بأبي و أمي أنت يا ترامب، كم أنت شجاع و عبقري، كم أنت ذكي و داهية، إنك و الله لمن سلالة عبد المطلب، الذي داهمه الحبشة لهدم بيت الله فقال، أنا رب الابل و للبيت رب سيحميه، لكنك لست رب الابل و لست رب البيت، و ليست القدس ملكا لك و لا يمكنك اعطاؤها و انت تعرف ذلك جيدا، تعرف أن القدس عربية و أن حق العرب فيها أكثر من حق مهاجري القرن التاسع عشر إلى فلسطين الذين مكنهم أجدادك من زمام القدس و من ارض العرب و المسملين و المسيحيين.
أترامب رجل عظيم، فهم حال العرب و تخاذلهم و عرف حقيقتهم فأدخلوه إلا مقدساتهم، و هم يقرأون قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
و حين دخلت البيت الحرام عرفت أن اصدقائك من آل سعود لا يمكنهم بعد اليوم أن ينكروا عليك فعلا و لا قولا فأردت استفزاز أمة منومة و أردت ضمان دعم لك اللوبيات اليهودية المتغلغة في نظام الحكم ببلدك.
لقد أسقيتهم من كأس الذل و هم يرددون أبيات عنترة ابن شداد :
لا تسقني ماء الحياة بذلة .. بل اسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم .. و جهنم بالعز أفضل منزل
لكنهم كانوا يرددونها معكوسة و خالية من المعنى
اسقني ماء الحياة بذلة .. لا تسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بالعز كجهنم .. و جهنم بذلة أفضل منزل
لقد أراد آل سعود و آل انهيان و آل الصباح و آل خليفة و آل قابوس و غيرهم ممن حذفوا آل من أسماء أسرهم كآل السيسي و آل الأسد و آل البشير و آل إدريس و غيرهم أن يعيشوا تحت رحمتك أيها الرحيم الكريم العظيم، يا ابن ماما أمريكا يا من لا غنى لامة محمد عن تسلطك و تجبرك و تلاعبك بحكامها، لا غنى لنا عنك و لو كنت حقا تريد انقاذنا و انتشالنا فأرجوك تعال و احتل ارضنا بشكل علني و تعال و ساهم في اغتصاب بناتنا، فلا نرضى أن يحتكر الاغتصاب على ارض فلسلطين فهي ليست افضل عندنا و لا عند الله و لا عند رسوله من بيت الله الحرام، من جامع الازهر، من جامع الزيتونة، من جامع الحسن الثاني من جامع ابن عباس.
أرجوك ارسل جنودك الينا لكي يقتلوا نساءنا و يدمروا بيوتنا و يبنوا مستوطنات كرد اعتبار للمهاجرين الافارقة الذين اضطهدهم اجدادك في أمريكا، اعطهم ارضنا و مكنهم فيها و بذلك تكون أمريكا بحق ماما الكريمة، تعال من فضلك ملكهم رقابنا و ملكهم بناتنا سبايا عندهم يخدمنهم و يعشن معهم يعاشروهم بلا عقد نكاح، و لا مهور.
أيها الرجل النبيل نحن نغار من القدس نغار من شهدائها و نغار من العهد الذي مضى على اغتصابها فعلى الأقل القدس غير ملومة على حال العرب، غير مسؤولة عن استقلالها و حرية شعبها، القدس غير مخاطبة لأنها مغتصبة، لأنها تحت رحمة الاحتلال.
ليت كل البلاد العربية تحت الاحتلال حتى لا يقال لي ماذا فعلت للقدس و أنت حر طليق، ماذا فعلت للامة العربية و الإسلامية و أنت تسير بحرية في الطريق.
لبيك يا اترامب لبيك و سعديك، إن الأمن و الاستقرار بين يديك، كفرنا بحكامنا و آمنا بحكمك العادل، نحن الظالمون و أنت الملك العادل.
يا ترامب خذني إليك، خذني يا حبيبي خذني إليك.
المجد لترامب .. المجد لترامب .. و لتسقط كل أنظمتنا و للعنة على حكامنا.
يا ترامب .. القدس خير لها أن تكون يهودية، فاليهود لا ينحنون إلا للحائط، بينما نحن ننحني نفاقا و جبنا لله و ننحني طاعة و امتثالا لك.
يا ترامب لا تبتئس ببعض بياناتنا الخجولة فهي فقط من أجل أن نسكت بعض الاغبياء الجهلاء، يا ترامب بربك ما يضرك لو قرأ وزير خارجيتنا بيانا يقول : إن حكومة بلدي تطلب من الادراة الأمريكة أن تعود عن قرارها بشأن القدس.
أو أن يقول آخر : إن تصريح الرئيس الأمريكي سيزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط و يزيد من التطرف و الإرهاب
أو يقول آخر : لقد تفاجأنا بتصريح الرئيس الأمريكي "السيد" اترامب حول القدس، و نحن على يقين بأهمية دور الولايات المتحدة في العملية السلمية و لذلك نأمل أن يتراجع "السيد" أترامب عن قراره هذا لما يجلب من مفسدة و مخاطر على مستوى العالم و لما له من تأثير سلبي على مشروع السلام.
سيدي ترامب، نعم القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني على الأقل لن تكون كعواصمنا الأخرى، لن تكون معبأة بالقمامة، لن تكون شوارعها ملطخة بالطين، لن تكون عماراتها و بناياتها يضع عليها اصغر الأطفال يده و هو ينحني.
سيدي اترامب، لن تكون القدس افضل بين أيدينا، لن تكون القدس مزيفة كأبوظبي أو دبي، أو الشارقة، أو الرياض، أو جدة، أو مكة أو المدينة، أو بغداد، آه ما أكثر جراح بغداد، أو عمان المشوهة أو دمشق الثكلى، أو بيروت ذات الهوية المزدوجة، أو صنعاء الخراب، أو المنامة المنومة، أو مسقط الساقطة، أو القاهرة المقهورة، أو طرابلس المطموسة، أو تونس الصماء، أو الجزائر، المجزأة، أو الرباط المربوطة، أو الخرطوم المخروطة، أنواكشوط الغارقة. لن تكون أفضل حال بين أيدينا من عواصمنا هذه.
أيها السيد النبيل اترامب، لا تخف فنحن أمة نيام، ماضينا عليه السلام، و حاضرنا لا يتعدى الكلام، و مستقبلنا كله ظلام.
كبروا أربعا على أمة ليس لها سوى أن تمجد كهلا أصابه البهق يكفر بالله و يكفر بالإنسان و يؤمن أنه يحارب أمة ميتة.