تعتبر مقاطعة امبود من أكبر مقاطعات ولاية كوكول حيث يبلغ سكانها حوالي مائة وثلاثين ألف نسمة تتوزع على تسع بلديات، وتصنف المقاطعة ضمن المقاطعات الأكثر فقرا في الوطن وعرفت هذه المقاطعات بمثلث "الفقر" قبل أن يتحول الاسم إلى مثلث "الأمل" لا شك أن الاسم يحمل دلالة والأخير إن لم يكن "أملا" كان "ألما" لا قدر الله، وهو ما ينبغي أن يلتفت إليه، إن المشاريع التنموية الموجهة للمقاطعة كان من المفترض أن تطلع على واقع المقاطعة
التنموي وسبل التنمية فيها والآفاق المستقبلية لها ويعتبر سد فم لكليته بمساحته الشاسعة وأراضيه الخصبة ومياهه الكثيرة اكبر إنجاز في المقاطعة كان يمكن أن يلعب دورا أكبر في تنمية المقاطعة لكنه لم يستمر كثيرا فتوقف إنتاجه وعطاؤه التنموي ولم يجد من يلتفت إليه، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشروع كان ينتج الكثير من أنواع الأرز والخضروات ويوفر فرص عمل لكثير من ساكنة المقاطعة، وحتى الآن لا زال بعض المزارعين يزرعون فيه رغم زحف الرمال على مساحات واسعة من أراضيه واحتلال الأشجار لمساحات أخر.
هذه المصاعب كلها جاءت عندما افتقد المشروع للصيانة اللازمة من طرف الجهات الوصية، كما يعتبر مشروع السكر من أكبر المشاريع التنموية في المقاطعة الآن،إلا أنه إلى حد الآن لم يصل إلى مستوى تطلعات المواطنين وآمالهم فيه حيث لا زال الكثير من العمال في وضعيات غير منتظمة من حيث عقود العمل،لكن هذه المشاريع محصورة في بلدتين فقط من البلديات التسع مما يدفع إلى إنشاء مشاريع أخرى لمكافحة الفقر في البلديات الأخرى في المقاطعة ضمن نظيراتها في مثلث الفقر،حيث تم إنشاء مشروع مكافحة الفقر في آفطوط الساحلي وكاراكور (باسك) وقد عهد إليه مكافحة الفقر في المقاطعة ، كان من المفترض أن يكون المشروع قد أعد دراسة حقيقية لتنمية المقاطعة إلا انه من الملاحظ أن المشروع يخطو على طريق سلفه الذي لم يترك أي أثر للتنمية في المقاطعة، بل حرص القائمون عليه على جني المنافع عن طريق مقاولات الأقسام والمراحيض التي يشيدون في بعض القرى،الأمر الذي لا صلة له بشكل مباشر بالتنمية ويعتبر هذا النوع من العمل إنجاز بالنيابة عن الجهات الوصية على تلك المؤسسات.
إن العمل على التنمية في المقاطعة ينطلق أساسا من النظر في الواقع المعاش ومحاولة دعمه من أجل الرفع من مستوى إنتاج أصحابه ، ويمكن القول أن مقاطعة امبود من المقاطعات الزراعية حيث يعتمد غالبية السكان فيها على الزراعة والتنمية الحيوانية ، وهو الأمر الذي يستدعي ممن يسعى لمحاربة الفقر فيها أن ينطلق في ذلك من دعم أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة المدرة للدخل، خاصة الزراعية منها كالتعاونيات النسوية . أو يستصلح أراض زراعية طمرتها الرمال واحتلتها الأشجار.تلك هي الخطوات الأولى نحو التنمية في المقاطعة. كما أن استصلاح الأراضي وتوفير المياه للشرب وأخرى للري الزراعي وهذا غير مستحيل في مقاطعة بها سد كبير يشتمل على ملايين الأمتار المكعبة من المياه.وأودية خصبة صالحة للزراعة ومجار مائية.