في موريتانيا شنقيط أقصى نقطة من العالم العربي غربا، خرج الآلاف من المساجد والمنازل نصرة للأقصى وقد وصلت في ذألك اليوم من السفر وصليت بالمسجد الجامع لاقتناعي بأن المظاهرة ستنطلق من هناك...
انطلقنا وكنا كل ما مررنا على منزلا يخرج سكانه نساءا ورجالا وشيوخا واطفالا ويلتحقون بالقافلة التي اوصلت رسالة الى العالم مفادها أن القدس ترتبط بوجدان هذا الشعب العظيم عضويا وأن المساس بها مساس به حتى ولو بعدت المسافات...!!
وهذا ليس وليد الساعة فقد كانت القضية حاضرة في خلد الشعب الموريتاني الجانب الرسمي والشعبي فاذا رجعنا الى الوراء قليلا نرى أن الرئيس المختار ولد داداه مؤسس الدولة الموريتانية قطع علاقته مع أمريكا في حرب 1967 م .
وفي حرب 1973 م استدعى السفير الأمريكي آنذاك ليبلغه أنه اذا تأكد له مشاركة أمريكا في هذه الحرب فسيقطع العلاقة معها كما فعل 1967م وقد كانت موريتانيا آنذاك تعيش جفافا خانقا وكان السفير الأمريكي يقسم المساعدات على الموريتانيين آن ذاك... ولكن القضية الفلسطينية والأقصى ..فوق هذا كله حتى ولو كلف ذالك قطع المساعدات الأمريكية !! شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=KkwpkB6Hfjk
أما في الحاضر فقد قطعت الحكومة الحالية العلاقات مع اسرائيل مشكورة بشكل نهائي مطهرة بذالك البلاد من السفارة الإسرائيلية بواسطة الجرافات ثم رش المكان الذي كان مخصصا لها بالماء حسب شهود عيان!!. وسط مشهد غير مسبوق في تاريخ البلاد وهو لإجراء الذي حظي بالإجماع من كل أطياف المجتمع الموريتاني. لتعود بلاد شنقيط كما كانت نظيفة....
بل انها نصبت مجسما قبالة السفارة الأمريكية وسمت أكبر شوارعها بالقدس الشريف مما أربك الأمريكان حيث أن جميع مراسلاتهم وعناوينهم سيكتب فيها شارع القدس بالجمهورية الاسلامية الموريتانية وقد كبتت آن ذاك مقالا تحدثت فيه عن هذا الانجاز بعنوان مجسم الأقصى ودلالاته الرابط:
http://www.aqlame.com/article32627.html
وبعد هذا الإجراء عادت كما كانت عبارات الشجب والكراهية للصهاينة وأمريكا ومن والاهم تطفو على السطح, بعد أن كادت أن تختفي في العقد الماضي في ما يسمى ب أوهام(السلام) ومما يثلج الصدور أن هذه العبارات, تأتى من أكثر المدافعين عن التقارب مع إسرائيل, من المحيط إلى الخليج وحتى من الدول الغربية الحاضنة لها...
وهذ انما يدل على تعلق الشعب الموريتاني (شنقيط) بأولى القبلتين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
صحيح أنه يوجد مجسما ثان للقدس بالمملكة الأردنية الهاشمية ولكن الأردن دولة مواجهة وعلى بعد خطوات من اسرائيل أما موريتانيا شنقيط فتقع في أقصى نقطة من العالم العربي..!!
أما على المستوى الشعبي فقد تغني بها الشعراء قديما وحديثا وألف فيها الكتاب والخطباء. وناضل من أجلها المناضلون. فهذا شاعر موريتانيا الكير أحمد ولد عبد القادر في ستينات القرن الماضي يقول:
يا فلسطين يا فريسة عصر لقوى الشر عيره غليان
حطمي اليأس بالنضال وثوري في مسار قوامه الشجعان
لا يرد الحقوق إلا دماء تتلا لا كأنها الأرجوان
فعصب الحياة مازال حيا يقذف الموج نبعه الريان
سلمى الشعب وامنحيه انطلاقا فبغير الشعوب لا يستعان
أيها ألاجئ المشرد ظلما أيها النور أيها الإنسان
لا تدع حقدك الدفين رفيقي حسرات يلوكها الوجدان
حول الحقد نقمة وجحيما يتلظى لهيبه الجذلان
فعلا هو الانسان فقضيته أخذت بعدا انسانيا جديدا بعد أن كانت تناقش من وراء الأبواب المغلقة ويساوم عليها... !!
فهذا مجلس الأمن يعري أمريكا ويعزلها هي واسرائيل لأول مرة في تاريخه وهو مايتضح لنا كثيرا اذا قارنا بين اجتماعات مجلس الأمن السابقة وخاصة اجتماعه في ستينيات القرن الماضي 1969 م المشهور بقرار روجرس وزير الخارجية الأمريكي آنذاك, ..واجتماعه اليوم من سنة2017 م.
وفي ذالك يقول شاعرنا الكبير أحمد ولد عبد القادر في قصيدته الرائعة:
حكم العنف أيها الإنسان إنما السلم خدعة وهوان
مجلس الأمن خدعة والآما ني حول جدواه هدها الخسران
أرضه غابة النمور وليس العدل في مسرح السباع يصان
وهو نوع من التماثيل يهذى بالأساطير روجها الشيطان .
مما لاشك فيه أن أمريكا كانت وما تزال هي الحامية لإسرائيل ولن يفاجئنا امتناعها المتكرر عن إدانتها لهذا الكيان الدموي وحتى اعلانها بنقل سفارتها الى القدس كعاصمة لإسرائيل. ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات والقوانين الدولية.
ولكن الجديد هو عزل مجلس الأمن لها تحت وطأة هذه الهبة الشعبية من أحرار العالم وليس العالمين الاسلامي والمسيحي فقط!!!
فهل هي بداية لتحرير الأقصى بعد عنجهية الأرعن اترامب ومرور مائة سنة على وعد بلفور المشؤوم!؟