تنعقد اليوم قمة الشراكة الاورو-افريقية بآبيدجان عاصمة الكوت ديفوار ، وقد شهد تحضير هذه القمة الكثير من الشد والحذب بسبب ما يشهده الاتحاد الافريقي بعد عودة المملكة المغربية له من محاولات من اجل التاثير على موقفه من القضية الصحراوية .
فعندما اتضح للمغرب ان سياسة الكرسي الشاغر فاشلة بادرت الى طلب العودة للاتحاد الافريقي ووافقت على كل الشروط وقبلت الدولة الصحراوية
عضوية المغرب الذي دخل المنظمة العتيدة من النافذة محاولا المشاغبة من الداخل واحراج اصدقائه ومعتقدا انه ربما يحصل على مكاسب من ذلك ولكنه وجدها منظمة جديدة غير التي ضرب عليها الباب سنة 1984 واصفا اياها بمهرجانات الطبول .
وجد قوة سياسية واقتصادية متماسكة تخطو بامل كبير نحو المستقبل الواعد تعتبر وحدتها سر قوتها ووجودها ،فلا الرشاوى تنفع ولا الدعوات السياحية ولا العلاقات الشخصية ولا ولا ولا ..
كما وجد الدولة الصحراوية المكافحة تحظى بكثير من التقدير والاحترام ويعتبرها الافارقة آخر مستعمرة افريقية فلا مساومة في احتضانها والتضامن معها وهي العضو المؤسس للاتحاد وركيزة عتيدة من ركائزه .
في آبيدجان هذه المرة بعد فشله في غينيا والموزمبيق اعتبر المغرب ان هذه فرصته الثمينة لحلحلة الموقف الافريقي القوي وكيف لا وهذه آبيدجان حديقته الخلفية و الشريك الاتحاد الاوربي الذي تتزعمه حليفته فرنسا التي تكافح عنه في كل مكان فاطلق العنان للتصريحات الصحفية من كل المستويات بان الامر محسوم وان الدعوة لن توجه للدولة الصحراوية وايدته الخارجية الفرنسية وذهب الايفواريون البلد المضيف وحصنه المنيع في القارة الافريقية نفس المنحى، ومضى وقت في هذا الوضع و الصحافة المغربية ومن على شاكلتها مجندة كلها في هذه الدعاية، ليستفيق الجميع على قرار وزراء خارحية الاتحاد الافريقي القوي اللهجة الذي يؤكد ان كل دول الاتحاد الافريقي الخمسة والخمسين مدعوون لحضور قمة
الشراكة ويطلب من البلد المضيف الكوت ديفوار ارسال الدعوات وإلا ستنقل القمة الى المقر الرئيسي في آديس آبابا .
لقد كان قرارا تاريخيا شجاعا شكل صفعة قوية للدبلوماسية المغربية ومن يقف في صفها ولم يترك هامشا للبلد المضيف الذي لم يكن ليضحي باحتضان حدث دولي كبير مثل هذه القمة التي هو في اشد الحاجة اليها في هذا الوقت بالذات حيث يعيش نظام واتارا تصدعا كبيرا وعدم انسجام واضح حتى في حزبه الحاكم ،فلم يتردد في الانسجام لقرارات الاتحاد الافريقي والترحيب بكل الدول الإفريقية.
وشاركت الدولة الصحراوية بوفد رفيع يتراسه رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد ابراهيم غالي ،كما شاركت المملكة المغربية بوفد يتراسه ملك المغرب، وكانت الصورة التذكارية يوم امس لوزراء الخارجية الافارقة التي تجمع وزيري خارجية الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية محل اهتمام الصحافة الدولية ، و يرفرف علم الدولة الصحراوية اليوم في العاصمة الايفوارية وما كان هذا ليحدث لولا انضمام المغرب للاتحاد الافريقي " وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم " صدق الله العظيم .
لقد آن الاوان ليعرف الجميع وبالاخص المغرب بعد كل هذا الوقت الطويل ان العالم لم يعد كما كان وان الحق يعلو ولا يعلى عليه وان الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها ، فالشعب الصحرواي بعد ما يزيدع على اربعة عقود من المعارك والنضال في كل الجبهات متمسك اليوم اكثر من اي وقت مضى بحقه الذي يعترف له به العالم اجمع في تقرير مصيره و استقلاله على كامل ترابه الوطني كما تنص على ذلك مبادئ ونصوص الاتحاد الافريقي باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار .