الطيب في الصفوف، ولن يكون أبدا سبيلا لأمن وأمان الصهيونية والشيوعية، ولا موطدا لدعائم الأنظمة المنتهية الصلاحية؟!...

30. نوفمبر 2017 - 8:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا