لقد عرفت مدينة بتلميت بعلمائها الكبار وأشياخها الفضلاء وأطرها البارزين منذ عهد الاستقلال وحتى الآن وقد شاركوا في جميع الحكومات المتعاقبة سواء كانت هذه الحكومات مدنية أم عسكرية أم (شبه مدنية عسكرية) وبرزوا في تسييرها وتدبير شؤونها من أجل مصلحة هذا البلد ومصلحة مواطنيه وكان لهم الدور الأكبر في تأسيس الدولة الموريتانية الناشئة وبنائها كما شغلوا الحقائب الوزارية المهمة (الدفاع – العدل – الداخلية – الخارجية – المالية – النفط – التخطيط والإسكان...)
إلخ إلا أنه من الملاحظ أن هذا الدور البارز والعمل الفعال قد تناقص أو تلاشى على الأصح في السنوات الأخيرة وقد يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل قد يكون من بينها :
النزاعات المحلية والصراعات السياسية بين الأحلاف والأقطاب أو حتى الأشخاص أنفسهم مما أدى إلى أن تكون الحكومة في ورطة..! أو حتى الإحراج في التعامل معهم.
وهذا لا ينبغي لا لأهل بتلميت ولا لغيريهم مهما كانت الدوافع والأغراض ..!!
وهنا ألفت الانتباه وأقول إن من الواجب وعلى أهل بتلميت أنفسهم أن يوحدوا الجهود وأن يسموا على الصراعات المحلية والمصالح الذاتية والتفاني في الصالح العام كما أنه لا ينبغي لأي شخص أو مجموعة أو حزب مهما كانت طبيعة أهدافه أن يستأثر بالتحكم ولو عن بعد وكذلك الإقصاء أو حتى مصادرة الآراء عن قرب وأن يبذلوا الجهود ويتحدوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص ليشد بعضه بعضا لكي لا تبقى الحقائب الوزارية مفقودة ..!! أو المقعد الوزاري شاغرا على الأقل ..!!
كما هو الواقع في استقالة الأستاذ إبراهيم ولد داداه الذي كان يحسب لصالح هذه المدينة في نظر حكومته أو ربما غيرها .. ولكن بعد مرور الزمن تأكد بأن هذا الرجل (شخصية وطنية من الحجم الثقيل صاحب كفاءة عالية تم تعيينه من طرف الحكومة بناء على رغبته الشخصية وكفاءاته المهنية...) وهنا أطالب الجهات المعنية بما في ذلك رئيس الجمهورية أن يلتفت إلى هذه المدينة بلفتة كريمة بعد أن كادت تعرف ب(المدينة المنسية) وذلك في حق ساكنتها وأطرها ووجهائها ومشايخها وشبابها علما بأنها هي الأولى في نسبة النجاح في التصويت على الاستقاء الدستوري وهي الأولى في احتياج أطرها إلى التعيين وهي الأولى في ما يعانيه شبابها الحامل للشهادات العالية من البطالة والتهميش وهي الأولى في عدد المتقاعدين من الوظيفة العمومية طيلة السنوات الأخيرة وهي الأولى في عدم وجود أي مشروع أو جامعة أو مهد تقني داخل هذه المدينة وهي الأولى في دعم برنامجكم السياسي والاقتصادي من خلال أطرها البارزين الأكفاء الراغبين في الحصول على دعم هذه الساكنة بتعيين أحد أطرها ونوابها وأبنائها في حكومتكم الموقرة وهنا ألفت الانتباه إلى ما قدمه النائب السابق لهذه المدينة الأستاذ/ الشيخ سيديا ولد موسى بوصفه أحد أبنائها البررة الغيورين على المصلحة العامة وأحد القادة والوجهاء البارزين كما أنه هو الشخص الذي يمكن أن تثق فيه وتقف معه جميع المجموعات المحلية والأحلاف السياسية بما في ذلك دعم الحزب نفسه بما يتمتع به من حنكة سياسية وكفاءة عالية فضلا عن أخلاقه ومميزاته التي تؤهله أن يكون صاحب حقيبة وزارية يخدم من خلالها المدينة وساكنتها كما يخدم الدولة والمجتمع الموريتاني بأكمله.