من يكافح و يقاتل من اجل مبدإ ليس كمن يقاتل من اجل كرسي لم يرثه على احد من اجداده و الشواهد في تاريخ الثورات العربية الحديثة كثيرة فبعيدا عن التحالفات و التوازنات و التفاهمات الدولية في بقاء هذا او الاطاحة بذاك نجد الذي كرس جهده و وقته للدفاع عن قضايا يعتبرها من صلب قناعاته في تكريس لمبدء يؤسس لمنطلقات فكرية اديولوجية او عقدية ...فقد كان لصدام حسين ان يخوض معركة البقاء ضد تحالف اقوى دول العالم و ينتهي به المطاف الى حبل المشنقة
و يتم إعدامه في 30دسمبر2006 على مرأى و مسمع من العالم و لا احد يتحرك في أرجاء الوطن العربي حتى ممن تقاسموا معه مبادء و شعارات الوحدة و الحرية و الاشتراكية في حين كانت إكراميات القيادة القومية تصل سكان احياء الصفيح في نواكشوط على ضفاف المحيط الاطلسي .
و غير بعيد عن ارض العراق تجبر و طغى الرئيس حسني مبارك و بدء التخطيط لتوريث السلطة لأبنائه الى حن قيام ثورة المصريين المعروفة بثورة الغضب في 25 يناير 2011 ارسل( بلطجيته )على الجماهير المطالبة باستقالته...حتى و ان كانت هذه الجماهير تغذيها جماعات ملتزمة فكريا و منظمة سياسيا لكنها تنطلق من مبدء التظاهر السلمي و التعبير بشكل ديمقراطي و حضري و خلال ايام من الاعتصام المتواصل في مسيرات مليونية كما يسميها اصحابها آنذاك بدء الرئيس يضعف و بدأت قواه تنهار امام الحشود من الجماهير العزل انتهى الموقف بالاستقالة.11فبراير2011...و في الجانب الاخر من الوطن العربي المنهك برياح التغيير غير المدروس و (اللاعفوي) حمل الزعيم الليبي معمر القذافي السلاح بعد ان دخل المتمردون عرينه ضحوة في 27 اغصطس 2011(ملك ملوك افريقيا) سلطان مقدس كان يدافع عن منطلقات ثورة الفاتح المجيدة و النظرية العالمية الثالثة و سلسلة الحلول السياسية و الاقتصادية .....اضافة الى حلمه بالولايات المتحدة الافريقية ذات العملة الواحدة و الجيش الوحد و الحكومة الواحدة، ليضاهي بها نظرية الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة الامريكية فكان لا بد له من البقاء في ارضه و الدفاع حتى النصر او الشهادة.... . فتكتب له الشهادة على ايد بعض من جلدته في 20 من اكتوبر 2011.
وفي جارته تونس الخضراء الرئيس زين العابدين يهرب في وضح النهارفي 14من يناير 2012 و هو خائف من ثورة شعبه التي هدد اصحابها باقتحام القصر الرئاسي بعد ان ارسل لهم عديد الرسائل غير المشفرة بانه فهمهم و انه سيعمل على إرضائهم ...و لانه لا يمتلك مشروع امة كان قد فضل الهروب على البقاء و الاقامة في وطنه.... .
اليوم4 من دسمبر2017 و قد سقط ركن اخر من اركان الصراع العربي بعد ان تحول الربيع الى جحيم و تحولت الثورات الى تفاهمات و تحولت المبادىء الى مصالح، أعدم شر ميتة الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح وبعد جولات دامية من الصراع من اجل البقاء في السلطة صراع يمتد تاريخه عشرات السنين تكبدت اليمن فيه الكثير من الخسائر و فقدت الكثير من ابنائها البررة لينتهي به المطاف مقتولا على ايدي بعض من جلدته في طريق عام ... .
مهما كانت المنعرجات التي وصلت اليها الثورات العربية فقد اريدلها ان تسلك مسلكا آخر غير الذي ارادته الشعوب العربية و مهما كان الصراع داخل ليبيا فلا دخل لفرنسا في الموضوع و هو جور و تجاوز لقيم الإنسانية و المواثيق الدولية و يمكن تصنيفه بانها تصفية نظام لاغراض خاصة لا يعلمها الا سركوزي و شلته و هو ما جرى في العراق فقد اثبتت الوثائق بان صدام حسين لم يمتلك اليورنيوم المخصب و ان الغراق لا يحتوى مفاعلا نوويا واحدا و في هذه الحال يبقى تدخل الولايات المتحدة الامريكية امر جنوني و تدبير من جورج بوش لاضعاف المنظومة العربية و تنفيذ مخطط اجتياح الدول العربية و اشباع رغبة امريكا و حلفائها في اذلال و تركيع القادة العرب بعد ان فشلت مع ايران و حكم ايات الله الخميني و فضيحة الرهائن المعروفة ب (ايران كيت) اما ما تقوم به السعودية والامارات من تحالف لافساد اليمن فلا مبرر له و قد اصبح المرحوم صالح و مؤتمره خارج اللعبة فأحرى باليمنيين ان يدبروا شؤونهم و يرتبون اوراق التصالح بينهم خارح التجاذبات و التفاهمات فقد اصبح الحوثيون جزءا من المعادلة في اليمن لا يمكن تجاهلهم و لا يمكن الحصول على استقرار داخلي بدون مشاركتهم و هو الامر الذي يستدعي ترك اليمنيين يبدؤون في مشاورات الصلح من اجل استقرار دائم و تنمية شاملة ينعم بها الشعب اليمني الذي أنهكته الحروب و يلعب به من لا يعيش آلامه و لا يتقاسم أحزانه و لا يتطلع لآماله.